مجددا: مسئولون أمميون يحذرون من إجبار سكان غزة على المغادرة نحو مصر
وكالات – مصادر – بيان
أطلق مسؤولون أمميون تحذيرا من احتمال تهجير سكان قطاع غزة الفلسطينيين إلى مصر، في ظل نزوح غالبيتهم وتوغل القوات الإسرائيلية داخل القطاع المحاصر.
وفى هذا الصدد طرحت وسائل إعلام غربية السؤال مجددا: “هل تخطط إسرائيل “لتهجير جماعي” لسكان قطاع غزة نحو سيناء في مصر؟”.
وأجاب موقع “فرانس 24” على السؤال فى تقرير مطول، نقل فيه السيناريوهات التى تجرى على الأرض وتدفع فيها إسرائيل سكان القطاع، لترك أرضهم ومنازلهم، والتوجه نحو الحدود المصرية، وكذا تحذيرات المسئولين الأمميين فى هذا الصدد.
تحذيرات المسئولين الأمميين
ونقلت “فرانس24” عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، تصريحه الذى أدلى به في قطر الأحد الماضى، وحذر فيه من “تزايد الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر.
كما كرّر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني ذلك التحذير متهما إسرائيل بتمهيد الطريق لطرد سكان قطاع غزة جماعيا إلى مصر عبر الحدود.
وأشار لازاريني في مقال رأي نشرته صحيفة “لوس أنجلس تايمز” السبت الماضى، إلى الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة واحتشاد المدنيين النازحين الذين فروا من القتال بشكل متزايد قرب الحدود في الشمال ثم الجنوب.
وقال لازاريني فى مقاله: “التطورات التي نشهدها تشير إلى محاولات لنقل الفلسطينيين إلى مصر”.
وفى ذات السياق، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي الأربعاء، في جنيف إن “من الأهمية بمكان التشديد على عدم الترويج لعملية إجلاء السكان هذه وعدم التشجيع عليها أو فرضها”.
هل تريد إسرائيل إجبار الفلسطينيين على المغادرة
وطرح تقرير “فرانس 24” السؤال الآتى: “هل تريد إسرائيل إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة؟”.
وفى الإجابة على السؤال قال التقرير: “علّق متحدث باسم هيئة تنسيق الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) على ذلك قائلا: لا توجد ولم تكن هناك أبدا، ولن تكون هناك خطة إسرائيلية لنقل سكان غزة إلى مصر، هذا ببساطة غير صحيح.
إلا أن أعضاء في الحكومة الإسرائيلية دافعوا علنا عن فرضية مغادرة الفلسطينيين للقطاع، فخلال الشهر الماضي، كتب وزير المال بتسلئيل سموتريتش على فيس بوك مرحبا بـ”الهجرة الطوعية لعرب غزة إلى دول العالم”.
ودعت وزيرة الاستخبارات الإسرائيلية غيلا غملئيل إلى “تشجيع إعادة التوطين الطوعي للفلسطينيين من غزة خارج قطاع غزة، لأسباب إنسانية”.
كما اقترح مسؤولون إسرائيليون سابقون في مقابلات تلفزيونية أن مصر بإمكانها إقامة مدن خيام واسعة في صحراء سيناء، بتمويل دولي.
السياق التاريخي
يثير احتمال تهجير سكان غزة إلى مصر مخاوف من تكرار “نكبة 1948″، عندما تم طرد أكثر من 760 ألف فلسطيني من منازلهم في فلسطين التاريخية. ونحو 80 بالمئة من سكان غزة هم أنفسهم لاجئون أو أبناء وأحفاد اللاجئين الذين تركوا منازلهم خلال “النكبة”.
موقف المجتمع الدولي
أدان المجتمع الدولي بشدة احتمال تهجير سكان غزة إلى مصر. فقد دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سكان غزة إلى “الثبات والبقاء على أرضهم”. كما انتقد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي “الجهود المنهجية التي تبذلها إسرائيل.. لتفريغ غزة من شعبها”.
جريمة حرب
وحسبما جاء فى تقرير “فرانس 24” يعتبر طرد المدنيين عملا محظورا بموجب اتفاقيات جنيف التي تشكل جوهر القانون الإنساني الدولي.
وفي هذا الشأن، قالت شيلا بايلان، المحامية الدولية في مجال حقوق الإنسان والمستشارة السابقة للأمم المتحدة: “إذا تم ذلك في سياق نزاع مسلح، فهو جريمة حرب”.
وبموجب النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن الترحيل أو النقل القسري للسكان مُدرج كجريمة ضد الإنسانية.