أشرف التهامي يكتب: خمسون عاما ًمن الاغتيالات لم ولن تكسر المقاومة الفلسطينية

بيان
الاستخبارات الاسرائيلية مغرمة منذ عقود بسياسة الاغتيالات.
فلقد اغتال الموساد عددًا كبيرًا من الفلسطينيين في أوروبا وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى تصفية علماء ذرّة في إيران.

لقد فعل الشاباك هذا الأمر في السابق بالجملة في غزة، ويواصل القيام بذلك في الضفة الغربية، جنبًا إلى جنب مع وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي.
لكن خمسون عامًا من عمليات التصفية الجسدية لكل من يتم اغتياله، حتى لو كان رفيع المستوى، أو حتى كما يريدون في إسرائيل تسميتهم “رأس الأفعى “.
فقد ثبتت أن هذا لم يجدي في كسر المقاومة الفلسطينية ولم يثنيها حتى في كبح تطورها وتجديد قدراتها العسكرية والاستراتيجية فدائما “يوجد البديل.
ويُنسَب للموساد اغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي في مالطا عام 1995. واستمر الجهاد في الوجود بعد وفاته بل أصبح تنظيما أكبر وأكثر فتكا، كما رأينا في العمليات في غزة في العقد الماضي.
وفي2008، كما نُشر، وفي عملية مشتركة للموساد ووكالة المخابرات المركزية CIA تم اغتيال عماد مغنية، “وزير الدفاع” في حزب الله. لقد كان هذا الاغتيال بالتأكيد ضربة استراتيجية قاسية، ولعلها أهم عملية اغتيال نفذتها إسرائيل على الإطلاق. ومع ذلك، يواصل حزب الله كمنظمة نشاطه الفعال، كما نشهد في الحرب في غزة (ولبنان واليمن وسوريا).
لقد تطورت حماس الحركة التي تأسست عام 1987، من بداياتها المتواضعة كحركة شعبية إلى قوة عسكرية كبيرة، فاجأت العالم. وعلى مر العقود، تحول من كيان معروف في المقام الأول بشبابه الذين يرشقون الحجارة إلى منظمة عسكرية مسلحة تسليحاً جيداً وقادرة على إطلاق الصواريخ بدقة متناهية وتشكل تحدياً كبيراً لإسرائيل.
وبعد تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في عام 1992، بدأت الحركة في مهاجمة إسرائيل بالرصاص والقنابل اليدوية التي صنعها قادة سابقون من أمثال المهندس يحيى عياش. لتباشر الحركة لاحقاً السير على مسار تصنيع الصواريخ البدائية، والتي سرعان ما تطورت بشكل ملحوظ بعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005.
في المقابل، حاولت إسرائيل بلا هوادة، كبح محاولات حماس و المقاومة الفلسطينية في إنشاء قدراتها المستقلة في مجال تطوير الأسلحة وإنتاجها، وأغتيال قاداتها ،بدءاً من مقتل فريق أولي من المطورين في غارة إسرائيلية على غزة عام 2003، وحتى اغتيال محمد الزواري في تونس في ديسمبر 2016، الرجل المسؤول عن برامج المركبات الموجهة عن بُعد في الحركة، وحتى مقتل المهندس فادي البطش في ماليزيا في أبريل/نيسان 2018، وفقاً لصحيفة لوموند الفرنسية.
ومن التجربة نقول إن الأجيال القادمة ستكون أكثر شراسة وتتمسك بالمقاومة، جيل اليوم لم يكن قد ولد أو كان طفلا في عملية السور الواقي عام 2002، ونراهم اليوم يقاومون بشكل قد يوصف بالجنوني.

اقرأ أيضا للكاتب:

أشرف التهامي يكتب: النعامة والطاووس

أشرف التهامي يكتب: كبر الصغار يا بن غوريون ولم ينسوا  

زر الذهاب إلى الأعلى