المنزل الذى تعيش فيه أسرة نتنياهو مسروق من فلسطينى.. القصة كاملة
سردية يكتبها: عاطف عبد الغنى
هل يعيد بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل الحالى، البيت الذى تسكنه أسرته فى في حي القطمون القديم بالقدس – وهو بيت مسروق من أسرة فلسطينية – إلى أصحابه الشرعيين؟.. السؤال طرحته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فى مقال للكاتب ب. ميخائيل نشر فى الصحيفة بتاريخ 28 ديسمبر 2021، الماضى، وكشف فيه الكاتب قصة البيت الفلسطيني المسروق، وأصحابه الأصليين.
القصة كاملة
وقال الكاتب الإسرائيلى إنه، كان في القدس ذات يوم شخص يدعى توفيق كنعان، وهو طبيب وباحث معروف في الطب.
كنعان كان طبيباً كبيراً في “بيكور حوليم” ومديراً لعدد من المستشفيات، منها مستشفى “هانسن” للأمراض العقلية، ومستشفى “شعاري تصيدق”، ومستشفى “أوجستا فيكتوريا” وغيرها.
وكان أيضاً إثنوجرافياً ( الإثنوجراف علم وصف الشُّعوب ) ، ومؤرخاً للفلوكلور الفلسطيني، ولديه عدد كبير ومثير للإعجاب من التمائم وأدوات العبادة المحلية، وهو متحدث سياسي باسم شعبه ومحارب بقلم حاد ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني.
ويواصل الكاتب الإسرائيلى سرد قصة عائلة الطبيب كنعان، التى سكنت البيت الفاخر الذى يقع في حي المصرارة، وهو أحد البيوت التي كانت بملكية العائلة.
ويقول: كان البيت مقابل سور البلدة القديمة في شارع كان يسمى في حينه “غجدفري دي دفيون” والآن اسم هذا الشارع “ع.ح”.
وفي شهر فبراير من عام 1948 قصف الحي الذى يقع فيه البيت للمرة الأولى.
وفي الخامس من شهر مايو من نفس العام (1948)، أصيب البيت إصابة مباشرة فغادر الدكتور كنعان وعائلته البيت ووجدوا ملاذاً لهم في الدير اليوناني الأرثوذكسي القريب، وهم على ثقة بأنهم سيعودون إلى بيتهم قريباً.
كل يوم كان الطبيب وزوجته يصعدان على السطح ويشاهدان كيف يتم نهب محتويات بيتهم وتدمير كتاباته وسرقة أجزاء من مجموعته التراثية الخاصة.
ولم يعود كنعان ولا أسرته للبيت، ثمة غرباء سكنوا فيه فيه.
وفي 15 يناير من عام 1964 توفي الدكتور توفيق كنعان، الذي حقق إنجازات كبيرة ولكن تم تجريده من كل أملاكه، بما فيها البيت الذى سنعرف مصيره حالا.
ويؤكد الكاتب الإسرائيلى: هذه هي القاعدة الصهيونية المقدسة، “كل مكان تبول فيه يهودي أو سفك دمه فيه هو لنا وإلى الأبد”. ولكن بيت عائلة عربية، سكنت فيه بصورة قانونية، يعتبر دائماً أملاكاً متروكة، ومباحة لكل يهودي.. هذا ما قاله لهم الله”.
مصير البيت
ونعود إلى قصة بيت عائلة الدكتور كنعان، وعن هذا يقول الكاتب الإسرئيلى:
في العام 1949 وصلت عائلة يهودية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، لم يكن لهذه العائلة مكان تعيش فيه، كانت القدس غنية بمخزون ضخم من العقارات المسروقة، بيوت فلسطينيين طردوا أو هربوا من غربي المدينة، القيم على الأملاك المسلوبة، منح هذه العائلة بيتاً فاخراً وفارغاً للعيش فيه.
في نهاية عام 1959 اشترت العائلة اليهودية البيت، ودفعت 16.500 ليرة ثمناً له (هذا ما كتب في وثيقة الطابو)، مبلغ صغير مقابل فيلا في مركز المدينة بمساحة 581 متراً مربعاً.
يقول الكاتب الإسرائيلى: “وللمقارنة، شقة تتكون من ثلاث غرف في “بات يم” بيعت حينها بمبلغ 32 ألف ليرة، ضعف ثمن الفيلا التي تتكون من طابقين في القدس”.
توفي الوالدان في سن الشيخوخة وورث البيت ابنان، ومنذ فترة قصيرة، باع عيدو نتنياهو، شقيق بنيامين نتنياهو نصيبه في العقار مقابل 4.24 مليون شيكل.
من الذى أشترى النصف الثانى؟
وفى تقرير منشور بتاريخ 21 ديسمبر 2016 فى صحيفة “هاآريتس” يكشف الكاتب الإسرائيلى “أوري بلاوشيم ليفينسون” أن شقيق نتنياهو باع نصيبه فى البيت للمليونير اليهودى الأمريكى سبنسر م. بارتريش، صديق نتنياهو، وبقي النصف الآخر من البيت بيد بنيامين نتنياهو.
ومؤخراً، عاد نتنياهو لاستخدام البيت الواقع في شارع هبورتسيم 4 في حي القطمون، وهو عقار فلسطيني مسروق أعطي لليهود.
ويؤكد الكاتب الإسرائيلى فى مقاله على الآتى: “حسب رأيي، أصحاب البيت الشرعيون هم الدكتور كنعان المتوفى وورثته. وهو بيت من أملاك الدكتور كنعان”.
وأخيرا يقول الكاتب الإسرائيلى “ب. ميخائيل” من غير المناسب أن يصبح رجل سياسي ثرياً من أملاك مسروقة، (انتهى الاقتباس من مقال الكاتب).
أحياء منهوبة وأملاك مستباحة
وجدير بالذكر أن حى القطمون، الذى يقع فيه بيت عائلة الدكتور كنعان، الذى اغتصبته السلطات الإسرائيلية، ومنحته تقريبا لعائلة نتنياهو ، يقع فى منطقة بناها الفلسطينيون في القدس (الغربية)، وهي جزء من 40% من الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في عام 1948.
ومنازل هذا الحى مبنية على الطراز العربي، ليس فقط فى القطمون، ولكن فى أحياء مجاورة مثل البقعة ومنطقة التماس، والتى تحوى منازل مصممة بشكل جميل من قبل مهندسين معماريين فلسطينيين، وهذه المنازل تم اغتصابها من أصحابها الأصليين العرب، ولم تتم إعادتها أبدًا إليهم ، بعد أن تم تصنيفهم على أنهم غائبون حاضرون، وحُرموا من أملاكهم وتراثهم، ولم يتم بالطبع تعويضهم عنها.
ومازالت إسرائيل تقوم بالاستيلاء على الأراضي والمنازل في الضفة الغربية، وباقى المناطق المحتلة، ومنحها للمستوطنين بعد طرد الفلسطينيين منها، هذا الأسلوب الذى تم العمل به منذ عام إعلان دولة الاحتلال الصهيونية فى 1948،.
والسؤال: ألم يحن الوقت لأن يتم إخلاء منازل الفلسطينيين ومنازلهم؟ ! وأن تعاد الأملاك الواقعة فيما يعرف الآن بإسرائيل إلى أصحابها الأصليين؟!.