محمد أنور يكتب: ساعة الحظ لا تعوض

بيان
تبقى الأماكن معطرة بآثار قوم حيثما جلسوا، تبسم من حولهم ونسوا هموم الدنيا والتعب، ابحروا بالناس دون سفن إلى جزر السعادة بكل قول وفعل، قوم كرام السجايا وإليك نصحى إذا كنت مستمعا.
لاتلبس ثوب الحزن على جسدك، فالعمر يفنى ولا العيشة إلى الأبد، ولا تضيع لحظة من أجل جنات بها ود وقرب وفرح، ولا تعجب من الدنيا فهى متاع قليل وزوال قريب، ولا تقنع نفسك ان العفو منقصة والثأر مفخرة، وأن الحب أوهام.
يمضي الصفاء ويبقى بعده الأثر، وتأنس الروح بروح تشاركها، وتشاطرها الحب، ولا يشقى المرء إلا نفسه، وما أجهله عندما يشكو كل ما يضنيه، ويظن أن عدوه في غيره، وعدوه يصبح ويمسى فيه.
كن محبا للناس مادام الحياء بهم، ولا نمنع عن نفسك تارات السعد والنفحات، وأنس بمن يشبه الورد، واذرع وردك في كل مكان حللت به، حتى يشم عبير عطرك في المكان.
يقول الرافعى في مداعبة حبيبته: منذ التقينا وانا أسأل نفسي: أى عمل صالح، ذاك الذي كان ثوابه انت ؟!
ابتهج بكل شيء جميل ما دمت حيا، وأعلم أن لكل شدة مدة ثم تزول، واغتنم اللحظات التي تجعلك سعيدا، وبث التفاؤل في القلوب وابهجها بكل ما يطيب من ذكر وبشائر ويسر، وإذا عزمت فكن بنفسك واثقا فالمستعز بغيره لا يظفر، واحذر مقارنة الليئم وإن علا، فالمرء يفسده القرين الاحقرا.
تذكر كل الايام التي طابت ذكرياتها، ودروب سلكتها إلى لقاءات يسلو الفؤاد لها، وانثر حبوب السعادة في الفنون بأنواعها المبهجة للقلوب، وأطلق عنان النفس بفطنة.
ستنجلى أحزانك بالفرح، وكما ترجو وتؤومل تؤتى؛ كما طاقت نفسك، وإذا جاءك الحزن وشح القلب من الفرح، فلا تنحني لذاك الحزن وناطحه، حتى تصل إلى طريق السعد، ومد يديك للرحمن دوما، يغيث الناس من بعد ما قنطوا.
أصنع السلام لقلب خائف و منهك، تساق إليك الافراح برحمته، وأعلم أن الروح للروح تميل لمن يناغمها كالطير للطير في الإنشاد ميال.

اقرأ أيضا للكاتب:

زر الذهاب إلى الأعلى