حوار الرئيس السيسى مع الصحفيين والإعلاميين.. أولويات الدولة المصرية

أ ش أ

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة الحفاظ على ما تم إنجازه خلال السنوات الماضية، وقال إن ما تم إنجازه لا يمكن التفريط به، إن مواردنا محدودة جدا ولا تكفي كل شيء، وأن الحل هو في زيادة معدلات التصدير ومساهمة الصناعة في ذلك من أجل التغلب على مشكلة ارتفاع سعر صرف الدولار.

وأضاف الرئيس السيسي – خلال لقائه عددا من المسؤولين والإعلاميين مساء- أمس الأربعاء- على هامش الاحتفالات بالذكرى 72 بعيد الشرطة – أننا كنا نستهدف أن نرتفع بمعدل التصدير إلى 100 مليار دولار، ولكن هذا لم يحدث بسبب الضغط على فاتورة الاستيراد من الخارج.

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه منذ عام 2011 وحتى الآن زاد عدد السكان بحوالي 26 مليون نسمة وهي زيادة سكانية لها متطلبات ضرورية ولا بد للدولة أن توفرها.

وتحدث الرئيس السيسي عن أولويات الدولة المصرية في ظل ما مرت به من تطورات منذ عام 2011 والأزمات الدولية المتعاقبة والتي أثرت سلبا على مصر ودول العالم.

وتساءل الرئيس:”هل هناك أزمة أولويات منذ عام 2013 ؟، هل هي أزمة أولويات من الدولة تجاه مسارها ؟..، هل نحن نتكلم عن تأجيل التحرك أم تأجيل النتائج أو تحمل نتائج التحرك، بمعنى: هل نحن في عام 2013 كان من الممكن أن نتحمل الأوضاع التى كانت موجودة في الدولة خلال هذه الفترة، ونقول إن أولوياتنا شيء آخر، اختلفنا أو اجتمعنا عليها؟، وقال نحن نتحمل نتائج التحرك وسوف نتحرك مجددا وستظهر مشكلات وسنتحملها”.

وتساءل الرئيس السيسي أيضا “هل يمكن أن تقوم الصناعة دون توفير مصادر للطاقة؟.. وأجاب قائلا “ليس ممكنا أن تقوم الصناعىة دون توفير الطاقة اللازمة لتشغيلها سواء كانت كهرباء أو غاز”.

ولفت الرئيس السيسي إلى أن الدولة أنفقت 120 مليار جنيه على مكافحة الإرهاب من أجل تحقيق الاستقرار والتنمية في الدولة المصرية.
وأشار إلى أن الأزمة العالمية أثرت سلبا على مصر ودول العالم وتسببت في ارتفاع الأسعار، خاصة فيما يتعلق بسلاسل الإمداد.

وقال الرئيس السيسي “إنني أتحدث عن أن الأزمة الموجودة لدينا ليس الأولولية فيها عملية التوصيف بل إيجاد حلول بما يتسق وطبيعة الظروف الخاصة بمصر.. متسائلا هل كنا سنتحمل الظروف التى كانت موجودة من استهداف للدولة المصرية بعمليات إرهابية؟ إن أولويتنا كانت مكافحة الإرهاب التي كلفتنا 120 مليار جنيه.

وأضاف أن الدولة المصرية تحتاج إلى موارد كبيرة وأموال للإنفاق، وهو ما ليس متوفرا، وكان أمامنا مساران، إما التضحية حتى نصل إلى توفير موارد تلبي ما يكفي مطالبنا كلنا، أو عدم التضحية وترحيل حل المشكلة لأولادنا، منوها بصلابة الإنسان المصري، حيث أصبح أفضل، مقارنة بالـ30 سنة الماضية، وبالتالى كانت الأولويات التي تحركنا بها ونتائجها لا يمكن أن تتأجل”.

