عبدالله حسن يكتب: الإبادة الجماعية عقدة يهودية قديمة
بيان
مع بداية أحداث السابع من أكتوبر واقتحام قوات حركة حماس الفلسطينية إحدي المستوطنات الإسرائيلية وقتل مجموعة من الإسرائيليين وأسر مجموعة أخري من المدنيين من جنسيات مختلفة وعسكريين إسرائيليين من رتب مختلفة ، عقد مجلس الحرب الإسرائيلي اجتماعات طارئة.
حركت تلك الاجتماعات الرغبة القديمة التي يعاني منها اليهود في عملية الإبادة الجماعية التي روجوها في أعقاب الحرب العالمية الثانية بأن الجنرال الألماني أدولف هتلر أقام أفران الغاز وحرق فيها آلاف اليهود في عملية إبادة جماعية وتطهير عرقي GENOCIDE .
وظلت هذه العقدة تطاردهم ويبتزوا بها دول العالم خاصة ألمانيا وفرنسا لتعويضهم عن معاناتهم وممتلكاتهم حتي وقعت أحداث السابع من أكتوبر وبدأوا حملة شرسة لإبادة الجنس الفلسطيني وتصوروا أنهم بذلك جاءتهم الفرصة للتخلص من الفلسطينيين وهدم منازلهم فوق رؤوس ساكنيها وقتل النساء والأطفال وطرد من بقي منهم علي قيد الحياة خارج أراضيهم لينعموا بعد ذلك بفلسطين أرض الميعاد لإقامة دولتهم عليها.
وعلي مدي أكثر من شهرين سقط أكثر من عشرين ألف شهيد فلسطيني وأصيب أكثر من ضعف هذا العدد بإصابات مختلفة.
بينما تواصل القوة الغاشمة الإسرائيلية تنفيذ خطتها علي مرأي ومسمع من العالم الذي يتابع عمليات الإبادة الجماعية علي الهواء مباشرة مع تطور وسائل التواصل الإجتماعي والبث التلفزيوني.
وتتحرك إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة لإحباط أي محاولة من المجتمع الدولي ومنظماته لوقف إطلاق النار قبل الإنتهاء من مهمتها في القضاء علي مقاتلي حماس الخاطفين والأسري المخطوفين لديها بعد أن عجزت في الوصول اليهم وإنقاذهم أحياء.
وفي نفس الوقت تتحرك آلتهم الإعلامية لإرهاب كل من ينتقد عمليات الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين ويطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار.
ولعل هجومهم الشرس علي أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة كان إحدي صور هذا الإرهاب بعد أن أعلن أن ما قامت به حركة حماس لم يكن من فراغ وإنما نتيجة ٧٥ عاما من الإحتلال الإسرائيلي وقهر الفلسطينيين ثم دعوته بعد ذلك باستخدام حقه في تفعيل المادة ٩٩ من ميثاق الأمم المتحدة بدعوة مجلس الأمن لاجتماع عاجل لاتخاذ قرار فوري بوقف إطلاق النار وهو ما اعترضت عليه الولايات المتحدة لإتاحة الفرصة لإسرائيل لاستكمال خطتها الإجرامية .
تذكرت موقف إسرائيل حاليا من سكرتير عام الأمم المتحدة من موقفها من المفكر الفرنسي روجيه جارودي في تسعينيات القرن الماضي وكنت وقتها مراسلا لوكالة أنباء الشرق الأوسط في باريس وأصدر جارودي كتابا بعنوان الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية شكك فيه في موضوع المحرقة المعروفة باسم “الهولوكوست” والتي روج لها اليهود واتهموا هتلر بأنه أقام أفران الغاز وأحرق فيها آلاف اليهود.
وقال جارودي في كتابه إن هذه الواقعة غير حقيقية وإن اليهود يستخدمونها لابتزاز العالم.
وثار اليهود ضد جارودي واستخدموا عناصرهم من منظمة “بيتار” اليهودية المتطرفة لإرهابه واتهموه بمعاداة السامية وحطموا المكتبة التي تعرض هذا الكتاب للبيع في الحي اللاتيني، ولجأوا للقضاء الفرنسي لمحاكمته هو وناشر الكتاب بتهمة معاداة السامية.
وبعد عدة جلسات قضت المحكمة الفرنسية ببراءة جارودي والناشر من هذه التهمة واعتدي المتطرفون في المحكة علي الصحفيين الذي حضروا لتغطية المحاكمة وكنت من بينهم.
والآن وبعد أكثر من ثلاثين عاما تظل عقدة الإبادة الجماعية تسيطر علي اليهود ويتحركون في غزة وخان يونس ورفح والشيخ زويد وغيرها من المدن الفلسطينية لإبادة سكانها والإستيلاء علي أرض فلسطين .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن وبقوة:
هل يظل العالم عاجزا أمام هذه المذابح التي ترتكب ضد الفلسطينيين أم يتحرك لإنقاذهم وعودة الحق لآصحابه ونري علم فلسطين يرفرف علي الأرض الفلسطينية وتنعم أرواح الشهداء في مرقدها في جنات النعيم ؟!.