د. إسلام جمال الدين شوقي: طموحات وأولويات COP28
كتب: على طه
ما هى طموحات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب28″، والذي ينعقد في اكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة؟.. وما هى أولوياته؟.. وهل سيبنى على نتائج مؤتمر Cop27 الذي انعقد في شرم الشيخ بمصر، العام الماضى؟
يجيب على ما سبق من أسئلة خبير اقتصاديات تغير المناخ د. إسلام جمال الدين شوقي عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، فى تصريحات خاصة لموقع “بيان الإخبارى”، فيقول:
يأتي مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ “كوب28″، والذي ينعقد في اكسبو دبي بالإمارات العربية المتحدة في ظل ظروف استثنائية حيث تستأنف إسرائيل حربها وهجومها مجددًا على قطاع غزة بعد كسر الهدنة.
وقد اغتنم العديد من قادة العالم الذين حضروا لمناقشة تغير المناخ الفرصة للتعبير عن أسفهم للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس والتي نتج عنها آلاف من القتلى والجرحى، ولم يلق الرئيس الإسرائيلي كلمته، بعد يوم من إلغاء الرئيس الفلسطيني مشاركته في المؤتمر.
ويضيف الخبير الاقتصادى: قبل الدخول في الطموحات والأولويات التي نأمل في تحققها من خلال كوب 28 يجب أن ننتبه إلى ما أكدت عليه مديرة صندوق النقد الدولي أن العالم يحتاج إلى تمويل 5 تريليونات دولار ليجعل من «إزالة الكربون» عملية حقيقية وواقعية، وذلك عن طريق العمل على زيادته من 900 مليار دولار في الوقت الحالي، حيث يمكن تحقيق الانتقال في التمويل بشكل أسرع من خلال القطاع الخاص، والتي تشكل تمويلاته 40% من تمويل المناخ.
ويجب أن ترتفع نسبة زيادة التمويل إلى ما بين 80 إلى 90%.
الأولويات
ويواصل “جمال الدين” بالنسبة للأولويات نجد أن ملفي التمويل والتكيف من أبرز الملفات الأكثر إلحاحًا على طاولة مؤتمر الأطراف (COP28) ، حيث تواجه الاقتصادات النامية والناشئة تحديًا من نوع خاص لأنها لا تحتاج فقط إلى تعبئة الموارد من أجل التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره.
يتعين عليها أن تتصدى أيضًا لتحديات وشيكة الحدوث مثل استثمارات الهياكل الأساسية والحد من الفقر.
ويجب العمل على التوفيق بين الاحتياجات الإنمائية للمجتمعات والاستدامة البيئية من خلال التحرك نحو “التحول للاقتصاد الأخضر” ليضع النمو في صميم التنمية حيث من الممكن تحقيق نتائج إيجابية من خلال الاتفاق على مضاعفة الاستثمارات في الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030، وإحراز تقدم كبير في التحول العادل للطاقة”.
طالع المزيد:
– المشاط: مؤتمر المناخ COP27 فرصة لضمان انتقال عادل وتحول للطاقة المستدامة
– حامد محمود يكتب: مؤتمر cop27 بشرم الشيخ ومستقبل الهجرة المناخية
ومن أبرز الأولويات أيضًا هي إقرار كافة الخطوات اللازمة لتفعيل “صندوق الخسائر والأضرار”، والوفاء بالوعود لتقديم 100 مليار دولار كل عام التي تعهدت بها الدول الصناعية وتقديم التزامات جديدة لتمويل التكيف في الدول منخفضة الدخل، وهو بمثابة شريان حياة محتمل للدول التي تعاني من كوارث ذات صلة بالطقس والمناخ حيث يكمن الخطر، في أن تعطي الدول الغنية الأولوية لمصالحها السياسية على حساب الدول الأخرى خلال هذه المحادثات.
وإذا حدث ما سبق من شأنه أن يكون كارثيًا بالنسبة للدول التي تعاني بالفعل من آثار التغيرات المناخية حيث تشير التقديرات الصادرة عن الأمم المتحدة إلى أنه “يتعين استثمار حوالي 4 تريليونات دولار سنويًا في مجال الطاقة المتجددة حتى 2030 حتى نصل بالانبعاثات إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050”.
الطموحات
هناك طموحات كثيرة حيث يجب تقديم التزام واضح بالتخلص التدريجي من انبعاثات الوقود الأحفوري بحلول عام 2050؛ وإنهاء دعم الوقود الأحفوري، ومضاعفة الاستثمارات في الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول عام 2030.
البناء على مخرجات Cop27
ويجب استغلال مخرجات مؤتمر Cop27 الذي انعقد في شرم الشيخ بمصر، و المكاسب التي تم التوصل والاتفاق عليها في هذا المؤتمر خاصةً فيما يتعلق بكيفية الانتقال من التخطيط إلى حيز التنفيذ والوفاء بكل الوعود والتعهدات التي تم الاتفاق عليها في المؤتمرات السابقة.
لذلك دعت مصر إلى اتخاذ إجراءات كاملة وشاملة لذلك ناقشت الجوانب الفنية، مثل تحديد الطريقة العملية التي يتم على أساسها كيفية قياس الانبعاثات في الدول المختلفة بحيث يكون هناك مجال متكافئ للجميع.
ولا شك أن كل ما قامت به مصر وتوصلت إليه من نجاح في مؤتمر COP 27 يمهد الطريق لإنجاح مؤتمر كوب COP 28 فيما يتعلق بتقييم التقدم العالمي الجماعي بشأن التخفيف والتكيف وسبل تنفيذ اتفاق باريس.
مطلوب من cop28
لذا يجب أن تعمل دولة الإمارات على تطوير آلية المرصد المناخي الدولي لقياس ومتابعة الالتزام التمويلي من قبل الاقتصادات الأعلى تلويثًا للمناخ، وتطوير أدوات الدبلوماسية المناخية حتى يتسنى متابعة الالتزامات ورفع نسب المشاركة والالتزام الدولي من قادة دول العالم ووضع تصور لبرنامج عمل دولي لتحقيق هدف سعر عالمي موحد للكربون.
ويمكن الاعتماد على تجربة الاتحاد الأوروبي في تسعير الكربون اعتمادًا على آليات السوق الحر الدولية لدعم تداول سندات الكربون.
كما يأتي من بين الطموحات أيضًا أن تضع الإمارات حلول عملية وإيجابية لتحقيق أهداف المناخ، بالإضافة إلى توفير التدريب والتأهيل، ودعم المجتمعات الضعيفة، وتحقيق نتائج طموحة للحد من الاحترار العالمي والعمل على الإبقاء عليه فيما لا يزيد عن 1.5 درجة مئوية ما قبل الثورة الصناعية، وزيادة تمويل المناخ للبلدان النامية، وتعزيز الاستثمارات في التكيف مع المناخ.