زيزي طيبي تكتب: حياتك حلوة بالحب
بيان
اختر الحب.. حب نفسك.. أحييِ المحبة بينك وبين السماء.. بينك وبين الغيمة، بينك وبين ضحكة البشر، بينك وبين كل ما يغمرك ويلفتك ويدهشك.. اختر الحب.
تربطنا بالله علاقة الحب، لا علاقة الخوف. إن الخوف يربى عبيدًا، أما الحب فيربى الأبناء، وقد نبدأ علاقتنا مع الله بالمخافة ولكنها يجب أن تسمو وتتطور حتى تصل إلى درجة الحب، وعندئذ يزول الخوف.
إن المحبة هي قمة الفضائل جميعا، المحبة هي مطلب إنسانيّ وضرورة روحيّة، يبحث عنها الكبير والصغير، المسلم والكافر، ولا يختلف اثنان على ضرورة وجودها وأهميتها؛ فهي الحياة بمعانيها.
وفي عصرنا الحاضر تنوع العارضون لها في مناهج عدة، ومنهم أصحاب المناهج المزعومة كدعاة الطاقة، وكمن يستدعي الجمال من نفسه، حتى وصل بعضهم إلى تقديس النفس ورفعها إلى منازل عالية، وإعطائها إمكانات خرافية خياليّة.
والباحثون عن المحبة كثر، والمتكلمون فيها أكثر، أينما تسر وفي أي مجال تقرأ، تجد كلمة المحبة ترافقك. تطور العصر، وتطورت الوسائل كلّها، وزادت الرفاهية وظن بعضهم أنّها المحبة، وحينما فقدوها زاد إلحاحهم في طلبها، وزاد البحث عنها؛ فلا يمرّ عليّ يوم حتى أرى، أو أسمع، أو أقرأ قولًا، أو عبارة عن الحب أو المحبة.
دعني أسلط الضوء على كثير من الفلاسفة فيما بينهم، فقد اختلفوا وتنوعوا في معانيها، وكذلك التربويون، ومثلهم الأدباء، وتنوع الشرعيون في تفسيرها، ومع ذلك فهم يتفقون في جوانب معينة، لكن عند الفلاسفة إنّ المحبة من المباحث المهمة في علم الفلسفة؛ فقلما تجد فيلسوفًا، إلا وقد تطرق لها وعرّفها وخاض في طرقها؛ لما لها من أهمية كبرى للفرد والمجتمع، ولقد تعدّدت رؤى الفلاسفة في تحقيقها، لكنهم اتفقوا على ركائز معيّنة تؤدي إليها.
حقيقة المحبة عند الفلاسفة، فمنهم من يقول: إن المحبة هي الاستمتاع بالأهواء، ومنهم من يقول: إنها في اتباع الفضيلة، ومنهم من يقول: إنها في الاستمتاع بالملذات الحسية، ومنهم من يقول: إنها في العمل والجهد، ومنهم من يجعل اللذة شرطًا ضروريًّا للمحبة.
أما علماء المسلمين فكانت لهم رؤية مميزة في مفهوم المحبة، ارتبطت بالله محبة في الدارة الدنيا والآخرة.
وكانت المحبة تكمن في القناعة والرضا فهي السبيل إلى السعادة والفرح والسرور؛ فمن أراد أن يكون سعيدًا فليكن قنوعًا راضيًا، يأخذ من مطالب البدن بالقدر الذي يحتاج إليه، وفي حدود ما يتوفر له، ولا يتألم لما فاته من متاع الدنيا؛ لأن أمور الدنيا أتفه من أن نحزن عليها أو نتألم لفقدها.
وإذا كان الناس متفاوتين فيما بينهم، فسعادة كلّ واحد فيهم بقدر درجة فضيلته وقناعته بالرضا ؛ فالمحب هو الإنسان الفاضل، والفضائل مفاتيح السعادة، وبالابتعاد عن الأعمال القبيحة والشهوات تتحقق السعادة، وأن المعقولات تحدد ملامح الطريق إلى السعادة، فهي تدفعه بالتأكيد إلى التأمل والروية، وبذلك تتحقق المحبة عن طريق العقل والحكمة والتأمل.
وهو هنا يدعو إلى الاعتدال في العقل والحكمة والتأمل، إنّ سعادة الإنسان في تحصيل الملذات المادية والمعنوية معًا، والمحبة مهما كان مستواها أو نوعها، فهي محبة ناقصة، لا تخلو من الآلام والحسرات، قرأت ترنيمة كلماتها تدعوا للمحبة
قولوا معايا أولاد و بنات: الله محبة قولوا و بكل اللغات: الله محبة..
على الأرض و فى السموات:
الله محبة..
أحلى أية فى الأيات.
الله محبة.