الإسراء والمعراج كان فى مثل هذه الليلة المباركة.. ما يجب أن يعرفه المسلم

كتب: أحمد السيد
يقول الله تعالة في كتابه الكريم: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” (الأسراء – 1)
اليوم 25 رجب من عام 1444 هجرية، وبعد غدا 27 رجب تحل ذكرى الإسراء والمعراج، العزيزة على قلوب المسلمين، المباركة من السماء، فهى الليلة التى أكرم فيها الله تعالى، نبيه الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، حين أسرى به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى على ظهر “البراق”، ثم عرج به إلى السماوات العلى ليريه من آياته الكبرى، ما لم يره بشر من قبله، ولا من بعده.

وجاء هذا الفتح الربانى على رسوله الكريم فى هذه الليلة، إكراما من الله فيها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بعد حزنه على فراق زجته خديجة وعمه أبو طالب، ووصلت الدعوة إلى عقبات كؤد، حين اعتدى علي الرسول صلى الله عليه وسلم أهل الطائف وطاردوه، فأراد الله تعالى أن يجبر عبده ويُطمئن قلبه بالسكينة، وهو في عام الحزن، وتبدأ رحلة النبي الكريم بـ “الإسراء” حين زاره جبريل عليه السلام، وعلى البراق حُمل الرسول في رحلة أرضية من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى في القدس، ثم “المعراج” نحو السموات العلا ليقابل الأنبياء والرسل، ويعود بفروض الإسلام والصلوات الخمس.وأقسم الله سبحانه بصدق الواقعة، ضد من كذبوا الرسول صلى الله عليه وسلم، أو شككوا فيها، فنزل جبريل بآيات التصديق حيث يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النجم:

وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلۡقُوَىٰ ذُو مِرَّةٖ فَٱسۡتَوَىٰ وَهُوَ بِٱلۡأُفُقِ ٱلۡأَعۡلَىٰ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ فَكَانَ قَابَ قَوۡسَيۡنِ أَوۡ أَدۡنَىٰ فَأَوۡحَىٰٓ إِلَىٰ عَبۡدِهِۦ مَآ أَوۡحَىٰ مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰٓ أَفَتُمَٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا يَرَىٰ وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰٓ إِذۡ يَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا يَغۡشَىٰ مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ لَقَدۡ رَأَىٰ مِنۡ ءَايَٰتِ رَبِّهِ ٱلۡكُبۡرَىٰٓ

الليلة المباركة

وفى هذه الذكرى المباركة، يعمل المسلمون فى بقاع الأرض على إحيائها، بالتقرب إلى الله بالعبادات طامعين في نصره، راجين رحمته، في ظل حاجتنا إلى التكاتف والدعاء وتبادل الود والمحبة.

أو كما أفتت “دار الإفتاء” فى أمر هذه الليلة بأن التقرب إلى الله بإحياء ذكرى ليلة الإسراء والمعراج يكون بالصلاة والدعاء والصدقات وقيام الليل وتلاوة القرآن وكذلك الصوم،

ونحيى أيضا ذكرى الإسراء والمعراج، بالدعاء للمحبين والحرص على صلة الرحم، عن طريق تبادل التهاني وعبارات التقدير والأمنيات الطيبة،كأن ترسلون إلى من تحبون عبارات من مثل: “اللهم اجبر كسر القلوب جبرا يليق بفضلك وكرمك.. تمنياتنا لكم بالهنا وراحة البال، ليلة مباركة وعام طيب”.. “في ليلة تتزين بالنور والإشراق، جبريل جاء النبي يدعوه فوق البراق، هو النبي الأمين، له الصعاب تهون، وقوله قول صدق وفعله مأمون”.. “صلوا على المختار محاط بالأنوار، عند الذي نرتجيه قد فاز بالأسرار، قد عاد يحمل فرضا خمسا من الصلوات، ويملأ الأرض خيرا فيضا من البركات، وعاد فوق البراق، من فوق سبع طباق، يدعو لمن صدقوه بالفوز يوم التلاق”.

نفحات اغتنموها

وأقل ما يقال في ذكرى الإسراج والمعرج 2023 عن بركتها وفضلها، لا يمكنه أن يوفيه حقها، فهي من أيام وليالي الله تعالى الذي يمنح فيه عباده نفحات تغنيهم وتمنيهم بزيارته والجنة، فاغتنموها.

وقال عدد من العلماء والفقهاء، أن ليلة القدر جاءت بعد حادث الاعتداء على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في الطائف، فشعر وكأن به عليه غضبٌ، وقال دعاءه المعروف: “اللهم أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين.. أنت ربُّ المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني، إلى عدو يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، لكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرةمن أن تنزل بي غضبك، أو يحلّ علي سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حولا قوة إلا بالله”.

صلاة وسلاما عليك يا حبيبى يا رسول الله.. وكل عام وأنتم بخير.

اقرأ أيضا:مفتي الجمهورية: اللسان الذي يخوض في سيرة أصحاب الرسول «مريض» من كلمات د. ناجح إبراهيم عن الرسول صلى الله عليه وسلم 

زر الذهاب إلى الأعلى