«هاآرتس» العبرية: الجيش الإسرائيلى لم يسيطر على شمال غزة حتى الآن
ترجمة: أشرف التهامي
نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقالا للكاتب الصحفي عاموس هارئيل اليوم الخميس 14 ديسمبر الجارى، استعرض فيه الكاتب معركة الشجاعية، محللا لواقع الحرب في قطاع غزة بعد مرور أكثر من شهرين على بدء القتال في معركة طوفان الاقصى.
وكشف الكاتب فى مقاله نقاط ضعف الجيش الإسرائيلي المهترئ.
وفى التالى نص المقال مترجما نقلا عن “هاآرتس العبرية”.
المقال:
كشفت معركة الشجاعية عن نقاط ضعف وأن الجيش لم يسيطر على شمال قطاع غزة حتى الآن، ولم يسبق للجيش أن شهد مثل هذا القتال المطول في منطقة مأهولة وكثيفة، وبالتالي لا يستطيع حتى الآن إعلان سيطرته على الجزء الشمالي من القطاع.
لواء جولاني ووحدة الإنقاذ 669
إن الحادث الأليم الذي قُتل فيه تسعة ضباط وجنود من لواء جولاني ووحدة الإنقاذ 669 في حي الشجاعية بغزة مساء الثلاثاء، يُظهر الكثير من واقع الحرب في قطاع غزة. بعد مرور أكثر من شهرين على بدء القتال، ونحو شهر ونصف منذ بدء المناورة البرية، لا يستطيع الجيش الإسرائيلي إعلان سيطرته على شمال قطاع غزة.
لقد ألحقت إسرائيل أضراراً جسيمة بحماس، وانتصرت عليها حيثما اشتبكت القوات العسكرية مع إرهابيين مسلحين، لكن المنطقة بأكملها لم يتم تطهيرها من المقاومة، ولا تزال مخاطر كبيرة كامنة فيها تلوح في الأفق.
الشجاعية على وجه الخصوص هي رمز للمقاومة الفلسطينية
كما هو الحال في المعارك السابقة في قطاع غزة، تركز حماس قوات كبيرة هناك، ولا تزال قادرة على تشغيل مجموعة منظمة إلى حد ما في بعض الأحيان، وتكبد الحيش الاسرائيلي ثمناً من الخسائر البشرية مع تقدم العملية العسكرية.
بعد الحادثة، وهي ثاني أخطر حادثة للجيش الإسرائيلي منذ بداية المناورة -سبقتها كارثة مدرعات “النمر” في جفعاتي، والتي قُتل فيها 11 مقاتلاً
– سارع كبار مسؤولي حماس في الخارج إلى إعلان انتصار منظمتهم. وفي إسرائيل، ثار نقاش عام حيوي حول طريقة استخدام القوات والمخاطر التي يتحملها الجنود، وحيال الأخبار الصعبة يظهر القلق المتزايد لدى عائلات المقاتلين على سلامتهم، لكن في الوقت الحالي لا يشير الحادث إلى نقطة تحول في القتال.
طالع المزيد:
– نصر الله كان على حق.. هكذا حوّل نتنياهو إسرائيل إلى «بيت العنكبوت»
وأكد مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي في القيادة الجنوبية عزمهم على مواصلة العمليات في الشجاعية، إلى جانب الهجمات في جباليا في شمال قطاع غزة وخان يونس في الجنوب. ويبدو أنه إذا تم اتخاذ قرار في المستقبل بتغيير خطة المناورة البرية لقوات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، فإن ذلك لن يكون نتيجة للتحدي الذي تفرضه حماس، بل نتيجة للضغط الذي بدأت الإدارة الأمريكية في ممارسته.
لقد حصلت حادثة الشجاعية أثناء عمليات تفتيش قامت بها كتيبة جولاني داخل القصبة، المركز القديم والمزدحم للحي الكبير.
ثمن الدم الذي يدفعه الجيش الإسرائيلي في غزة
يشمل ثمن الدم الذي يدفعه الجيش الإسرائيلي في غزة عددًا كبيرًا من الضباط الكبار. حتى الآن، سقط في المعارك، وفي هجوم حماس في 7 أكتوبر، وفي المناورة البرية، ستة برتبة مقدّم/لفتنانت كولولنيل وخمسة برتبة عقيد/كولونيل.
يذكّر الكمين في الشجاعية بحالات مماثلة وقعت في حروب سابقة، في لبنان وغزة وجنين، على الرغم من أن إسرائيل لم تشهد قط مثل هذه الحرب الطويلة في مثل هذه المنطقة المكتظة بالمباني.
أمس، تطور نقاش حول الطريقة التي تم بها استخدام القوة في الشجاعية. في الحرب الحالية، يستخدم جيش الدفاع الإسرائيلي النار على نطاق واسع -المدفعية وقذائف الدبابات والغارات الجوية، والتي تشمل:
1-إطلاق النار من الطائرات بدون طيار.
2-المروحيات.
3-الطائرات المقاتلة.
وذلك بعد ان تم تقليص كبير في القيود التي كانت مطبقة سابقًا على استخدام الذخيرة داخل منطقة حضرية كثيفة السكان، سواء تحت تأثير أحداث 7 أكتوبر أو لتقليل المخاطر التي تتعرض لها القوات المناورة. ومع ذلك، هنا تم الهجوم على القوة الأولى أثناء دخولها لتمشيط المبنى الذي لم يتضرر بشكل كبير قبل دخوله.
الجيش الإسرائيلي يكذب
ويدّعي الجيش أنه لا يوجد أي تقليص في الغارات الجوية في قطاع غزة وأنه من غير الممكن هدم كل مبنى مسبقا قبل أن تدخل القوات لتمشيطه بحثا عن الأسلحة والعبوات الناسفة. وعلى الرغم من أنه يبدو أن هناك انخفاضًا معينًا في عدد الضحايا المدنيين في الجانب الفلسطيني في الأيام الأخيرة، فإن الجيش الإسرائيلي ينفي أنه خفض نطاق النيران بناءً على طلب الأمريكيين. وليس سراً أن إسرائيل استخدمت كمية هائلة من النيران في قطاع غزة من الهواء ومن البحر، ولا بد من إدارة الحريق بعناية.