«هآرتس» العبرية: هكذا حولت إسرائيل سجونها إلى منشآت إعدام للأسرى الفلسطينيين
ترجمة: أشرف التهامي
نشرت الصحيفة العبرية هآرتس في افتتاحية عددها بتاريخ٨/١٢/٢٠٢٣ تقريرا “عن “العنف والتعذيب المفرط حد الموت “الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيين بالسجون الاسرائيلية وكيف سيؤثر على الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الإسلامية “حماس، والجهاد”
وكتبت الصحيفة العبرية الآتى:
إن موت ستة فلسطينيين في السجون الإسرائيلية منذ بداية الحرب هو ضوء تحذير منبّه.
تقرير التشريح
وقد وجدت آثار عنف على جثتي أسيرين على الأقل، قضى تقرير التشريح بأن صاحب احدى الجثتين عانى من كسور في الأضلاع وعظمة الصدر.
في حالات أخرى تثير شهادات عن الإهمال الطبي-الاشتباه بأن اثنين آخرين على الأقل توفيا لانعدام العلاج الطبي المناسب.
تضاف هذه الحالات إلى شكاوى متزايدة من أسرى فلسطينيين عن عنف من جانب السجانين والجنود.
تظهر هذه الشكاوى خطياً، في محضر إثر محضر، في المحاكم العسكرية، يسمعها القضاة ولا تلقى جواباً. الوضع سيء لدرجة أن المحامين رووا بأنهم حاولوا أن يجعلوا المداولات تجري دون حضور المعتقلين لإعفائهم من العنف الذي ينتظرهم.
في اثنتين من الحالات التي مات فيها عمال غزيون احتُجزوا في معتقلات الجيش الإسرائيلي، أخفى الجيش أمر موتهما عن عائلتيهما إلى أن نشر الأمر في “هآرتس”.
العنف والإهمال
العنف والإهمال لا يحصلان في فراغ. فمنذ تعيين إيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي وهو يشن حملة لتدهور ظروف اعتقال السجناء الأمنيين.
مع تعيينه، احتُفل بالتشديد في ظروف اعتقالهم، أحدها إغلاق المخابز في السجون، ما أثار السخرية، لكن منذ نشوب الحرب تفاقم الوضع جداً:
فلقد قضت الكنيست بأنه بإمكان السجناء النوم على الأرض، وأوقفت مصلحة السجون تيار الكهرباء في المقابس “الفيوزات”، وباتت تقيد ساعات الإنارة ووقت الاستحمام. ويشهد السجناء على أنهم يُمنعون من الخروج لتلقي العلاج الطبي.
إن التأييد الجماهيري لأفعال الانتقام، يساهم، كما يبدو، مساهمته هنا أيضاً؛ فدولة تتحلل من مؤسساتها، بما فيها المحاكم والسجون، وتطلق العنان للعنف ضد من تحتجزهم دون رقابة، هي دولة فقدت الاتجاه من ناحية أخلاقية وباتت تعرض المخطوفين الإسرائيليين الذين في أسر حماس للخطر.
إن الحرص على شروط اعتقال معقولة للسجناء الفلسطينيين هو مصلحة عامة. على الهيئات المسؤولة عن السجون ومصلحة السجون إجراء فحص حول الذين يموتون في المعتقلات، والتحرك ضد من يساهم في الإهمال أو العنف ضد السجناء.