قارون القرن العشرين الذى مات.. من هو يعقوب روتشيلد؟
كتب: أحمد السيد
نعت الصحف البريطانية الصادرة أمس الثلاثاء وفاة جاكوب (يعقوب) سليل عائلة روتشيلد، المصرفى ورجل الأعمال اليهودي البريطانى، عن عمر يناهز 87 عامًا.
رحل جاكوب، سليل عائلة روتشيلد، أحدى أكبر العائلات فى العالم، أما المتوفى فهو أحد أكبر اثرياء العالم، الملقب عند العرب بـ “قارون” القرن العشرين، اليهودى الصهيونى، الذى تربطه علاقات وثيقة بإسرائيل ويوصف بأنه أحد أكبر داعمى الصهيونية.
ونعي الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتزوغ وفاة جاكوب روتشيلد، وقال فى تغريدة على منصة “أكس” : “بوفاته، نودع رجلا عظيما حمل الإرث التاريخي لعائلته بكل فخر وتواضع، وعمل دائما من أجل رفاهية بريطانيا وإسرائيل والمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم“.
روتشيلد داعم الصهيونية ووعد بلفور
يرتبط اسم روتشيلد ارتباطًا وثيقًا بأحد أكثر الأحداث المؤسفة في العالم، وهو قيام وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور بإرسال رسالة إلى اللورد ليونيل وولتر دى روتشيلد عام 1917 يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وهي الرسالة التي عرفت باسم “وعد بلفور”.
بدأت انخراط عائلة روتشيلد في الصهيونية مع المصرفي البريطاني ماير أمشيل روتشيلد، أحد زعماء اليهود في بريطانيا، من خلال تبرعاته الضخمة لمساعدة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، مما شكل سببًا رئيسيًا في احتلال الكيان الصهيوني لفلسطين.
وفاة جاكوب روتشيلد
وكانت مؤسسة روتشيلد، وهي مؤسسة خيرية بريطانية كان يرأسها جاكوب، قد أعلنت وفاة الأخير الاثنين الماضى، ولم تحدد متى وأين توفي أو سبب الوفاة.
ونعت الصحف الإسرائيلية وفاة جاكوب، وجاء فى نعيها أنه كان مؤيدًا متحمسًا للقضايا الإسرائيلية واليهودية.
ومؤخرًا، كان القوة الدافعة وراء إنشاء مكتبة إسرائيل الوطنية، التي فتحت أبوابها في أكتوبر 2023، لكنه لم يتمكن من رؤيتها بأم عينيه قبل وفاته.
أيضا كان المتوفى رئيس مجلس إدارة ياد هنديف، المؤسسة الخيرية التابعة لعائلة روتشيلد ومقرها إسرائيل. وقدمت التمويل لبناء الكنيست، والمحكمة العليا، ومؤخرا، مبنى المكتبة الوطنية الجديد الذي تم الانتهاء منه في العام الماضي.
أصول عائلة روتشيلد
ينحدر جاكوب روتشيلد – وبشكل أكثر رسمية البارون روتشيلد الرابع – من ماير أمشيل روتشيلد، تاجر العملات المعدنية في الحي اليهودي في فرانكفورت، الذي أرسل أربعة من أبنائه الخمسة إلى فيينا ولندن ونابولي وباريس سعيًا وراء الثروة في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر.
ثروة العائلة
في معظم فترات القرن التاسع عشر، كان “منزل عائلة روتشيلد” أكبر بنك في العالم “بفارق كبير” عن البنوك الأخرى، كما كتب جوناثان شتاينبرج، الباحث الأمريكي، في مجلة لندن ريفيو أوف بوكس في عام 1999.
وأضاف شتاينبرج أن ثروة ناثان ماير روتشيلد، الابن الذي أسس فرع البنك في لندن، “يمكن مقارنتها بثروة بيل جيتس اليوم”.
انضمام جاكوب روتشيلد إلى إمبراطورية العائلة
في ظل هذه الخلفية التاريخية، انضم جاكوب روتشيلد إلى ذراع إمبراطورية العائلة في لندن في بنك روتشيلد أند سونز في عام 1963، وحتى ذلك الحين كان يتبع طريقًا مألوفًا للنخبة البريطانية، وتلقى تعليمه في كلية إيتون وكلية كرايستشيرش، أكسفورد.
وتوفي جاكوب روتشيلد في وقت يشهد فيه عالم التمويل تحولات كبيرة، حيث انتقل من الحذر والتقليد إلى الرأسمالية الحرة والانفتاح.
وأخيرا ما يهم العرب، أن جاكوب روتشيلد الشخصية البارزة في عالم المال والأعمال، أنه كان داعمًا رئيسيًا للصهيونية، ف