الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية في سفارة عمان: تأكيد على الهوية والتواصل الحضاري
احتفلت سفارة سلطنة عمان بجمهورية مصر العربية، مساء أمس الأربعاء، باليوم العالمي للغة العربية، برعاية وحضور السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية.
وبدأ حفل الاحتفالية بإقامة معرض للكاريكاتير تضمن رسومات لأشهر الفنانين لدعم القضية الفلسطينية. وسيطرت أحداث غزة ومعاناة الشعب الفلسطيني على المعروضات، حيث أكد الفنانون المشاركون في المعرض إدانتهم الكاملة لما يرتكبه جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجازر وحشية بحق الشعب الفلسطيني.
احتفال في ظروف استثنائية
وفي كلمته، أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، أن الاحتفال هذا العام يأتي في ظروف استثنائية لما تشهده غزة من حرب ضروس.
وقال السفير الرحبي، إن ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية هى ذكرى غالية وعزيزة على الجميع لكنها تمر وسط رياح عصيبة تعصف على دولنا العربية بسبب ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن التواصل باللغة العربية هو دفاع عن هوية تستحق الانتماء إليها والاعتزاز بها.
وأضاف السفير الرحبي، أنه في الوقت الذي تمثل فيه لغتنا العربية اللغة الرابعة الأكثر انتشارا في العالم من حيث عدد المتحدثين بها، وهو ما يجعلها فرصة جيدة للانتشار في ظل وجود أكثر من مليار مسلم حول العالم، مشيرا إلى التحدي الكبير الذي تواجه اللغة العربية على شبكة الإنترنت اذا ان المحتوى العربي على تلك الشبكة لا يمثل سوى 1% في حين يمثل المحتوى الانجليزي على شبكة الإنترنت أكثر من 50%، وهو ما يحتم علينا العمل لتكثيف تواجد اللغة العربية، في ظل ما أكدته منظمة اليونسكو من أن هناك العديد من اللغات حول العالم ستختفي.
وأكد السفير الرحبي أن سفارة سلطنة عمان تستغل هذه الاحتفالية باليوم العالمي للغة العربية لتكريم عطاء أحد أهم من أعطوا للغة العربية وهو الدكتور أحمد مختار عمر الأستاذ السابق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة، والذي قدم للمكتبة العربية العديد من المؤلفات من بينها كتابه “أخطاء اللغة العربية” و معجم اللغة العربية المعاصر، وغيرها العديد من المؤلفات الخالدة.
أهمية اللغة العربية
من جانبه، أكد الدكتور عبدالحميد مدكور الأمين العام لمجمع اللغة العربية، على دور سلطنة عمان وعلمائها في الحفاظ على اللغة العربية على مدار التاريخ واسهاماتهم البارزة حتى كان من بين أهلها أحد أعظم علماء اللغة وهو الخليل بن أحمد، الذي وضع أصول معاجم العربية، وهو العبقري الذي اهتدى إلى علم المعجم وعلم العروض.
وتابع الأمين العام لمجمع اللغة العربية: بعض الناس لا يكادون يتذكرون اللغة العربية إلا فى مثل هذا اليوم، ونحن نهيب بكل المثقفين والمبدعين العرب أن تكون اللغة العربية حاضرة فى مؤلفاتهم، وما دامت دساتيرنا تنص على أن اللغة العربية هى اللغة الرسمية للبلاد فلا بد أن يُحسِّن الناس علاقتهم بلغتهم، واحتفالنا نحن فى مجمع اللغة العربية هو واجب يومى لا ينقطع، فإذا كان لك أب يسكن فى مكان بعيد عنك ولا تزوره سوى مرة واحدة فى السنة لا بد أن ذلك يؤلمه أشد الألم.
لغة القرآن الكريم
وفى الكلمة التى ألقاها الدكتور على عمر الفاروق، رئيس القطاع الشرعي بدار الإفتاء المصرية، أكد على أهمية ومكانة اللغة العربية وفهم معانيها ومقاصدها، والتي تمكن المسلمين من فهم القرآن الكريم ومقاصده ومعانيه.
وقال الفاروق، إنه يعتبر اللغة العربية من بين أكثر اللغات في العالم انتشاراً، إذ يقدر عدد المتحدثين بها بنحو أكثر من 550 مليون نسمة، ويعتبر الثامن عشر من شهر ديسمبر هو اليوم العالمي للغة العربية، ويتم الاحتفال به كل عام، وهذا التاريخ هو نفس التاريخ الذي فيه تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية عالمية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، من ضمن اللغات الستة المعتمدة فيها، وذلك في عام 1973م.
وأوضح الفاروق، أنه من خلال فهم هذه اللغة يمكننا أن نقرأ كتاب الله تعالى قراءة صحيحة، فهي مفتاح الكنز، وهي الأداة التي تبلغ بها فهم المراد، فهو قرآن عربي مبين، والقدح في أداته – اللغة العربية – هو قدح لا يخرج عن كونه قدحا في القرآن، فيها أنزل وبها يقرأ، مستشهدا بقول الله تعالى: الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ قُرۡءَٰنًا عَرَبِيّٗا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ نَحۡنُ نَقُصُّ عَلَيۡكَ أَحۡسَنَ ٱلۡقَصَصِ بِمَآ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ وَإِن كُنتَ مِن قَبۡلِهِۦ لَمِنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ [سورة يوسف.]