كل رجال ترامب.. ومرشح النائب الأبرز حال فوز الجمهورى فى السباق القادم
كتب: أشرف التهامي
على الرغم من أنَّ عشرات المحللين النفسيين قاموا بتحليل شخصية ترامب، هادفين إلى تفسير المنعة السياسية التي يحظى بها الرجل، فإنَّ من المهم أكثر فهم عقول أنصاره الأوفياء.
يحظى ترامب بنسب قبول منخفضة وفقًا لاستطلاعات الرأي وهو الأمر الذي جعله أحد أقل رؤساء الولايات المتحدة شعبيةً خلال الأشهر العشرة الأولى من توليه لمنصب الرئاسة في الولاية الأولى له التى حكم فيها الولايات المتحدة الأمريكية كما قام ترامب بعد توليه الرئاسة بإطلاق تصريحات خاطئة ومنافية للحقائق بصورة متكررة خلال خطاباته، فقد قال ترامب على الأقل ادعاء واحد خاطئ أو مضلل يوميًا على مدة 91 يوم من أصل أول 99 يوم منذ توليه المنصب حسب ما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، ووصل عدد ادعاءاته الخاطئة أو المضللة إلى 1,318 بحلول اليوم 263 منذ توليه الرئاسة حسب قسم “التأكد من الحقائق” للتحليل السياسي الوارد في صحيفة واشنطن بوست.
ترامب يخوض انتخابات الرئاسة 2024
يعكف الإعلام الأمريكي على دراسة كل ما يتعلق بفرضية فوز دونالد ترامب ترامب لمرة ثانية في الانتخابات الرئاسية الأميركية نهاية عام 2024، للتنبؤ بهوية نائب ترامب ، فإلى الآن في حال فاز دونالد لا يعرف من سيكون المرشح لمنصب نائب الرئيس الأميركي.
فبرغم المفاجآت العديدة التي يمكن أن تفرزها المعركة الانتخابية ومآلات الشؤن الخارجية والداخلية التي تتخبط فيها الولايات المتحدة الامريكية، فيتهيأ البعض أن بعض الرؤى تبدو واضحة. فبالنسبة مثلا لمن له إمكانية تولي منصب نائب دونالد ترامب، في حال فاز الأخير في الانتخابات الرئاسية، يبدو أمر مايك بنس محسوما إذ من شبه المستحيل أن يشغله.
ما هي مسؤوليات نائب الرئيس الأميركي؟
يلعب نواب الرؤساء الأميركيون دورًا رئيسيًا في الحكومة الأميركية، وأهم ما فيه أنه في حالة وفاة الرئيس أثناء ولايته يتقدم نائب الرئيس على الفور ويتولى المسؤولية الكاملة للمنصب الشاغر بكل سلطاته وصلاحياته.
تتضمن المهام المناطة بمن يتولى منصب نائب الرئيس أكثر من مجرد الوقوف على أهبة الاستعداد. فهو مستشار الرئيس والمؤتمن على أسرار الدولة، كما أنه يلعب دورًا هامًا في إقناع الكونغرس، وعموم الأميركيين، وأحيانًا الموفدين إلى البعثات الخارجية، بسياسات الرئيس.
وبموجب الدستور، فإن نائب الرئيس هو رئيس مجلس الشيوخ، على الرغم من أن المنصب يُعتبر إلى حد كبير منصبًا شكليًا. فهو لا يصوّت سوى لترجيح إحدى كفتي الأصوات المتعادلة في المجلس الذي يضم مئة عضو.
ويُذكر أنه في السنوات الأولى من الجمهورية، كان المرشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات الانتخابية يصبح رئيسًا، أما المرشح الذي لم يحالفه النصر فيصبح نائبًا للرئيس. إلا أنه ومنذ العام 1804، شرعت الهيئة الانتخابية في التصويت بشكل منفصل للرئيس ونائب الرئيس (واليوم، يقوم المرشح الرئاسي بإدارة حملته مع نائب له يكون قد اختاره سلفًا).
