التحدث مع الموتى عبر تطبيقات الذكاء الاصطناعي: بين الراحة والتضليل
كتب: هدى الفقى
لن يكون التحدث مع الموتى والتفاعل معهم هذه المرة فى الأحلام، وأثناء النوم، ولكن فى اليقظة التامة، عبر استخدام روبوتات الدردشة المدعومة من الذكاء الاصطناعي للتحدث مع الموتى، فى تجربة جديدة على البشر.
وتستند تطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة للتحدث مع الموتى إلى مقاطع مصورة تفاعلية، تظهر المتوفى وكأنه ما زال حيًا بإمكانه التواصل مع الأحياء ويرد على حديثهم وأسئلتهم، “يتفاعل، ويتنفس، ويرمش”، بحسب تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
ويلجأ البعض لهه الوسيلة التقنية، ربما أملاً في الحفاظ على ذكرياتهم وإبقاءها على قيد الحياة. لكن هذه التطبيقات تثير مخاوف من أنها قد تتسبب في توليد وهم للأشخاص ذوي المتوفين، وعدم مساعدتهم في تخطي “صدمة الموت”.
وتستند تطبيقات الذكاء الاصطناعي المخصصة للتحدث مع الموتى إلى مقاطع مصورة تفاعلية، تظهر المتوفى وكأنه ما زال حيًا بإمكانه التواصل مع الأحياء ويرد على حديثهم وأسئلتهم. وتعتمد هذه الردود على بيانات وأحاديث مسجلة للمتوفى قبل وفاته.
أشهر التطبيقات
ومن أشهر هذه التطبيقات “StoryFile” و”HereAfter AI”. وفي “StoryFile”، يتم مقابلة الشخص قبل وفاته وطرح أسئلة عليه لمعرفة شخصيته. ويجيب الشخص عن هذه الأسئلة بشكل مقطع مصور، يمكن مشاهدته لاحقًا من قبل الأشخاص الذين يريدون التواصل معه بعد الوفاة.
أما “HereAfter AI” فهو تطبيق يولد ردودًا بناء على ساعات من المقابلات التي أجريت مع الشخص قبل وفاته. ويسمح التطبيق للأشخاص بسماع ورؤية قصص الأشخاص المتوفين والتحدث معهم بشكل افتراضي.
التأثير السيكولجى
ويحذر علماء النفس من التأثير السيكولجى لمثل هذا السلوك، حيث يمكن أن يخلق ارتباكًا للأشخاص عند فقدان ذويهم، إذ يمر الشخص بعدة مراحل تبدأ بالإنكار، بعدها تأتي مرحلة الغضب والرفض للحالة، يليها الاكتئاب والحزن الشديد على فراق ذويه، وفي النهاية التقبل للوفاة.
أما اللجوء إلى هذه التطبيقات، فقد يعطل تخطي الصدمة، بحيث يعلق الأشخاص في دائرتها، بغض النظر عن كونها في البداية تمنح الأشخاص شعورًا بالراحة لفترة معينة.
من ناحية أخرى، بدت هذه التقنية لبعض الأشخاص الآخرين إيجابية، إذ يؤدي حسن استخدامها بإشراف اختصاصيين إلى المساعدة على تخطي مرحلة الحداد للأفراد، ويخفف أيضًا من أثر الصدمة في حالات الموت المفاجئ.
في النهاية، تبقى تطبيقات الذكاء الاصطناعي للتحدث مع الموتى مجالًا جديدًا، لم يتم دراسة آثاره النفسية والاجتماعية بشكل دقيق.
ويحتاج استخدام هذه التطبيقات إلى مزيد من الحذر والتأني، لتجنب أي آثار سلبية قد تنجم عنها.