ولفت إلى أن مشكلة الكهرباء كان من الممكن أن تستمر دون حل ما لم نجعلها أولوية ونحقق فيها إنجازات كبيرة، وقال “كان تقديري بعد أن تحدثت مع وزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر أن تكون الأولوية لحل أزمة الكهرباء في عامي 2015 و 2016″، مشيرا إلى أن دولا أخرى ظلت مشكلة الكهرباء فيها لفترة طويلة امتدت إلى 30 و 40 سنة بسبب أنهم اتخذت مسارات وأولويات أخرى.

وتابع الرئيس السيسي : إن حديثي مع المفكرين والمثقفين والإعلاميين والمسئولين في الدولة يستهدف إبراز وتوضيح هذه الأولويات، لأنك إذ لم تحدد الأولوية سوف يترتب على ذلك مشكلة كبيرة جدا الكل سيدفع ثمنها، وما تم إنجازه يجب ألا نضيعه.

وأضاف الرئيس السيسي “الله سبحانه وتعالى أعاننا في ظل ظروف لا يمكن أبدا لدولة في حالتنا أن تتمكن من إنجاز ما تم خلال السنوات الماضية، خاصة أن مواردنا محدودة جدا وعدد سكاننا كبير، وهذه الموارد لا تكفي كل شىء نحتاجه”.

وتابع الرئيس السيسي : ” إنني أتحدث كراصد لرأي عام في مصر وقدرته على التحمل بعد فترة صعبة مرت قبل 2011 وفي 2012 و 2013 وكانت هناك حالة إحباط وفقدان للأمل وتفجيرات في كل مكان والناس حاسة أن البلد بتضيع، وأنت تريد أن تقفز بهم من هذه الحالة المعنوية والإحباط وعدم الثقة الى حالة أخرى”.

واستطرد ” إن الدولة كانت تسير بشكل جيد حتى عام 2020 وكان معدل النمو أكثر من 6 في المائة وهذا النمو ليس لفئة أو طبقة معينة ولكن للكتلة الغالبة من الناس التى نستهدفها وهي المواطن البسيط من أجل توفير التعليم والخدمات الأساسية”.

وحذر الرئيس عبد الفتاح السيسي، من مخاطر عدم الاستقرار في المنطقةـ وضرورة منع اتساع الحرب فيها، مجددا موقف مصر الداعي إلى التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث تكثف مصر جهودها من أجل تحقيق الاستقرار.

وقال الرئيس السيسي – إن مصر تبذل جهدا “كبير جدا” من أجل التوصل لوقف إطلاق النار حتي احتواء الموقف الصعب في قطاع غزة، وحل أزمة المحتجزين هناك وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، للدخول إلى مرحلة جديدة من إعادة الإعمار ما بعد توقف الحرب.

وأضاف أن مصر تتاثر – كجزء من العالم – بـ “الحراك الراهن من أجل تشكيل عالم جديد”.

وأشار الرئيس السيسي إلى أن مصر ليست من مصلحتها – بطبيعة الحال – أن تدخل أي من دول المنطقة في حالة اقتتال، سواء في: ليبيا أو السودان أو أي منطقة أخرى، مشددا على حرص مصر على بذل كل جهد ممكن؛ من أجل “إطفاء الحرائق” وليس “إشعالها”.

ونبه الرئيس إلى أن الوضع الراهن في المنطقة منذ أربعة شهور؛ أنهك الجميع، حيث كانت الحرب قاسية، وأن مصر قامت بإرسال عدة رسائل لجميع الأطراف بعدم خروج الأمور عن السيطرة، لاسيما السودان، وليبيا.

وبالنسبة للصومال، أوضح الرئيس السيسي أن مصر أكدت أنها مع أي عمل دبلوماسي واتفاق يجرى بين أثيوبيا ودول الجوار، وهي: الصومال واريتريا وجيبوتي وكينيا، لاسيما وأن هذه الدول لها موانئ سواء على المحيط أو على البحر الأحمر ، وبالتالى تستطيع أثيوبيا عبر اتفاقات مع هذه الدول، أن تصدر وتستورد ما تريد.

طالع المزيد:

الرئيس السيسى: مصر لن تسمح لأحد بتهديد الصومال

زر الذهاب إلى الأعلى