لمى المفتى تكتب: كلام أهل الشام
بيان
خزعبلي – بلهموطي – شرنه – خوته- حنطأ منطأ.. إنها ليست طلاسم هي كلمات من العامية الشامية والتى قد يصطدم بها أي إنسان عند الدخول فى حوار مع أحد السوريين فى بلد عربى أخر، وحدث معى هذا فى مصر مثلا!.
وعلى الرغم من صدور هذه الكلمات والتعابير المحلية الدارجة، فى بلد أخر، وبشكل عفوى من فم المتحدث إلا أنها قد تضع الأخير في موقف صعب ومحرج في حال أن يكون لهذه الكلمة معنى اصطلاحى مختلف لدى المتلقي الأخر، وخاصه لو كان المستمع من جنسية أخرى؛ وهنا تجد على وجهه تعابير الغرابة والاستنكار والتعجب ، دون أن يعرف السبب.
والواقع هو في اختلاف اللهجات العامية ، أو اللغه الدارجة، فالعامية هي فرع من اللغة الأم قد تتفاوت في الابتعاد أو الاقتراب عن الفصحى من لهجه لأخرى.
وقد لا نعرف شيئ عن اللهجات، فمنذ القدم واللسان العربي متعدد في لهجاته وقد أطلق على اللغة: لسان، وعلى اللهجة: لغة .
ويبدأ الفرد بإدراك اللهجة بشكل تلقائي منذ الطفولة من خلال ممارسة الحديث العادي في البيت
أو من خلال بعض القصص التى كتبت بالعامية كأسلوب مخفف وجذاب للقراءة، وهي بذلك تؤكد على وجودها كوسيلة محببة للتعبير عند الجميع .
وتعود نشأة اللغة العامية في التاريخ كما يذكر علماء اللغة، مع إانتشار الإسلام والفتوحات الإسلامية وبداية اختلاط العرب بالعجم.
ونتيجة لهذا الاختلاط والتزاوج بين اللغة العربية واللغات الأعجمية الأخرى جاءت ولادة اللحن على مفردات اللغة العربية ودخول بعض المفردات الأجنبية وظهور اللهجة العامية .
أيضتأثرت اللغة فى تنوعها تأثراً واضحاً بالجغرافيا فهى تختلف حتما من بلد إلى أخر، بل تختلف الألسن واللهجات داخل البلد الواحد أيضاً ، بل يمكن اعتبارها إحدى الظواهر الثقافية الخاصة لكل بلد تنتشر وتعرف كما تعرف باقي الثقافات كالموسيقى والزي وغيرها.
ويختلف استخدام اللهجات العامية بين الطبقات الاجتماعية وتتأثر كثرة أو قلة الاستعانة بها بالمستوى التعليمي وأحياناً المهني.. لكنا لن نختلف على أنها وسلية للتعبير عن مضمون معين في لغة الحديث .
فأحياناً يضع الإنسان لنفسه بعض المصطلحات التى يستخدمها كلغة رمزية تفيد في التعبير عن موضوع لا يريد الإفصاح عنه بشكل علني فيستخدمها بمصطلحات رمزية ذات مسوغ لغوي مفهوم لدى شخص معين تريد التواصل معه .
وهناك بعض المصطلحات، والتعابير المعروفة بين جيل الشباب ويطلق عليها لغة الجيل ويمكن ألا يفهمها الكبار وكثيرا ما يستنكرونها، وأليكم أمثلة:
– كلمة (صاروخ) ومعناها الفتاة الجميلة.
– مصطلح (طلاع من هالبواب) وتعني أني لأ أصدقك .
– كلمه (شرنه) تشير الى السيدة غير المنظمة .
– كلمه (خروء) وتطلق على الضعيف أو الشخص الجبان .
وأكثر العبارات التى تثير الانتباه هي (بتروح على بيت خالتك) وتدل على الخطورة والمسائلة .
وكلمه (طاسة ضايعة) التى تدل على حاله الفوضى.
– كلمه (الطفران) تدل على قله الحال والفقر.
– كلمه (الأبضاي)، وأصلها القبضاى وتم استبدال الهمزة بالقاف للتخفيف ، والكلمة، أقرب للتعبير المصرى “الفتوة” وتدل على النخوة والشجاعة.
وعباره (ورجينا عرض اكتافك) تستخدم لإنهاء الزيارة، وعباره (أمسك شواربك) للالتزام بالوعد ، (رحنا دبلكة) ومعناها وقوع الشخص في مشكله، أما تعبير (طاش حجره) معناها غضب وفقد السيطرة على أعصابه، وتعبير (جوزتين بخرج) يدل على قلة العقل… وتعابير أخرى مثل: “روحي بمناخيري، وسرنوه، وكركمه، ومجلعص، ومكيف، وغيرها وغيرها.
كل هذه المفردات والجمل والعبارات على اختلافها الهدف منها هو التعبير عن أنشطة الحياة، والكلمة الأخيرة ينطقها أهل الشام “الحيات”.
والكلمات والتعابير ما هى إلا وسيلة نستخدمها للتواصل الفعال، نحن بنى العرب، وينبغى ألا تتحول إلى فجوة اغترابية، ولا أن تتحول إلى حواجز في لغه الكلام .
واللهجة العامية وأن كانت توحي بالهوية الإجتماعية هنا لابد أن تؤدي دورها الفعال في التفاعل الإيجابي بين الناس مع اختلاف مستوياتهم أو ثقافاتهم، وإن حصل أي اختلاف في المعنى يجب ألا يخرج هذا الاختلاف عن الضحك والدعابة .
وتبقى (المحبة) هي أصدق لغه يمكن أن تجتمع عليها الأمم على اختلاف أجناسها .