«يديعوت أحرونوت»: رئيس هيئة الأركان هو القائد الفعلي للحرب فى غزة
ترجمة: أشرف التهامي
نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية اليوم٨/١٢/٢٠٢٣ مقالا” للكاتب ناحوم برنياع بعنوان: “في ظل الفراغ القيادي على المستوى السياسي، رئيس هيئة الأركان هو القائد الفعلي للحرب”.
والكاتب (ناحوم برنياع) ولد عام 1944، هو كاتب وصحفي سياسي إسرائيلي، صاحب مقالة ثابتة في صحيفة يديعوت احرونوت، حائز على جائزة اسرائيل في مجال الإعلام لعام 2007، وفق استطلاع نشر في عام 1998 اختير برنياع كصحفي الأكثر تأثيراً في إسرائيل خلال الخمسين سنة لوجودها.
ويصف الكاتب فى مقاله حالة التخبط السياسي وتذبذب الحالة المعنوية واهتراء الجبهة الداخلية وخنوع الكيان الصهيوني لإرادة وقرار الولايات المتحدة الأمريكية كما يصف المقاومة بأوصاف متناقضة تعبر عن استيائه واستياء جميع الإسرائيليين.
يقول ناحوم برنياع:
“اعتباراً من صباح أمس، انطلقت محاولة متجددة، بدفع أميركي، لصفقة تبادل مختطفين بأسرى، وهذه المرة تحت عنوان «الجرحى والمرضى». وفي هذا الإطار، سيكون من الممكن إطلاق سراح النساء أيضاً.
حماس لم تعطِ موافقتها حتى الآن، كذلك مجلس الوزراء الحربي الاسرائيلي. قيادة الجيش غير سعيد بتوقف القتال في الوقت الحالي، دون تحقيق الحسم، ودون إنجازات يمكن أن تفتخر بها حتى بعد أن ينجلي غبار المعركة.
الجدل الذي رافق عملية اتخاذ القرارات منذ بداية الحرب يعود ليسيطر مرة أخرى على جدول الأعمال:
ماذا أولًا:
ما هو الأكثر أهمية، إطلاق سراح المزيد من الرهائن أو القضاء على المزيد من أهداف حماس. يضاف الى ذلك التوتر بين المستويين العسكري والسياسي والانقسام الشخصي الغريزي داخل مجلس الوزراء.
ومن الناحية العسكرية فإن الهجوم البري في قطاع خان يونس هو فرصة أخيرة ومؤلمة.
من خان يونس إلى الجنوب لا يوجد مكان آخر للذهاب إليه، لا لحماس، ولا للجيش الإسرائيلي، ولا للمليون ونصف مليون فلسطيني الذين اقتلعوا من منازلهم. الحديث العنجهي عن تطويق الجيش الإسرائيلي لمنزل يحيى السنوار هو قصة يحكيها لنفسه رئيس الحكومة، ويحكيها لنا.
القتال عنيف وعدد الضحايا يتزايد كل يوم بسبب نيران حماس، والعبوات الناسفة، والنيران الصديقة. عدد كبير جدًا من القوات في منطقة مزدحمة؛ الوقت قصير جداً الحصار يشتد، لكن خان يونس ليست مسادة.
الأهداف لم تتحقق
نحن نقترب من 100 قتيل من المقاتلين منذ بداية العملية البرية. الثمن باهظ ومؤلم. التحرك الميداني مبهر والمعنويات مرتفعة لكن الأهداف لم تتحقق بعد والقتال لم ينته بعد. المطلوب الآن، رؤية عقلانية وخفض توقعات.
سيكون من الجيد أن يؤدي القتال في خان يونس إلى تفكك حقيقي لحماس والقضاء على المستوى القيادي فيها. هذا احتمال، أمل، رهان. لكن الخطر على حياة المقاتلين والمختطفين أمر مؤكد.
تخوض حماس الحرب أيضًا في شمال قطاع غزة، وفي بيت لاهيا والشجاعية وجباليا، وكذلك في الجنوب. تطلق الصواريخ، وتصور فيديوهات دعائية، وتتخذ القرارات بشأن مصير المختطفين. صحيح أنه جيش من القتلة والمغتصبين المجرمين، لكنه جيش رغم ذلك. ويصفهم
مراسلو القنوات التلفزيونية عندنا المهتمون برفع الروح المعنوية الوطنية عناصر حماس بالجبناء الحقيرين. أتمنى لو كانوا جبناء
لأن الجبناء كانوا سيخرجون من فوهات الأنفاق بشكل جماعي بأيدي مرفوعة وراية بيضاء.
تحول الوقود من نقمة إلى نعمة
ويتعين على الحكومة الموسعة، مع سموتريتش وبن جفير، المصادقة على قرار توسيع دخول ناقلات الوقود إلى القطاع. وكانت عملية اتخاذ القرار محرجة.
في البداية تعهد نتنياهو وجالنت بعدم دخول نقطة من السولار إلى القطاع. ثم سمحوا بالقليل ثم أكثر وأكثر. والتبرير، الضغط الأمريكي. لقد تحول الوقود من نقمة إلى نعمة: المزيد من الوقود يمنح إسرائيل المزيد من الوقت وإمكانية أخرى لإطالة أمد القتال. لقد نسوا أن الوقود هو وقت مناسب لحماس أيضاً. وتسمح الإمدادات اليومية لحماس بإطالة أمد قتالها لفترة أطول.أحيانًا تجمع الحرب، مؤقتًا، مصالح الطرفين.
الجانب الاسرائيلي يدير هذه الحرب بطريقة مختلفة قليلا عما كان في الحروب السابقة. إن التدخل الأميركي، بما في ذلك الاعتماد على الإمدادات العسكرية الأميركية، أصبح أكبر من ذي قبل؛ إن الشعور بأن الجيش الإسرائيلي هو الطرف الذي يتخذ القرارات – يمكن للوزراء في الحكومة الأمنية أن يمنعوا خطط الجيش الإسرائيلي ولكن لا يمكنهم فرض رغباتهم على الجيش – أقوى من ذي قبل. ايجابًا وسلبًا.
رئيس هيئة الأركان هو قائد الحرب
هناك فراغ قيادي على المستوى السياسي، يعود بعضه إلى انعدام الثقة؛ جزء من أسلوب عمل نتنياهو المماطل. نتنياهو وجالنت يخطبان كثيرا. غانتس أيضاً. هذا لا يعني أنهم يقررون الكثير.
بين السطور هناك صراع بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع على صورتهما في الحرب.
كل واحد منهما يريد مهتم بأن يعرف الجمهور أنه هو وحده الذي يدير الحرب.
والنتيجة أنهما يظهران في كثير من الأحيان – أكثر من أي أسلافهما في كل الحروب السابقة – وغالباً ما ويتورطان في تصريحات تتطلب المزيد والمزيد من التوضيحات، والمزيد والمزيد من المؤتمرات الصحفية.
“هذه هي الحياة”
قال نتنياهو عن النهاية المأساوية للهجوم في القدس واضطر إلى الاتصال بالأب الثاكل والاعتذار؛ وقال نتنياهو لعائلات المختطفين في الاجتماع الفوضوي في هرتسليا: “أنا أحترمكم أكثر من اللزوم”. النية كانت جيدة، لكن كان على نتنياهو أن يعود ويشرح.
نقل جالنت الحقيقة إلى رؤساء البلدات في الشمال، لكنه اضطر إلى إعادة صياغة كلامه – كل هذا وأكثر، في خضم الحرب.
طالع المزيد:
– ما الفرق بين هتلر ونتنياهو؟!.. يا ضمير العالم استيقظ