نائب ترامب بمواصفات خاصة
طبقاُ لشخصية دونالد ترامب ، يجب على نائبه كرئيس مقبل محتمل لأمريكا في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية أن يكون مخلصا، شأنه شأن أعضاء مكتبه. فالملياردير ترامب المتورط في عديد الملفات القضائية الفدرالية يريد تعيين نائب قادر على خلافته في حال تم الحكم عليه وعزله، وأيضا أن يصدر لصالحه العفو الرئاسي.
فما هي الاحتمالات المتوفرة، ومن هي الشخصيات التي يمكن أن تتولى هذه المهمة في ظل التجاذب السياسي الحالي؟
مايك بنس
ولد في 7 يونيو 1959 في كولومبوس، هو سياسي أمريكي، مُحامي، شغل منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الثامن والأربعين في الفترة مابين 20 يناير 2017 حتى 20 يناير 2021.
لا يملك السياسي المخضرم مايك بنس الحظ في تولي منصب نائب الرئيس لأنه لم يساند ترامب عندما خسر الانتخابات في 2024 ولم يعترض على نتائجها. في ذلك السياق ورغم أنه شغل منصب نائب رئيس دونالد ترامب بين 2016 و2020، انتقد بنس الهجوم الذي نظمه أنصار الرئيس الأمريكي السابق ضد مبنى الكابيتول بالعاصمة واشنطن. وتعتبر هذه المواقف بالنسية لترامب خيانة عظمى للولاء.
ففي سؤال طرحته قناة “فوكس نيوز” الأميركية حول الصفات التي يود أن تميز نائبه، أجاب ترامب: “عليه أن يكون رئيساً جيداً (..) فبإمكاننا أن نواجه في أي وقت أمراً طارئاً. إذاً الميزة الأساسية التي يجب أن يتحلى بها هي أن يكون رئيساً جيداً”، مضيفاً في نفس الوقت أن اسم نائب الرئيس “لن يؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية”.
السيناتور الجمهوري تيم سكوت
(وُلد في 19 سبتمبر 1965) هو سياسي أميركي ورجل أعمال، كان عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولاينا الجنوبية منذ عام 2013. هو عضو في الحزب الجمهوري، وعينته الحاكمة نيكي هيلي في عام 2013 في مجلس الشيوخ الأميركي. احتفظ بمقعده بعد فوزه في الانتخابات الخاصة في عام 2014 وانتخب لفترة ولاية كاملة في عام 2016.
في عام 2010، انتُخب سكوت في مجلس النواب الأمريكي عن الدائرة الأولى للكونغرس بولاية كارولاينا الجنوبية، حيث بقي هناك من 2011 إلى 2013. سابقًا، خدم سكوت لفترة واحدة (من 2009 إلى 2011) في جمعية كارولاينا الجنوبية العامة وخدم في مجلس مقاطعة تشارلستون من عام 1996 إلى عام 2008.
منذ يناير 2017، كان سكوت واحدًا من ثلاثة أمريكيين من أصل أفريقي في مجلس الشيوخ الأمريكي، وأول من يخدم في قاعتي الكونجرس. كان سكوت سابع أمريكي من أصل أفريقي يُنتخب لمجلس الشيوخ، والخامس من الحزب الجمهوري. وهو أول عضو مجلس شيوخ أمريكي من أصل أفريقي من ولاية كارولاينا الجنوبية، وأول عضو مجلس شيوخ أمريكي من أصل أفريقي يُنتخب من جنوب الولايات المتحدة منذ عام 1881 (بعد أربع سنوات من نهاية عصر إعادة الإعمار) وأول جمهوري أمريكي من أصل أفريقي يخدم في مجلس الشيوخ الأمريكي منذ مغادرة إدوارد بروك في عام 1979.
