الخبير الاستيراتيجى سمير فرج يحلل أحداث غزة ومستجدات الصراع فى البحر الأحمر واغتيال العرورى
كتب: على طه
فى تحليل لمجريات الأحداث، وتطورات الأوضاع الراهنة فى غزة، والمنطقة العربية، وما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية، تناول اللواء د. سمير فرج الخبير الاستيراتيجى، فى تصريحات إعلامية، بداية خطاب حسن نصر الله أمين عام حزب الله، الذى ألقاه قبل ساعات، موضحا أن نصر الله قال في أغسطس الماضي إنه لن يصمت ولن يسمح بأي عملية اغتيال للبناني أو فلسطيني داخل الأراضي اللبنانية وأنه يجب على إسرائيل أن تعي ذلك، وعلى الرغم من ذلك ورغم اغتيال صالح العاروري القيادي بحماس في لبنان، لم ينفذ تصريحاته.
لقاء خاص
وأضاف “فرج”، خلال لقاء خاص مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج “على مسئوليتي” المذاع من خلال قناة “صدى البلد” أنه “يجب على المواطنين النظر إلى صاحب الكلمة التي يوفي بها، والرئيس السيسي كلمته كانت فاصلة، وتحدث أنه سيدخل التاريخ بعد موقفه من القضية الفلسطينية، ورفضه خروج الرعايا الأمريكيين إلا بعد دخول المساعدات، وذلك هو الفارق بين مصر وأي دولة في العالم”.
انبهار موسى
من جانبه، أبدى موسى، انبهاره بتوقعات الخبير الاستيراتيجى، وعبر عن هذا قائلا: “اللي قاله اللواء سمير فرج امبارح حصل النهاردة، وكان لديه إصرار على توقعاته عن خطاب حسن نصر الله، وأنه لن يصعد ضد إسرائيل”.
فيما واصل فرج، إن إيران دولة آسيوية لها موقع متميز لأنها وسط الدول البترولية، وترغب في الحصول على السلاح النووي، ولذلك أصبحت عدوة لإسرائيل التي ترغب في أن تكون هي الدولة الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي في المنطقة.
الخومينى وقاسم سليمانى
وأضاف، أن الخميني هو بطل إيران، وبعده قاسم سليماني الذي أعد الحرس الثوري، لافتا إلى أن الحرس الثوري ولائه يكون للمرشد وليس للقوات المسلحة، وهو ما كان يرغب الإخوان في تطبيقه داخل مصر في أثناء فترتهم السوداء.
وأوضح أنه كان هناك لقاء سري بين قاسم سليماني وخيرت الشاطر؛ لتطبيق نفس نظام الحرس الثوري في مصر.
وواصل “فرج” أن عملية اغتيال العروري، قد تؤدي لتباطؤ عمليات الهدنة، لكن مصر ستواصل الاستمرار في الوصول إلى وقف إطلاق النار والتهدئة من أجل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد أن مصر هي الأساس في المنطقة العربية، ومصر كلمتها واحدة ويجب على الجميع أن يعلموا قيمة مصر في القضية الفلسطينية وأغلب القضايا.
التاريخ سيشهد للرئيس السيسى
وأشار “فرج”، إلى أن التاريخ سيشهد للرئيس السيسي بالقضاء على جماعة الإخوان لهذا السبب، موضحا أن اغتيال قاسم سليماني جاء تحت أعين أمريكا، موضحا أنه حدث تفجيرين في إيران في مكان به مئات الآلاف من الإيرانيين.
وأكمل أن قاسم سليماني هو الخميني الأول في قلب الإيرانيين، ولديه تمثال باسمه، ولكنه لا يتوقع أن ترد إيران على التفجيرات التي حدثت اليوم، موضحا: “ممكن يكون رد فشنك زي حسن نصر الله، والكلام كتير، ومش هيكون هناك رد قوي”.
الحوثيون والبحر الأحمر
وعن أزمة الحوثيين، والبحر الأحمر، قال “فرج” إن الحوثيين أعلنوا في البداية أنهم سيعترضوا جميع السفن المتحركة لإيلات في إسرائيل، ومن ثم تطور الأمر بالاعتداء والاستيلاء على أحد السفن المالكة لرجل أعمال إسرائيلي، وتطور الأمر بالهجوم على السفن المتقدمة في البحر الأحمر.
وواصل أن أمريكا قامت بعمل تحالف تحت اسم “حارس الازدهار” للتصدي لهجمات الحوثيين بالبحر الأحمر، ومصر هي التي رفضت الدخول في التحالف إذ أنها لا تدخل في أي أحلاف عسكرية.
وبالنسبة للموقف المصري من تحالف “حارس الازدهار”، فقد أوضح فرج أن مصر ترفض الدخول في أي أحلاف عسكرية.
وأبدى فرج اندهاشه من هجوم البعض برفض مصر الدخول في تحالف، مؤكدا أن مصر هي التي رفضت الدخول إذ أنها لا تدخل في أي أحلاف عسكرية، “الرئيس السيسي الله يكون في عونه، كل يوم يتخذ قرارات هامة وصعبة للغاية”.
