روسيا تحذر إسرائيل من جر سوريا للحرب.. والإمارات وتركيا تؤكدان
سوريا: أشرف التهامي
حذرت روسيا من أن الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية والاشتباكات على حدود لبنان قد يهددان بجر سوريا إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق.
وبحسب وكالة “تاس” الروسية قال دميتري بوليانسكي النائب الأول لمندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة:
“إن التصعيد في منطقة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، غير المسبوق من حيث عدد الضحايا، يثير توتراً إضافياً في سوريا الصديقة، على خلفية العملية الدموية الإسرائيلية في قطاع غزة والغارات المستمرة في الضفة الغربية…”.
وأضاف بوليانسكي أن “الهجمات المتزايدة من قبل سلاح الجو الإسرائيلي على أهداف سورية، بالإضافة إلى تزايد تبادل الضربات على الخط الأزرق بين لبنان وإسرائيل، يهدد بجر سوريا إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، ولا يمكن السماح بذلك بأي شكل من الأشكال”.
وقال إن: “معاناة السوريين، وكذلك معاناة سكان غزة، ليست مهمة على الإطلاق بالنسبة لزملائنا الغربيين.. كل ما يهتمون به هو الألاعيب الجيوسياسية، ودعم عملائهم في المنطقة مهما كانت شناعة الجرائم التي يرتكبونها”.
تركيا: الحفاظ على الهدوء في سوريا
تركيا دخلت على الخط ، محذرة من خطر امتداد التطورات في غزة إلى المنطقة، مؤكدة أن الحفاظ على الهدوء في سوريا أمر بالغ الأهمية.
وذكر أونال أن القرار لا يزال الإطار الأكثر موثوقية للخروج المستدام من الأزمة السورية، مؤكداً ضرورة التركيز على “المصالحة الوطنية” لحل الوضع في سوريا.
وقال: “يجب التغلب على الجمود في العملية السياسية وبدء الجولة التاسعة من اجتماعات اللجنة الدستورية من دون مزيد من التأخير”.
واللجنة الدستورية السورية تشكلت رسمياً عام 2019، وتتكون من 150 عضواً بالتساوي بين النظام والمعارضة والمجتمع المدني، وعقدت 8 جولات في جنيف لإنجاز إصلاح دستوري.
طالع المزيد:
جاء ذلك في كلمة ألقاها سادات أونال مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الوضع في سوريا، أمس الخميس، بحسب وكالة الأناضول.
وقال أونال: “ندعو جميع الأطراف المعنية في المنطقة ومحطيها إلى خفض التوترات”، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 هو بمنزلة خريطة طريق لحل دائم للأزمة السورية.
وتبنى مجلس الأمن في 18 ديسمبر 2015، القرار رقم 2254 الذي ينص على وقف فوري لإطلاق النار في جميع أرجاء سوريا، وبدء مفاوضات سياسية، وتشكيل “حكومة وحدة” في غضون عامين تليها انتخابات.
وضع غير قابل للاستدامة
ولفت أونال إلى أن الوضع الراهن في سوريا أصبح غير قابل للاستدامة، ليس على المستوى السياسي فحسب، بل أيضاً على الصعيدين الإنساني والأمني.
وأضاف: “في العام الثالث عشر للأزمة، أصبحت الظروف المعيشية للشعب السوري أكثر صعوبة كل يوم، وأصبح الوصول إلى الاحتياجات الأساسية أكثر صعوبة، والأزمة الاقتصادية تزداد سوءاً”.
وأكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن بلاده لن تسمح إطلاقاً لحزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط بحزب العمال الكردستاني بتحقيق خططه الخبيثة في سوريا.
وبحسب وصفه. أضاف أن “عمليات مكافحة الإرهاب التي تنفذها تركيا (بسوريا) تجري في إطار حقها في الدفاع عن النفس ضد الأعمال الإرهابية لهذا التنظيم”،
وأشار إلى أن التنظيم لا يزال مستمراً في تنفيذ أجندته الانفصالية في سوريا، ويواصل ممارسة الضغط على الأهالي وتجنيد الأطفال قسراً وإساءة استخدام البنى التحتية المدنية واستخدامها لأغراض عسكرية.
واختتم أونال بالقول: “ستواصل تركيا دعم الشعب السوري وجميع المبادرات الرامية إلى إيجاد حل مستدام” للأزمة السورية.