قرر مؤخراً الانسحاب من غمار الانتخابات التمهيدية، معلناً تضامنه ودعمه لدونالد ترامب، ويملك المواصفات المثالية لكي يشكل ثنائياً رئاسياً ناجحاً مع دونالد ترامب.
فضل عدم انتقاد دونالد ترامب بشكل علني في بداية حملته الانتخابية، وقال بأنهما اشتغلا معاً من أجل تخفيض الضرائب على الأميركيين.
باستطاعته إغراء وإقناع بعض الناخبين السود بالتصويت لصالح ترامب وبعض الناخبين الأحرار أو غير المتحمسين لرئاسة ثانية لترامب،
كما أن خبرته في الكونغرس وعلاقاته مع مختلف الدوائر في الكونغرس قد تساعد الهيكل التشريعي على تطبيق أجندة “أميركا أولاً”.
ففي مقال نشر في جريدة “نيويورك تايمز” كتبت كاليان كونوي، المستشارة السابقة لدونالد ترامب “بإمكان تيم سكوت أن يخفف من حدة الانتقادات الموجهة للجمهوريين في ملف الإجهاض”، داعية أنصار حزبها إلى “إعادة السيطرة على هذا النقاش “المتفجر والساخن” والذي استخدمه الديمقراطيون “لكسب انتصارات انتخابية عديدة”.
وأضافت هذه المستشارة السابقة ” تيم سكوت يملك خبرة في التعامل مع ملف الإجهاض. فهو قادر من جهة أن يشرح المخاطر التي يمكن أن تتسبب فيها عمليات الإجهاض المتأخرة على الجنين، ومن جهة أخرى يعرف كيف يتحدث بشفقة وتعاطف عن الأطفال الذين سيولدون في تلك الحالات”. وقال دونالد ترامب لفوكس نيوز إنه اتصل بتيم سكوت وأخبره بأنه مرشح لامع.
كريستي نويم
سياسية أمريكية من الحزب الجمهوري ولدت في يوم 30 نوفمبر 1971 في ووترتاون في داكوتا الجنوبية. تشغل حالياً منصب محافظة ولاية داكوتا الجنوبية منذ سنة 2019، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب. وهي عضوة سابقة في مجلس النواب الأمريكي من سنة 2011 إلى سنة 2012.
هذا وتبلغ كريستي نويم من العمر 52 عاماً. فازت سابقا بجائزة ملكة جمال لكنها تفتقر إلى التجربة السياسية على المستوى الوطني.
تتمتع بشعبية كبيرة في منطقة “ميدويست” حيث توجد عدة ولايات يتنازعها الديمقراطيون والجمهوريون دون أي حسم ممكن واضح.
لكن يجب توخي الحذر. فإذا كانت كريستي نيوم قادرة على إقناع بعض النساء بالتصويت لصالح ترامب، فهذا لا يعني أنه يمكن ضمها لمعسكر المعتدلين. فقد رفضت مثلاً فرض الحجر الصحي في ولاية داكوتا الجنوبية في أثناء انتشار جائحة كوفيد 19.
“إنها تدعمني بشكل مذهل وقالت إنها لن تترشح ضدي لأني “لا أستطيع هزمه”..هذا لطيف من قبلها”، هكذا قال دونالد ترامب عن كريستي نويم حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية
إليز ستيفانينك
سياسية من الولايات المتحدة الأمريكية. ولدت في ألباني، نيويورك. وهي عضوة في الحزب الجمهوري.
بإمكانها أن تصبح نائبته في حال انتخب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في 2024، فهي امرأة أخرى مخلصة لترامب ، كما يبلغ عمرها 39 عاما وهي متخرجة من جامعة هارفارد وسيناتورة في ولاية نيويورك وتنتمي لمعسكر “لنجعل أميركا أقوى”.
تشارك في التجمعات الانتخابية التي ينظمها دونالد ترامب حيث تقوم “بتهيئة وتسخين” القاعة. هذه الشابة وصفت “كل المتهمين قضائيا بمهاجمة مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021 بالرهائن”.
