قاتل عام 2023.. نتنياهو
تقرير: أشرف التهامي
المسؤولون في غزة قالوا إنه “أصبح من الصعب إحصاء القتلى، ومن المرجح أن يكون العدد أكبر من المصرح به، بحسب الخبراء، الذين عبروا عن صدمتهم من هول الخسارة.
وأشار بعضهم إلى أن عدد القتلى يزداد بوتيرة أسرع من الحروب التي قادتها أمريكا في أفغانستان والعراق”، فأعداد القتلى في غزة بسبب الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، والتى فاقت أعداد القتلى في أي حرب خاضتها إسرائيل مع أي دولة عربية، وربما منذ تأسيس دولة إسرائيل في عام 1948.
واتفق الجميع على أن حرب غزة الحالية هي الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين خلال 75 سنة منذ تأسيس إسرائيل”، فقد شنت إسرائيل هجمات جوية وأرضية للقضاء على حركة حماس، بينما تعكس أعداد القتلى الطريقة التي اختارتها تل أبيب لخوض الحرب، إذ فضلت استخدام آلاف الغارات الجوية والقنابل الثقيلة والمدفعية في منطقة صغيرة مكتظة بالمدنيين الذين لا يستطيعون الهروب إلى أي مكان.
وما سبق قليل من كثير مما ورد فى وسائل الإعلام وصحف العالم، وتحدث فيه خبراء دوليون، عما آلت إليه نتائج همجية الكيان الصهيوني إسرائيل، بعد 81 يوماً من اندلاع عمية طوفان الأقصى.
الجانب الفلسطينى
أما الجانب الفلسطينى، وحسب بيانات وزارة الصحة في غزة فأن عدد القتلى تجاوز الـ 20,000 قتيلا حتى الآن، منهم 70% من النساء والأطفال.
وأعداد القتلى تجاوزت أيضًا التقديرات لعدد القتلى في الأشهر الثلاثة الأولى من غزو لبنان عام 1982، والتي لم تكن الإحصاءات حينها دقيقة أيضاً.
ورغم النتائج اللا إنسانية الكارثية، فقد جدد بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، رفضه لوقف الحرب على قطاع غزة، مرددا لأكثر من مرة وبأكثر من صيغة أن “الحرب في غزة بعيدة عن النهاية”، ونافيا أمام نواب حزبه ما وصفه بـ “تكهنات إعلامية خاطئة” والتى يرد فيها أن حكومته قد تدعو إلى وقف القتال ضد القطاع.
القاتل العنيد
ويتمسك نتنياهو، القاتل العنيد، بالحرب والعدوان على الرغم من أن زعيم المعارضة يائير لبيد قد دعا إلى وقف الحرب ودفع “أثمان باهظة” لعودة الأسرى، وإعلان وزير المالية الإسرائيلي أن الحرب تسببت في عجز مالي بنحو 3 أضعاف ما كان عليه.
إلا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أكد أن الحرب لن تتوقف على غزة.. مشددا: “سنواصل المعركة حتى تحقيق كامل أهدافها، وهي تفكيك حماس، وإعادة جميع المختطفين، وجعل غزة مكانا لن يعود ليشكل تهديدا لإسرائيل”.
أهل الرهائن
في المقابل، كان لعدد من أهالي الرهائن رأي مختلف؛ حيث توجهت مظاهرة حاشدة، مساء السبت الماضي إلى مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، تطالب بوقف القتال، وبدء مفاوضات لإعادة الرهائن المتبقين.
وقرر متظاهرون الاعتصام أمام الوزارة، وسط تصاعد مشاعر القلق بينهم على حياة الرهائن، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي عن قتله 3 منهم عن طريق الخطأ خلال عملية لتحريرهم في غزة.
وقالت نوام بيري ابنة الرهينة حاييم بيري: “لا نتلقى سوى الجثث. نريد منكم وقف القتال وبدء مفاوضات”.