الإمارات: المسار السياسي في سوريا
وقالت دولة الإمارات العربية المتحدة، إن الحل السلمي هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري وإحلال الأمن والاستقرار في المنطقة، مطالبة أن تنصب جميع الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة بدلاً من الاكتفاء بإدارتها.
وقالت أبو ظبي في بيان أمام مجلس الأمن الدولي ألقاه السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، أمس الخميس، إن جُل تركيز مجلس الأمن منذ عام 2014 كان تلبية احتياجات الشعب السوري من خلال إنشاء آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، وتجديدها بانتظام، مما ساهم في توفير مساعدات إغاثية لملايين السوريين.
وأشار إلى أن المسار السياسي لم يحظ باهتمام مماثل من قبل المجلس، خلال العامين الماضيين، رغم أن التوصل لحلٍ سلمي هو السبيل لمعالجة الأزمة الإنسانية بشكلٍ مستدام.
وأوضح أبو شهاب: أنه بينما تستمر المساعدات في التدفق عبر المعابر الثلاث، باب الهوى وباب السلامة والراعي، بموافقة الحكومة السورية وجهود الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على الأرض، يجب أن يوازي ذلك تكثيف العمل في مجلس الأمن على المسار السياسي ودعم جهود المبعوث الخاص لسوريا غير بيدرسن للتوصل إلى حلٍ سلمي، باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري وإحلال الأمن والاستقرار في سوريا والمنطقة.
وأضاف: خلال الأعوام الماضية، لم يشهد المسار السياسي خطواتٍ ملموسة تجاه إنهاء الأزمة السورية، في حين استمرت الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في التدهور إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، حيث يوجد اليوم أكثر من 15 مليون سوري بحاجة إلى تلقي المساعدات الإنسانية، الأمر الذي يقتضي أن يولي مجلس الأمن للأزمة السورية الاهتمام الذي يوليهِ لغيرها من الأزمات المدرجة على جدول أعماله.
وأشار البيان الإماراتي إلى أن إنهاء الأزمة السورية سيساهم في معالجة أحد أجسم تداعياتها، وهي أزمة النزوح، حيث يوجد اليوم نحو 7 ملايين نازح سوري، وذلك يتطلب توفير الظروف المعيشية الملائمة للعودة الطوعية والكريمة والآمنة للاجئين والنازحين، بما في ذلك عبر تنفيذ مشاريع الإنعاش المبكر.
أهمية حل الأزمة السورية
وأكد البيان على أهمية عمل اللجنة الدستورية من حيث مساهمتها في تعزيز الحوار بين الأطراف السورية لإنهاء الأزمة بقيادة وملكية سورية، ومن دون تدخلاتٍ خارجية، مشيراً إلى أن عقد اجتماعها غير كاف، فالمسار السياسي أوسع نطاقاً من ذلك، ويقتضي أن تنصب جميع الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة السورية بدلاً من الاكتفاء بإدارتها.
وقال كذلك إن “هذه المساعي ضرورية لمعالجة الأوضاع الأمنية التي ستزداد سوءاً من دون حلٍ سياسي في الأفق، فقد تابعنا بقلق تصاعُد العنف في شمال غرب سوريا وعلى الحدود الأردنية – السورية والعديد من المناطق الأخرى في أرجاء سوريا، والذي يؤكد على الحاجة لمواصلة العمل على خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في كافة المناطق السورية”.
وأردف “باتت هذهِ المسألة ملحة خاصة في ظل اشتعال التوترات في منطقتنا، فالأوضاع في سوريا لا تحتمل مزيداً من التصعيد”.
استهداف مستمر
وفي الساعات الـ 24 الماضية، ذكر التلفزيون السوري أن إسرائيل استهدفت محيط العاصمة دمشق، وأن وسائط الدفاع الجوي في جيش النظام تتصدى لصواريخ العدوان وتُسقط بعضها.
وشنت إسرائيل أكثر من 15 غارة على مواقع الجيش السوري والقوات الإيرانية في سوريا منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
وتسببت هذه الهجمات بخروج مطاري دمشق وحلب الدوليين عن الخدمة عدة مرات خلال الأسابيع الماضية، وكان آخرها في 25 من أكتوبر، إذ أغارت الطائرات الإسرائيلية على مطار حلب بعد ساعات من إعلان النظام إعادته للخدمة.