صور: بعد رحلة النجاة العصيبة.. الطلبة الناجون من جحيم ود مدنى في حضن سفارتهم بالسودان
والصور التى التقطتها طلبة نهائي الطب في السفارة المصرية ببورتسودان، بعد لقاءهم الحميمى بالسفير الوطنى هانى صلاح، سفيرنا بالسودان وفريقه المحترف.
الأجواء كانت مفرحة جدا بعد فترة من القلق، وشكر الطلبة السفارة على دورها في إنقاذهم مما كانوا فيه، وهم الآن في طريق العودة للقاهرة، وتم تقدير خاص جدا للمجموعة السودانية التى وفرت الحماية لشبابنا، بتسهيل تخليص أوراقهم وتأشيراتهم بشكل أسرع من المعتاد، إكراما لدورهم في حماية أبناءنا.
وحكى الطلبة لـ “إندكس” كيف كانت رحلتهم العصيبة، فقالوا أن الأجواء كانت عادية كما هى منذ إندلاع الحرب منذ حوالى تسعة أشهر، حتى فوجئنا بأنباء من أصدقاء سودانيين عن أن الدعامة وصلوا كوبري حنتوب في مدخل مدنى المتواجدين بالقرب منها، وكان الكل واثق من أن الجيش سيصدهم بمنتهى السهولة، وبالفعل هذا ما حدث.
وأضاف الطلبة أنهم صدموا عندما علموا بعدها بساعات بوصول الدعامة لمنطقة رفاعة بجوار الحصاحيص، حيث كنا نتواجد، بدون أية مواجهات ولا طلقة نار واحدة مع الجيش الذى انسحب فجأة، دون أى تبرير، وسط اتهامات للوالى في المنطقة وقائد الجيش في الجزيرة ومدنى بالتورط لصالح الدعامة في خيانة مريعة.
وتم القبض على قيادات الجيش المتورطة في هذه الخيانات، ويتم التحقيق معهم لمعاقبتهم، وفق تأكيدات الجنرال عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس السيادى السودانى.
وعودة لرحلة الطلبة العصيبة، يكمل الطلبة حكيهم، قائلين إن “الدعامة كانوا في غاية السرعة، فتجاوزوا ارتكاز منطقة الكملين العسكرية.. وبدأنا نحن في رحلة الهروب برفقة الطالبات والطلبة، ومشينا على أقدامنا لقرابة عسرة كيلو متر لنكون في بعض الآمان في قرية إسمها ود سولفان.. لكن ما لبث أن وصلها الدعامة بعدها بيومين، وقبضوا على زملاء لنا وضربوا نار عليهم وفوق رؤوسهم”.
وأضافوا “نجونا بأعجوبة فعليا، وطلعنا من وسط الغابات لدرجة أن العربية التى كانت تقلنا كادت تقع في المياه من شدة الميل، والطلبة من عدة محافظات مصرية، مطروح والإسماعيلية والبحيرة والفيوم وأسيوط وكفر الشيخ والمنوفية وغيرها”.
وقال أحد الطلبة من فريق السنة النهائية، (هناك فريق من السنة قبل النهائية)، إنه “لم يكن باقيا أمامنا سوى حوالى خمسة أشهر، ونحصل على البكالوريوس، ونحن الآن في حالة نفسية بشعة لضياع مستقبلنا، وكل ما نطلبه أن نلتحق بسنة خامسة في أية كلية مصرية نكمل ما ينقصنا، على آلا نعود أبعد من ذلك نرجوكم”.