جارديان: قرار محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل سيضر بمكانتها الدولية
وكالات
تحدثت صحيفة الجارديان البريطانية في افتتاحيتها اليوم الجمعة، عن قضية جنوب أفريقيا التي تتهم فيها إسرائيل بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.
اقرأ أيضا.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب 13 مجزرة في غزة والضحايا تحت الركام
وقالت الصحيفة إن تعريف الإبادة الجماعية بسيط، وهو جريمة ترتكب بنية تدمير جماعة قومية أو عرقية أو إثنية أو دينية كليا أو جزئيا. لكن إثباتها أكثر تعقيدا.
ومع ذلك، يمكن لقضاة محكمة العدل الدولية في لاهاي أن يصدروا حكما مؤقتا في الاتهامات التي توجهها جنوب أفريقيا لإسرائيل في غضون أسابيع.
وصدور قرار بشأن أي من التدابير المؤقتة التي طلبتها جنوب أفريقيا أن تأخذها ينبغي أن يتطلب فقط أن تجد قضيتها معقولة وغير مثبتة، أو أنهم يعتقدون أن هناك خطر إبادة يحدث.
وقد لا تعني القرارات الناتجة إصدار أمر بوقف إطلاق النار، ولكن على الأقل استعادة إمدادات المياه أو معاقبة التصريحات التحريضية.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الأدلة على جرائم الحرب، التي تتراوح ما بين اللامبالاة بالقتل الجماعي للمدنيين إلى استخدام التجويع كسلاح، تتزايد يوما بعد يوم. وكذلك، زادت التصريحات التحريضية واللإنسانية التي أدلى بها بنيامين نتنياهو ووزراؤه وآخرون.
ولم يكن اعتراض إسرائيل على الأدلة، وإنما هاجمت جنوب أفريقيا ووصفتها بأنها تتصرف باعتبارها الجناح القانوني لحماس وترتكب التشهير بالدماء. وهناك اعتقاد واسع في إسرائيل بأنه من “الفحش” استخدام اتفاقية الإبادة الجماعية التي تم إقرارها ردا على المحرقة النازية، ضد الدولة التي نشأت بسبب هذا الرعب.
ومع ذلك، وكما قالت جنوب أفريقيا، فإن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر أبدا العمل الذي يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وخلصت الصحيفة إلى القول بأن أهمية هذه القضية واضحة، إلا أن الأهمية الأكبر هي تعزيز فكرة أن اتفاقية الإبادة الجماعية تخص الجميع، وأن الدول عليها مسؤولية ليس فقط أن تمتنع عن الإبادة، ولكن أن تمنعها.
ورأت الصحيفة أن قرار إسرائيل الرد على القضية بدلا من مقاطعة المحكمة مثلما كانت تفعل في الماضي، يشير إلى قلقها. فحتى لو صدر قرار مؤيد لصالح جنوب أفريقيا، فإنه سيكون ضربة رمزية، وفي حين أن محكمة العدل الدولية لا تملك وسائل لتطبيق أحكامها، فإن الدول أو الكتل كل على حدة يمكنها فرض عقوبات.
وأيا كان ما سيقرره القضاة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين والمعاناة الإنسانية في غزة وكلمات الوزراء الإسرائيليين غير معقولة، وهذا الأمر وليس العملية القانونية هو ما سيدمر في النهاية مكانة إسرائيل وحلفائها الغربيين.