وأرجع “فرج” ذلك إلى أن مصر تتبع سياسة خارجية مستقلة، ولا تريد أن ترتبط بأي تحالفات قد تؤثر على مصالحها الوطنية.
ثوابت مصر
وأكد “فرج” على ثوابت مصر فيما يخص القضية الفلسطينية، والحرب فى غزة، مؤكدا على أن رؤية مصرية واقعية للأحداث الجارية في المنطقة العربية. والالتزام مصر بتحقيق السلام والأمن في المنطقة، والحفاظ على استقلاليتها السياسية.
واستعرض “فرج” سياسة مصر فى أزمة غزة، فى 7 نقاط أهمها رفض التهجير القسرى، لأبناء غزة إلى سيناء، واستمرار تدفق المساعدات الإنسانيةن ، واستقبال مصر للجرحى من أبناء غزة للعلاجهم، واستمرار جهود التهدئة، والتأكيد على مسئولية السلطة الفلسطينية عن قطاع غزة، بعد وقف إطلاق النار، وانتها بحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.
وقال “فرج”، إن إسرائيل ليست هي من صنعت حماس وإنما ساعدتها، إذ أن قطر كانت ترسل 30 مليون دولار في تل أبيب، ويتم حراستها في الجيش الإسرائيلي، ومن ثم يتم نقلها إلى حماس في غزة، إذ أنها كانت المسؤولة عن المرتبات، وهي من كانت تعطي مساعدات مالية لهم.
وأضاف أن انتخاب حماس في الفترة المقبلة؛ سيكون أمرا صعبا للغاية من قبل الشعب الفلسطيني، إذ أن اختيار حماس، معناه أنها ستتحول إلى حزب سياسي، بدلا من مقاومة، فضلا عن أن حماس ترفض فكرة حل الدولتين.
المجتمع الدولى
وأشار اللواء سمير فرج، إلى أن المجتمع الدولي سيقبل بالأمر حال موافقة الشعب الفلسطيني بحماس في السلطة، وهو الأمر الذي سيجعل المجتمع الدولي يرضخ له.
الحرب القادمة
حذر أيضا الخبير الاستيراتيجى من أن الحرب القادمة في المنطقة ستكون في البحر المتوسط، موضحا أنه حصل على وثيقة من أمريكا في 2020 كانت خطيرة للغاية، إذ كانت تنص على 5 أمور أولها أن مصر تعيش على بحيرة عائمة من البترول والغاز الطبيعي.
وثانيها، أن السيسي نجح في تمكين الحدود البحرية.
وثالثا أن مصر تكتفي من الغاز في 2018، ورابعها أن مصر ستصدر الغاز، وخامسها أن مصر ستكون مركزا في المنطقة.
وأضاف أن أمريكا تتحدث أن غاز الخليج سيستمر لمدة 15 سنة قادمة، أما غاز شرق المتوسط سيستمر لمدة 50 عاما، وهذا وفق وثائق أمريكية، ولذلك السعودية والإمارات ودول الخليج حينما ينتهي الغاز والبترول سيكون لديهم استثمارات.
وواصل “فرج”، أن الأمم المتحدة قامت بنص قانون للبحار والمحيطات وأن المياه الإقليمية 12 ميل لأي دولة في العالم، ولكن المياه الاقتصادية 350 ميل للتنقيب عن الغاز أو 200 ميل للصيد.
حقل ظهر
وأوضج الخبير الاستيراتيجى، أن حقل ظهر ينتج 3 مليارات متر مكعب من الغاز في السنة، وباقي الحقول تحصل على ثلاث أرباع في العالم، وحقل ظهر سينتهي في 2045، ولذلك مصر تعمل على تنمية كبيرة في الحقل من خلال شركة إيني الإيطالية، لافتا إلى أن قبل تواجد شركة إيني جاءت شركة أخرى وعملت لمدة عامين وقالت إنه لا يوجد بترول أو غاز في هذه المنطقة، لأهداف أمريكية.
رؤية مصرية واقعية للأحداث
ولا شك أن تصريحات اللواء د. سمير فرج تعكس رؤية مصرية واقعية للأحداث الجارية في المنطقة العربية. ففي ما يتعلق بالحالة الأمنية في المنطقة، يتوقع فرج أن تظل متوترة، لكنه لا يتوقع أن تتصعد إلى حد اندلاع حرب شاملة.
ويرجع ذلك إلى أن جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إيران وإسرائيل، لديها مصلحة في الحفاظ على السلام في المنطقة.
أما فيما يتعلق بأخطر عملية، شغلت الإعلام والرأى العام العربى، والأقليمى، ودوائر صنع السياسة فى العالم، وهى اغتيال صالح العروري، فيعتبرها “فرج” ضربة كبيرة لحماس، قد تؤدي إلى رغبتها في الانتقام من إسرائيل.