السلطات التركية ترحّل أكثر من 300 سوري.. ماذا يحدث للسوريين على الحدود التركية؟
سوريا من: أشرف التهامي
كشفت مصادر تركية، أمس الجمعة 16 فبراير، عن عدد السوريين الذين عادوا إلى “المنطقة الآمنة” شمالي سوريا، بفضل المساعدات الإنسانية التي قدمتها تركيا.
وبلغ إجمالي العدد 625 ألف شخص، والعمل جار لدعم عودة السوريين تحت الحماية المؤقتة إلى بلادهم.
ففي خلال الـ 48 ساعة الماضية، رحلت السلطات التركية أكثر من 300 مواطن ومواطنة من السوريين، عبر البوابات الحدودية مع سورية.
ووفقا للمصادر فقد جرى توقيفهم قبل أيام من أماكن عملهم والشوارع في الولايات التركية، دون النظر في الأوراق الثبوتية ومايحملونه من أوراق تمكنهم من العمل والتنقل في تركيا، وجرى تسليمهم لمراكز الاحتجاز المتواجدة على الحدود وإرسالهم بشكل مباشر إلى سوريا عبر معبري باب الهوى وباب السلامة.
وتعد مراكز الاحتجاز والمخافر الحدودية مسالخ بشرية للسوريين الباحثين عن ملاذ آمن، حيث يتعرض الموقوفين لشتى أنواع التعذيب الذي يصل إلى حد القتل أحيانا، فضلا عن إجبارهم على أعمال التنظيف وتعزيل الصرف الصحي، حفر الخنادق وجمع الصخور.
ماذا يحدث؟
وفي حديثه لـ”المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للدولة السورية و المرتبط بالمخابرات البريطانية، يقول (م.ق) 24 عاما، أنه تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي على يد قوات حرس الحدود التركية، حيث ألقي القبض عليه أثناء محاولته اجتياز الحدودية من قرية التلول بريف سلقين، وتم نقله مع آخرين إلى المخفر الحدودي، وهناك بدأت حفلة التعذيب ليومين متتالين، قبل أن يقذف إلى الأراضي السورية.
ويقول (ع.ج) 41 عاما مهجر من دمشق، أن أحد أقربائه أمن له فرصة عمل جيدة في تركيا، وفشل في 6 محاولات من الدخول، مضيفا إلى أنه لم ينج في المحاولات جميعها من التعذيب على يد الجندرما في المخفر المقابل لخربة الجوز بريف إدلب الغربي، ومخفر المقابل لقرية التلول ومخفر آخر الذي يقابل مدينة حارم، حيث تعرض للضرب بعصا وخرطوم وأجبر على تنظيف الحمامات قبل أن يتم قفه إلى الأراضي السورية.
وتشهد الحدود السورية – التركية انتهاكات متكررة من قبل قوات حرس الحدود “الجندرما” التركية بحق السوريين، سواءً هؤلاء الذين يريدون العبور عبر طرق التهريب من معابر تسيطر عليها الفصائل المولية لتركيا، أو آخرين يعيشون بالقرب من الجدار الفاصل.
احصائيات
وفي تقرير نشره المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض للدولة السورية والمرتبط بالمخابرات البريطانية، خلال العام المنصرم 2023، وثق مقتل 34 مدني بينهم سيدة و3 أطفال استشهدوا برصاص قوات حرس الحدود التركي “الجندرما” ضمن مناطق سورية متفرقة واقعة قرب وعند الحدود مع تركيا، كما أصيب 52 بينهم 3 أطفال و5 سيدات برصاص “الجندرما” أيضاً.
ومع بداية العام 2024 رصد ذات المرصد العديد من حالات التعذيب والضرب ولعل أبرزها تعذيب طفل ورميه في حفر مياه باردة تحت المطر ليلة كاملة.