مصير التعويم الرابع للجنيه !!
كتب: أحمد حسين
نفى مسئول كبير كل الأخبار التي يرددها البعض عن تعويم الجنيه عقب الانتخابات الرئاسية 2024، كما أكد رئيس مجلس الوزراء أن الشغل الشاغل للحكومة هو الوصول لسعر موحد لـ الدولار على المدى القصير.
وأكد فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري، أن الأنباء المتداولة بشأن تعويم الجنيه بعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها الشهر القادم، غير صحيحة.
وأشار الفقي، إلى أنه لا يوجد نية لتعويم الجنية، وذلك نظرًا لتأثير ذلك التعويم على الأمن القومي وتفاقم التضخم وارتفاع أسعار المعيشة.
عدم وجود تعويم جديد للجنيه ، هو القرار الذي كان متوقعًا فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، وارتفاع معدلات التضخم إلى مستوى خطير، لكن ما الذي يعنيه هذا القرار بالنسبة للحكومة المصرية، وكيف ستحصل على الدولارات التي تحتاجها؟
التعويم وما فعله
كان تعويم الجنيه في نوفمبر 2016 خطوة ضرورية لتصحيح مسار الاقتصاد المصري، لكنه أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار السلع والخدمات، مما أدى إلى زيادة الفقر وانخفاض مستوى المعيشة.
في السنوات الأخيرة، حاولت الحكومة خفض قيمة الجنيه مرة أخرى من أجل جذب الاستثمارات الأجنبية، لكن هذه الجهود كانت معقدة بسبب الخلافات مع صندوق النقد الدولي، الذي كان يطالب الحكومة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية قبل أن يوافق على صرف باقي قرض بقيمة 3 مليارات دولار.
وكان الجميع ينتظر التعويم الرابع للجنيه، خاصة في ظل نقص السيولة الدولارية في البلاد. وكان صندوق النقد الدولي قد جمد قرضًا بقيمة 3 مليارات دولار من أجل حصول مصر على قرض جديد بقيمة 5 مليارات دولار، شريطة أن تقوم بتحرير سعر صرف الجنيه.
لكن جاءت تصريحات صادرة عن الحكومة والبرلمان الجديد اليوم 30 نوفمبر، تؤكد أن التعويم الجديد لن يتم، وأنها ستعتمد على الموارد المحلية لتوفير الدولارات التي تحتاجها.
ما الذى تغير؟
هناك عدة عوامل أدت إلى اتخاذ مثل هذا القرار الجديد، منها: ارتفاع إيرادات مصر من مصادر النقد الأجنبي، بما في ذلك السياحة بقيمة 14 مليار دولار، وإيرادات الصادرات بقيمة 35 مليار دولار، وتحويلات المصريين فى الخارج بقيمة 20 مليار دولار
انخفاض فاتورة الاستيراد، نتيجة خفض الواردات غير الضرورية، وبالتالى رشدت فاتورة الاستيراد بشكل كبير جدا ومثلا حققت 10 مليار و350 مليون دولار لأول مرة في تاريخها.
زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي لمصر، والذي بلغ 40.4 مليار دولار في نهاية أكتوبر 2023.
طالع المزيد:
– استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه في تعاملات اليوم الخميس 30 نوفمبر 2023
زيادة إيرادات مصر من مصادر النقد الأجنبي، حيث حققت مصر إيرادات من السياحة بقيمة 14 مليار دولار، وإيرادات من الصادرات بقيمة 35 مليار دولار، وتحويلات المصريين بقيمة 20 مليار دولار.
انخفاض فاتورة الاستيراد، إلى 93 مليار دولار، لصالح دعم الاحتياطي النقدي المصري.
انخفاض أسعار الدولار عالميًا، مما أدى إلى انخفاض سعر الدولار في السوق السوداء.
تأثير القرار على السوق السوداء
من المتوقع أن يؤدي القرار الجديد إلى انهيار السوق السوداء للدولار، حيث لن يكون هناك حاجة للمضاربة على سعر الصرف.
والجدير بالذكر أنه بقرار الحكومة عدم تعويم الجنيه، فأنها تسعى إلى تجنب الآثار السلبية التي يسببها التعويم على الاقتصاد المصري.