إليز تمتلك أيضا تجربة كبيرة في السياسية وخبرة طويلة في الكونغرس يمكن أن تستعين بها في حال تولت منصب نائبة رئيس الولايات المتحدة بالإضافة إلى إخلاصها التام لدونالد ترامب،
جي دي. فانس
(مواليد 2 أغسطس 1984) هو سياسي ومحامي أمريكي من الحزب الجمهوري وهو حالياُ عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي كممثل عن ولاية أوهايو منذ سنة 2023.
وصفه ترامب قائلاً: “فانس يتملق لي بهدف أن أسانده” وفعلاً فاز في ذلك الوقت فانس بالانتخابات في ولاية أوهايو، لكن بصعوبة.
نشر كتاباً بعنوان “هيلبيلي إليجي” لقي رواجاً كبيراً وهو مكون من شهاداته الذاتية حول الطبقات الشعبية البيضاء التي وقعت ضحية تراجع قطاع الصناعة في الولايات المتحدة الأميركية.كما انتقد ترامب كثيراً في البداية قبل أن يغير موقفه ويعلن مساندته له.
كما كان في السابق من بين المعادين لترامب قبل أن يغير موقفه ويسانده في 2022 طمعاً في الفوز بمقعد بالكونغرس في 2022.
فانس تحول اليوم إلى مرشح مخلص لترامب ويفهم أكثر من أي مسؤول آخر مغزى “لنجعل أميركا أقوى”. كما يشكل موقفه المشابه لموقف تيم سكوت بشأن الإجهاض ميزة إضافية. لكن فوزه الصعب في 2022 أظهر بأنه لا يحظى بتوافق مطلق، كما أن إمكانياته في مجال السياسة على الصعيد الوطني محدودة.
شخصية ترامب
في الوقت الذي تترسم فيه خطوط المعركة قبل انطلاق الرئيس الأمريكي بسباق إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية، توصّل فيلم وثائقي أُنتج حديثا الى أن دونالد ترامب “نرجسي خبيث” بالاستناد الى شهادات خبراء في علم النفس.
والفيلم الذي بدأ عرضه على منصات البث التدفقي ويحمل عنوان “غير مؤهل: التحليل النفسي لدونالد ترامب” يؤكد أنه ليست لديه أية دوافع سياسية.
فوفق عالم النفس جون غارتنر، تظهر على ترامب بشكل جلي أربعة عوارض رئيسية للنرجسية الخبيثة، وهو اضطراب الشخصية الاكثر تدميرا، تشمل البارانويا والنرجسية واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع والسادية.
وقال غارتنر “هذا النوع من القادة يظهر على مدار التاريخ، وهم دائما مدمرين بشكل غير اعتيادي”، مشيرا الى نفس التوصيف ينطبق على هتلر وستالين وموسوليني.
وأضاف “الغريب في الأمر اننا لسنا معتادين على رؤية هذا النوع من القادة في الولايات المتحدة”.
وقال غارتنر “الأمر ليس أنه بنفس مستوى السوء مثل هتلر، أو أنه يعادله”، مضيفا “لكنه يملك نفس تشخيصه”.
وتشخيص إصابة ترامب باضطراب عقلي كان دائما تكتيكا معروفا بين خصومه.
ومؤخرا نشرت ماري أبنة أخ ترامب وهي أخصائية نفسية كتابا يتضمن الكثير من الاتهامات الموجهة الى عمها، كما أن المؤلف المشارك لكتاب ترامب “فن الصفقة” قال إنه يجب إعادة تسمية كتابها ليصبح “السوسيوباث” (المعتل اجتماعيا).
هذا وقد صرح بارتلاند لفرانس برس أن “تشخيص دونالد ترامب بمجموعة خاصة من الاضطرابات هو ما يجعل منه شخصا خطرا جدا”.