شريف عبد القادر يكتب: يمهل ولا يهمل

 بيان

(1) سبحان الله.. يمهل ولا يهمل

مع مرور سنوات العمر، شاهدتُ عقاب الله سبحانه وتعالى في الدنيا لمن كانوا عاقين للوالدين أو شقيقاتهم. فمن كان يعتدي على والدته وشقيقاته وطردهم من سكنهم، أصبح مُلَفَّظًا من جيرانه الذين ينفرون منه دون سبب، برغم عدم سابقة معرفة بعضهم بما فعله بوالدته وشقيقاته.

وقد وصل الأمر بهذا العاق إلى طلب المساعدة أو السيجارة من أي شخص، ودائما لا يستجيب له أحد، وقد دمر نشاطًا تركه لهم والده بعد وفاته، وكان رحمه الله رجلا محترمًا ومقتدرًا ماديا.

وهناك آخران، بعد وفاة والديهما، قاما بالتخلص من شقيقتهما كفيفة البصر ومعاقة جزئيا بتركها في ميدان عام، وسلما الشقة لمالكها بعد حصولهما على مقابل مادي اقتسماه فيما بينهما.

وبعد شهور قليلة، تم محاكمتهما في قضايا مختلفة، وتم سجنهما وفصلهما من عملهما الحكومي، وانتهى بهم المقام بالتسول في الميدان الذي تركوا فيه شقيقتهم منذ حوالي خمسة وعشرين عامًا، والذي من المؤكد أنها تعيش أفضل منهم بدار رعاية أو لدى ناس خيريين.

وتوجد قصص كثيرة واقعية علمت ببدايتها ورأيت حكم الله فى نهاية العاقين.

فحذاري من عقوق الوالدين والتجبر على الشقيقات، لأن العاق دائمًا ما يبتلى خلال حياته بأيام سوادها “أشد من قرن الخروب”، بخلاف ما ينتظره في الآخرة.

  (2) الأمانة كنز لا يفنى

محمود نبيل شاب ورث مهنة كي الملابس عن المرحوم والده بشارع أمير الجيش بالسيدة زينب، وهو رب أسرة ومكافح في عمله وملتزم دينيًا.

عند وصولي إلى محله فوجئت به يتحدث هاتفيًا مع أحد زبائنه، ويخبره بأنه أثناء تفتيش جيوب جاكت بدلته عثر على خمسة آلاف جنيه، وينتظره ليعطيها له.

وبعد انتهاء المكالمة لاحظ اندهاشي، فحكى أنه اعتاد تفتيش جيوب الملابس قبل كيها، وأن هذا الزبون كان من سكان المنطقة وانتقل للسكن بالمعادي، ورغم ذلك يأتي إليه بملابس لكيها كل فترة بسيارته.

وبعد فترة من تسلمه الملابس وأثناء تفتيشه جيوب البدل قبل كيها، عثر على الخمسة آلاف جنيه في جيب جاكت، وعلى الفور اتصل بالزبون.

ولزيادة اندهاشي، أحضر المبلغ لرؤيته. فسعدت لأمانته، ودعوت الله أن يبارك له ولأسرته التي يكافح من أجلها ويغنيها من الحلال.

وقمت بتصويره وتصوير المبلغ للتأكيد أن الدنيا ما زالت بخير برغم الظروف التي نمر بها، وإليكم الصورة:

محمود نبيل والفلوس فى الإطار
محمود نبيل والفلوس فى الإطار

 

زر الذهاب إلى الأعلى