رحيل التحالف الدولي عن العراق.. أمريكا وحلفائها ضد القرار والسر إيران
مصادر – بيان
أعلنت الحكومة العراقية، في 10 يناير الجارى، عن رغبتها “الثابتة” في رحيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، والذي ينتشر في البلاد منذ عام 2014 لمكافحة ما يسمى بـ تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وجاء هذا الإعلان بعد الرد العسكري الأخير للجيش الأمريكي على فصائل مسلحة موالية لإيران كانت استهدفته بعد اندلاع حرب غزة.
أسباب الرغبة في الرحيل
ويرى محللون أن هناك عدة أسباب وراء رغبة الحكومة العراقية في رحيل التحالف الدولي، عن العراق من بينها: انتفاء مبررات الوجود العسكري الأمريكي في العراق، فقد تم هزيمة تنظيم الدولة (داعش) في عام 2017، ومنذ ذلك الحين لم يشكل التنظيم أي تهديد كبير لاستقرار البلاد.
هناك أيضا الضغوط الشعبية التى تتعرض لها الحكومة العراقية، وهى ضغوط متزايدة من أجل رحيل القوات الأمريكية، حيث ينظر إليها العديد من العراقيين على أنها تمثل الاحتلال الأمريكي للبلاد.
وثالث الأسباب المهمة تتعلق بالعلاقات المتوترة بين العراق والولايات المتحدة، خاصة في السنوات الأخيرة، بسبب الخلافات حول عدة قضايا، منها ملف حقوق الإنسان في العراق، ومشاركة القوات الأمريكية في حرب اليمن.
عواقب الانسحاب المحتمل
وتخوف بعض المصادر الإعلامية الغربية، من عواقب القرار العراقى، حيث يحذر تقرير صحفى منشور فى موقع “فرانس 24” من تنفيذ القرار ويرى أنه “يمكن أن يكون للانسحاب المحتمل للتحالف الدولي من العراق عواقب وخيمة على البلاد، من بينها: عودة تنظيم “الدولة الإسلامية”: قد يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” إلى العراق، حيث أن التنظيم لا يزال يمتلك خلايا نائمة في البلاد، وتزايد نفوذ إيران في العراق: قد يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى تزايد نفوذ إيران في العراق، حيث أن إيران تدعم الفصائل المسلحة الموالية لها التي تعارض الوجود الأمريكي في البلاد.
كما يحذر نفس التقرير من اضطرابات سياسية وأمنية تضرب العراق أثر الانسحاب الأمريكي، “حيث أن الوجود الأمريكي يساهم في الحفاظ على الاستقرار النسبي في البلاد” حسب زعم التقرير.
موقف أمريكا.. وإيران
من جانبها أبدت الولايات المتحدة استعدادها لبدء محادثات مع الحكومة العراقية بشأن مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في البلاد، ومع ذلك، لم تعلن الولايات المتحدة بعد عن أي خطط محددة للانسحاب من العراق.
أما إيران فقد رحبت بإعلان الحكومة العراقية عن رغبتها في رحيل التحالف الدولي، ووصفت القرار العراقى بـ” الخطوة إيجابية”، وتأمل إيران أن يؤدي الانسحاب الأمريكي إلى زيادة نفوذها في العراق.
الاحتمالات
ويبقى مستقبل الوجود العسكري الأمريكي في العراق مفتوحًا على عدة احتمالات، حيث أن الحكومة العراقية ترغب في رحيل القوات الأمريكية، بينما تسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على وجودها في البلاد.
وتشير مصادر غربية أنه من المرجح أن تستمر المحادثات بين البلدين بشأن هذا الملف في المستقبل القريب.