دعم لا محدود
ومع دعم الولايات المتحدة الأمريكية اللا محدود لوجستيا، وسياسيا، ودبلوماسيا لإسرائيلـ يواصل نتنياهو ارتكاب أكبر عدد ممكن من المجازر، وتدمير أكثر ما يمكن من البيوت والمؤسسات العامة والأهلية والخاصة والبني التحتية، حتى جعل الكثير من مناطق القطاع غير قابلة للحياة، الآن، وفى المستقبل تصبح أعباء إعادة الإعمار باهظة، وبناء ما تم هدمه كليًا، عملية مكلفة جدًا وطويلة جدًا.
وتسعى إسرائيل بكل الوسائل، المتاحة والممكنة وغيرهما، إلى تحقيق أهداف الحرب، ليس فقط بالجيش، والعمليات الحربية، ولكن أيضا بالسياسة والاقتصاد والفتن الداخلية ونشر الفوضى والفلتان الأمني وتعدد السلطات ومراكز القرار، حتى تحقق إسرائيل بالسياسة ما لم تتمكن من تحقيقه بالحرب والعدوان والمجازر.
طالع المزيد:
ومن مصلحة نتنياهو إطالة الحرب بحثًا عن نصر لن يتحقق، على الرغم من الألم الفلسطيني الكبير، جراء كل هذه الخسائر البشرية؛ إذ خلفت الحرب أكثر من مائة ألف شهيد وجريح ومفقود تحت الأنقاض، فضلًا عن أكثر من مليون نازح خارج بيته بلا مأوى آمن ولا طعام ولا ماء ولا علاج، ولا ضمان بعدم التعرض للقصف والموت في أي لحظة.
فشل إسرائيل وخسارتها
وعلى الرغم من كل هذا الدمار وهذه الوحشية ضد غزة وأهلها فأن إسرائيل لم تحقق أيًا من أهدافها، بعد مروى ما يقرب من 12 أسبوعا من الحرب، فهى لم تقض على المقاومة، ولا أطلقت سراح الأسرى، ولا ضمنت ألا يشكل قطاع غزة تهديدًا لها في المستقبل.
وخسرت إسرائيل حتى الآن ما لم تخسره فى عدد من الحروب مجتمعة، قتلى بالمئات فى صفوف الجنود والضباط، وآلاف الجرحى، المئات منهم جراحهم خطيرة، هذا غير أكثر من 240 أسيرًا أطلق سراح عدد منهم في صفقة التبادل، وتشرد مئات الآلاف من الإسرائيليين من بيوتهم من غلاف قطاع غزة ومستوطنات الحدود الشمالية.
إضافة إلى ما سبق خسرت إسرائيل أكثر من 50 مليار دولار في أقل التقديرات، فضلًا عن سفر أكثر من نصف مليون إسرائيلي أثناء الحرب، بقصد الحصول على الأمان أو طلبًا للهجرة.
كما بات الإسرائيليون الآن أكثر شعورًا بالقلق على مصيرهم ومصير دولتهم ومستقبلها في المنطقة، خصوصًا بعد أن أصبحت القضية الفلسطينية أكثر حضورًا من ذي قبل.
النتائج
وبعد أن كانت القضية الفلسطينية قبل السابع من أكتوبر مهمشة ومنسية، وكان يتصور ويروج نتنياهو وأمثاله، أنه يمكن القفز عليها وإيجاد شرق أوسط جديد على حسابها، عادت القضية للصدارة، ومحل اهتمام العالم.
وأخير: لن نسرد الأرقام الصادمة للضحايا والجرحى من الفلسطنيين، واستهداف المساجد والكنائس والمستشفيات والبنى التحتية فقد “قتلت بحثا” وتتغير الأرقام على مدار الساعة الواحدة، حتى لم تعد أى أرقام صحيحة بعد إذاعتها بساعات قليلة.
أما الشيء الثابت في كل هذه المجازر والكوارث اللا إنسانية فهو أن هذا النازي التتري العنصري المسمى “بنيامين نتنياهو ” بستحق عن جدارة وصف، ولقب: “قاتل عام 2023”.