عاطف عبد الغنى يكتب: لن أمنح صوتى لهذا المرشح
بيان
السؤال المعتاد الذى يوجه للناخب فى أى انتخابات (محليات، برلمان، رئاسة) هو: من ستنتخب من بين المرشحين؟.. لكن ماذا لو كان السؤال: من المرشح الذى لن تمنحه صوتك؟.
وأرى أن السؤال الأخير أدعى لأن تحسن الاختيار، وهذا هو جوهر الانتخاب معنى واصطلاحا، والانتخاب فى اللغة من الفعل نخَب، بمعنى أخذ أحسن الشىء وأفضله، وأخذ نخبته أى ما هو مختار منه بعناية.
واصطلاحا الاختيار يكون بالاستبعاد، وإذا طبقنا هذا على الانتخابات الرئاسية، أتصور أن يستبعد الناخب المرشح الذى لا يملك خبرة الإدارة، وخبرة السياسة، أقصد سياسة البلاد أى تولى أمورها وتسيير أعمالها الداخلية والخارجية وتدبير شئونها.
والإدارة علم وموهبة وفن، وليس مطلوبا من رئيس البلاد أن يكون طبيبا ماهرا ليصلح منظومة الصحة، ولا عالم ذرة ليصنع المفاعلات النووية، ولا معلم ماهر ليصلح التعليم، والقياس يصح على باقى التخصصات، لكن مطلوبا منه أن يكون مديرا ناجحا، وسوف يستعين بالوزراء والمستشارين التكنوقراط كل فى مجاله، المهم أن يكون هو قادر على الاختيار والفرز واتخاذ القرار وتحمل مسئوليته.
رئيس الجمهورية هو مدير الدولة.. والدولة أكبر شركة وأصولها الأرض والشعب، والسلطة، وهو رأس هذه السلطة والمسئولية جسيمة، لذلك لا يحتمل قرار اختيار الرئيس المجازفة ولا المقامرة، ولا التجريب، وبعد يناير 2011 جربنا ودفعنا الثمن غاليا، قبل أن نصحح الأوضاع فى 30 يونيو 2013.
لن أجرب، ولن انتخب المنظّر الذى يفتقد خبرة ومهارة الجانب العملى، فغالب التجارب أثبتت أن غالب الأكادميين عندما يدخلون فى تجارب عملية يفشلون فى تطبيق النظريات التى يدرّسونها.
ولن امنح صوتى لمن لا برنامج إصلاحى مقنع، ولا من يجنح إلى تبسيط الأمور ويفرش الأرض طحين، أو يغالى فى الوعود، لأن الإسراف فى الأحلام مثل اليأس تماما، كلاهما تطرف.
ولن منح صوتى للمتطرف، فى أمور الدين أو الدنيا.. ولن امنح صوتى للـ “أيدلوجست” لأننى أرى صاحب الأيدلوجية، مثل الذى وضع رأسه فى قالب له مقاس محدد وأغلق باب عقله أمام ما يتعارض مع أيدلوجيته (يمين أو يسار).
ولن انتخب من هو ليس منا ولا شبهنا، الغريب عن القيم والأعراف النابعة من عقيدتنا، وإيماننا، الذى ليس من طينة هذا الوطن، وثقافته الإسلامية العربية المصرية الأصيلة.
ومع الاستبعاد يبقى فى النهاية الأصلح، وهذا معنى الانتخاب الذى جعله الله ميزانا للطبيعة.