ما الفرق بين هتلر ونتنياهو؟!.. يا ضمير العالم استيقظ
كتبت: رنا أحمد سالم
تاريخ إسرائيل حافل بجرائم الحرب و الجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين تحديدا وأحدثها، ما كشفت عنه المصادر الفلسطينية، حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، قبل اليوم الثلاثاء أن أعداد شهداء هجمات إسرائيل على القطاع، وصل إلى 9227 منذ 7 أكتوبر الماضى،
عدد المصابين من المدنيين إلى ٢٣ ألفاً و ٥١٦ .. و أن ١٩٦ مدنياً قد لقوا حتفهم خلال القصف الإسرائيلي على القطاع في خلال الساعات الماضية ..
التاريخ الملطخ بالدماء
في عام ٢٠٠٩ تم اتهام إسرائيل بإقتراف جرائم حرب في حقوق الشعب الفلسطيني حيث أطلقت القوات الإسرائيلية، وبشكل عشوائي قذائف الفسفور الأبيض، على غزة وهي جريمة حرب وفقاً لـ “هيومن رايتس” ووتش ومنظمات حقوق الإنسان
كما اتهمت منظمة العفو الدولية إسرائيل في عام ٢٠١٤ بارتكاب جرائم حرب ، تتمثل فى شن هجمات غير متناسبة والتى أسفرت عن مقتل عشرات المدنيين في رفح جنوب القطاع.
والحديث عن جرائم الإبادة التى ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطنيين، لابد أن يجرنا إلى تاريخ أبعد، نصل فيه إلى عام النكبة ١٩٤٨ قد قامت إسرائيل بالتهجير القسري لآلاف الفلسطينيين إلى عشرات المخيمات في الضفة الغربية وقطاع غزة و سوريا والأردن و لبنان لتصبح بذلك أكبر عملية تشريد شهدها القرن العشرون.
وفى هذه الجريمة المتصلة على مدار السنين، تم التهجير القسري لأكثر من ٨٠٠ ألف فلسطيني ليتحولوا بناءاً على ذلك إلى لاجئين في حين أن سيطرت دولة الإحتلال على ٧٨ ٪ من مساحة فلسطين بدعم من الإستعمار البريطاني تطبيقاً لوعد بلفور المزعوم.
وعلى إثر ذلك تم تدمير ٥٣١ قرية ومدينة فلسطينية من أصل ٧٧٤ كما ارتكبت قوات الإحتلال أكثر من ٧٠ مجزرة حينذاك و منها مجزرتى دير ياسين، والطنطورة و التي أسفرت عن مقتل نحو ١٥ ألفاً من الشعب الفلسطيني.
ماهى جرائم الحرب؟
ويشير تعريف القانون الدولي لجرائم الحرب بأنها “أي إنتهاك جسيم لقوانين و أعراف الحرب، بما في ذلك القتل و المعاملة السيئة و الترحيل القسري على شكل عمالة أو رقيق أو لأي غرض آخر للسكان المدنيين في الأراضي المحتلة وفقاً لميثاق محكمة نورنبرغ العسكرية الدولية عام ١٩٤٥ حسب المادة ٦ ووفقاً لمؤتمر لاهاي ١٨٩٩/ ١٩٠٧ ووفقاً لميثاق بريان كيلوج ١٩٢٨ ووفقاً لإتفاقيات چنيڤ ١٩٢٩ / ١٩٤٩ ووفقاً للبروتوكولين الإضافيين لقواعد القانون الدولي الإنساني لعام ١٩٧٧ .
وأي إنتهاك جسيم ضد مدنيين مقاتلين أثناء نزاع مسلح قد تؤدي إلى تحميل مرتكبها مسئولية جنائية فردية حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان و طبقاً لإتفاقية جنيف.
كما أن الإبادة الجماعية و الحصار للمدنيين و التطهير العرقي يعد من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية كذلك.
أليس هذا ما تقترفه إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الآن؟!.
طاردوا النازيين وعاقبوهم فماذا عن الإسرائليين؟
ولطالما طارد المجتمع الدولي مجرمي الحرب، وعاقبهم أشد عقاب، وخاصة رجال النازى الذين اتهموا بارتكاب جرائم حرب ضد اليهود، فى المحرقة المزعومة “الهولوكست” والأمثلة فى هذا الصدد كثيرة ومنها، إدانة القانون الدولي لـ “ألبرت دويتشر” والذي شغل منصب عضو في مجموعة شبه عسكرية نازية مجرماً للحرب وتم إعدامه عام ١٩٨١.
كما أدين “إيرتش فون ديم باخ” الذي كان عضواً بالحكومة الألمانية و عضواً بالبوليس السري الألماني مجرماً للحرب و قد تم إعدامه عام ١٩٧٢ .
وأدين “أندريجا أرتوكوفيك” والذي كان وزيراً للعدل و الشئون الداخلية الكرواتية مجرماً للحرب، وحكم عليه بالإعدام لكنه توفي قبل التنفيذ في عام ١٩٨٨
وهناك الإدانة الشهيرة لـ “أدولف إيخمان” وكان عضواً في الشرطة السرية الألمانية و قد أدين مجرماً للحرب و تم إعدامه عام ١٩٦٢ .
وأدين ألفريد موسيما كمجرم حرب لمشاركته في الإبادة الجماعية في رواندا و قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة.
القانون الدولى
ولما كان القانون الدولي يعد القتل العمد، والمعاملة السيئة والاستعباد و الإبادة و التهجير وأي فعل غير إنساني آخر يرتكب ضد سكان مدنيين قبل الحرب أو خلالها أو الاضطهاد على أسس عرقية أو دينية ، أو بما أتي في مفهوم الجرائم ضد الإنسانية، الذي وضع في الثامن من أغسطس لعام ١٩٤٥ بموجب المادة السادسة من النظام الأساسي لمحكمة نورنبرج الدولية .
وبعد أن أدانت البحرين والأردن وإيران والمملكة العربية السعودية وتركيا وغيرها قوات الإحتلال واصفين قادتها كمجرمي حرب لما يوقعونه على قطاع غزة من إبادة جماعية للمدنيين وحصارهم وعقابهم الجماعي وتهجيرهم القسري وتطهيرهم العرقي نتيجة حتمية للقصف الجوي الذي لا ينقطع.
ومنع وصول المساعدات لأهالى غزة، وحرمانهم من أدني حقوقهم في تلقي العلاج الذي أصبح مستحيلاً بعد منع وصول الأدوية، وقصف المستشفيات ومنع وصول الوقود والغاز والطعام و الماء إلى شعب القطاع.
القوانين الدولية
فما الذي يحتاجه العالم حتى يتخذ موقفاً صارماً ضد إسرائيل لما ترتكبه من جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، إعمالا للقوانين الدولية، والأعراف الإنسانية المتفق عليها ؟!.
وأخيرا دعونا نطرح السؤال بصيغة مباشرة: ما الفرق بين هتلر ونتنياهو؟!.. ولا سعنا إلا أن نصرخ: “يا ضمير العالم استيقظ”.