عاطف عبد الغني يكتب: بعد ارتقاء روحه إلى السماء.. يوسف يتحدث إلينا
بيان
شاهدت فيديو للطفل الفلسطيني يوسف محمد أبو موسى يتحدث فيه إلى مشاهديه، بعد ارتقاء روحه إلى السماء، ويقص في الفيديو ببراءة آسرة مأساة أسرته التي ودعته شهيدا ضحية يد الغدر والخسة والشر الإسرائيلي المطلقة في اغتيال كل مظاهر الحياة في قطاع غزة الآن.
على مستوى الوجدان أسرتني براءة الوجه الملائكي ليوسف، وترتيب كلماته وعباراته الفصيحة، ولم يخفف من حزني إلا إيماني بأن روحه ارتقت إلى رحاب خالقها وحياة الملكوت الدائم، وقلت في نفسي لعله الآن طائر من طيور الجنة.. ودعوت لأمه وأبيه خاصة بالصبر والسلوان، هما أكثر من يعتصر الألم قلبيهما الآن.
أؤكد مجددا أن الفيديو تم صنعه لاحقا على وفاة الطفل الفلسطيني، ولجأ صنّاعه إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في إنجازه، وخرج الفيديو القصير يحمل دفقة شعورية هائلة، تنقل رسالة لكل من يشاهد مضمونه، حيث يعري ويكشف شناعة الجريمة التي ترتكبها آلة القتل الصهيونية الفاجرة في حق أهلنا في غزة، والتي تجاوزت كل إدراكات العقل الواعي واحتمال المشاعر الإنسانية.
برامج الذكاء الاصطناعي التي “تصطنع” التواصل والتحدث إلى الموتى؛ صارت عديدة ومتاحة على “الإنترنت”، ويتم من خلالها صنع محاكاة للشخصيات، التي رحلت عن دنيانا، والتواصل معها لاستعادة الذكريات وما شابه ذلك.
وهذه البرامج أثارت جدلا ولغطا كثيرا في الآونة الأخيرة، خشية تأثيراتها النفسية على البشر، وانتقالهم من العيش في حياة حقيقية تقبل الفقد، إلى حياة تخيلية تفصل عائشها عن الواقع والتأقلم مع ظروفه حتى ولو كانت قاسية، وفي هذا رفض لسنن الحياة.
وأنا أوافق على ما سبق إلا في الحالة الأخيرة، أقصد فيديو الطفل يوسف الذي يمكن توظيفه في توصيل رسالة المظلوم وشكوى الظالم، وهو توظيف سياسي، وإنساني، أكثر من جيد.
لذلك وبدافع من التأثر قمت بمشاركة الفيديو على حساباتي بمواقع التواصل، خاصة أن يوسف يتحدث فيه باللغة الإنجليزية، وتصحبه ترجمة فورية، فهو موجه بالأساس للعالم الغربي، الذي تدعم حكوماته ويدعم سياسيوه الكيان الإسرائيلي المعتدي، دعما مطلقا وغبيا.
وأخيرًا أرفق في التالي رابطا للفيديو لمن يريد مشاهدته: https://www.facebook.com/reel/361751752999761