جدعون ليفى فى “هآرتس”: يكفي هذه الحرب ما بلغته حتى الآن.. لا رجاء من مواصلتها

ترجمة: أشرف التهامي

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية في ٣٠/١١/٢٠٢٣ مقالا “للكاتب العبري جدعون ليفي يدعو فيه لسرعة وضرورة وقف الحرب الدائرة بين الكيان الصهيوني المؤقت وفضائل المقاومة الفلسطينية.
وكاتب المقال جدعون ليفي من مواليد 1953هو صحفي إسرائيلي، يكتب مقالات تركز غالباً على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وهو محسوب على اليسار الإسرائيلي، ويصفه البعض بأنه «صحفي بطل» ، بينما يتهمه آخرون بأنه ناشر للدعاية لحركة حماس.

وذكر ليفى أسباب توصياته بإيقاف الحرب، فى مقاله الذى جاء كالتالى:

“يكفي هذه الحرب ما بلغته حتى الآن. يجب أن تبلغ نهايتها الآن، بكل الأحوال وبأي ثمن. لا جدوى من الاستمرار فيها، ولا رجاء منها.
​​تكلفتها الرهيبة ستفوق الفوائد التي قد تنجم عنها، هذا إن كانت هناك فائدة على الإطلاق في أي حرب. ولم تعد هناك أي شرعية لمواصلة تدمير غزة وقتل عشرات الآلاف من سكانها. والآن، بعد أن هدأ الغضب المبرر ولو قليلاً، وبعد أن أصبحت الرياح أقل عصفًا، ينبغي دارسة استمرار الحرب ببرود أعصاب.

الاستنتاج واحد: يجب وقفها

لقد سارت صفقات عودة المخطوفين والإفراج عن الأسرى حتى الآن بشكل أفضل من المتوقع.

كلا الجانبين وفى بكلامه.

حتى الكلبة بيلا التي أُطلق سراحها بدت أنها في حالة معقولة.

لكن معظم المختطفين لم يتم إطلاق سراحهم بعد. وينبغي الانشغال بمسألة عملية إطلاق سراحهم حتى آخرهم، وهو ما قد يؤدي أيضاً إلى إطلاق سراح آخر الأسرى الفلسطينيين في إسرائيل.

يجدر أن يتعود على ذلك كل من يجد صعوبة في هضمه. ولهذا لا داعي لاستمرار الحرب. بل على العكس من ذلك، فإن استمرارها قد يؤدي إلى إحباط عمليات إطلاق سراح لاحقة، كما قد يعرض حياة المختطفين للخطر.
فقط الصفقات ستؤدي إلى إطلاق سراح الجميع. وهذه لا يمكن أن تتحقق إلا ضمن شروط وقف إطلاق النار.
حماس لا تزال على قيد الحياة وتنشط!
الهدف الثاني لإسرائيل لم يتحقق، ومن المشكوك فيه أن يكون ممكنًا تحقيقه بثمن معقول. ب

عد ما يقرب من شهرين من القتال، لا تزال حماس على قيد الحياة وتنشط، وعلى الأقل بعض قواتها منظمة كما رأينا أثناء تنفيذ صفقات الرهائن.

يقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل 5000 من جنود حماس – ربما نعم أو ربما لا – لكن القيادة العليا وبعض البنية التحتية ظلت على حالها قائمة.
قيل لنا أن معظم البنية التحتية والمقرات القيادية تتركز في مدينة غزة. لقد دمرناها.
الآن يقولون لنا أن الشيء الرئيسي موجود أساسًا في خان يونس.

في اليوم التالي للانتهاء من تدمير خان يونس، سيقال لنا إن البنية التحتية المهمة حقا موجودة في رفح. ثم سنقتل رفح أيضاً، حتى يخبرونا أن قلب حماس النابض موجود بالفعل في رفح المصرية. ومثل الأفق، فإن هذا الهدف أيضًا سيبتعد أكثر فأكثر، كلما اقتربنا منه. تلقت حماس ضربة قوية.
ويعتمد مستقبلها الآن على الترتيبات الدولية التي سيتم التوصل إليها، بقدر ما يعتمد على مواصلة القتال.
لقد عوقب قطاع غزة بما فيه الكفاية، وأكثر بكثير مما يستحق.

ودمر الجزء الشمالي منه، وقتل 20 ألفًا من أبنائه وبناته ومات 5000 طفل. وحتى لو كانت تقديرات الجيش الإسرائيلي صحيحة، والتي تفيد بأنه قتل خمسة آلاف من مقاتلي حماس، فإن النسبة رهيبة. وفي أوكرانيا كانوا سيذعرون من مثل هذه النسبة.

فهل يجوز حقاً قتل 20 ألف إنسان، بينهم 5000 طفل، من أجل حياة 5000 مقاتل وإرهابي وضالع ومسلح ومتوحش، وليكن وصفهم ما يكون؟ هل مسموح أيضاً قتل 100 ألف مواطن؟ ومليون؟. ويأتي الجواب ويتكرر: “ما يلزم”؟، وهو جواب ليس مقبولًا ولا أخلاقيًا بشكل قاطع.

من المشكوك فيه أن يقدر أي شخص في إسرائيل تخيل معاناة غزة، لكن الآن ليس الوقت المناسب في اسرائيل للتعاطف مع غزة. وتجدد الحرب يعني احتلال جنوب قطاع غزة وتدميره. لقد تضاعف عدد الأشخاص المزدحمين هناك الآن عما كان عليه قبل الحرب، وحتى في ذلك الوقت كان مزدحمًا بالمقاييس العالمية.

أين سيذهبون ؟

لا يمكن تجديد الحرب دون الأخذ بالحسبان الأضرار الدولية التي ستتراكم أكثر.
المزيد من صور الدمار والقتل من غزة سيدمر ما تبقى من سمعة إسرائيل الطيبة (هههههههههه)، حتى بين أكثر أصدقائها تأييدًا.

سنهزم حماس ونخسر العالم.

سنهزم حماس ونصبح مسخًا حتى في عيون البعض منا.

ثم ماذا؟

طالع المزيد:

القناة 12 الإسرائيلية تعلن فشل المفاوضات: الجيش يهاجم غزة

زر الذهاب إلى الأعلى