م. محمد فؤاد يكتب: أسئلة الهيدروجين
بيان
شهد اليوم الأربعاء الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مراسم توقيع 7 اتفاقيات تعاون في مجالي الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة.
تم توقيع الاتفاقيات بين 7 مُطورين عالميين وعدد من الجهات الحكومية المصرية، ومن الجانب المصرى: صندوق مصر السيادي، الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، الشركة المصرية لنقل الكهرباء، وجاء الطرف الثانى للعقود ممثلا فى شركات : “باش جلوبال”، “سمارت إنرجي”، تحالف “جاما كونستركشن وميريديام”، تحالف “إس كي إيكو بلانت-سي سك شمال أفريقيا”، شركة “التوكل جيلا”، شركة “إيه إم إم باور”، و “شركة “يونايتد إنرجي جروب”.
ودعونا نؤكد مجددا أن الهيدروجين الأخضر والطاقة المتجددة، مستقل الطاقة وأن دولا كثيرة تتجه نحو الاستثمار الآمن فى إنتاج هذا الوقود الأخضر، كبديل عن الوقود الاحفورى، خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير الماضي، والمعاناة العالمية من أزمة الطاقة، وتنشط وتسعى في هذا الاتجاه اغلب دول العالم منها بشكل خاص كل من فرنسا وألمانيا والدانمارك وإسبانيا وبلجيكا والهند.
ويُتوقع وصول الاستثمارات في هذا المجال إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2050 علاوة إن الهيدروجين الاخضر سوف يساهم بنسبة كبيرة إلى خفض الانبعاثات الكربونية الملوثة للبيئة وكانت إحد أسباب تغير المناخ والاحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة كوكب الارض 1.5 درجة والعالم كله تاثر من إضرار التغير المناخي وللحفاظ على كوكب الارض.
ودعونا نعيد مجددا طرح الأسئلة ليعرف من لا يعرف : ما هو الهيدروجين؟، ومتى وكيف تم اكتشاف الهيدروجين؟، ولماذا هو مستقبل الطاقة الخضراء؟.. وإليكم الإجابة:
الهيدروجين هو غاز عديم اللون والرائحة وغير سام وكثافتة تقل عن كثافة الهواء بنحو 14 مرة، كما أنه العنصر الكيميائي الأكثر وفرة في الطبيعة
تم اكتشاف الهيدروجين بواسطة العالم البريطاني الشهير “بويل” قبل 350 عامًا، عندما وضع قطعة من المعدن في حمض، وحدث تفاعل، نتجت عنه فقاعات غازيّة، قد تشتعل إذا وجد مصدر اشتعال، ولكنه لم يتوصل لطبيعة هذا الغاز، ولا استخداماته وأهميته.
وبعد 100 عام، جاء عالم بريطاني آخر، أجرى التفاعل نفسه، وجمع الفقاعات الغازية لاستخدامها في الاشتعال، فوجد أن هذا الاشتعال ينتج عنه تكثيف بخار الماء، فأطلق عليه وقتها “هيدروجين”، وكلمة هيدروجين تتكون من جزئين “هيدرو” وهي تشير للاشتعال، و”جين” وهي تشير الى بخار الماء.
وكانت بداية التعامل التجاري مع الهيدروجين في مطلع القرن العشرين، حيث كان يُستخدم بصفته غاز رفع مثل الهيليوم ، لأنه مادة خفيفة جدًا، فكان يستخدم بسفن الفضاء وسفن الهواء في الولايات المتحدة، خاصة أن تكلفة الهيليوم في ذلك الوقت كانت مرتفعة، عكس الهيدروجين الذي كان مادة متوافرة ورخيصة، ويمكن استخدامه لهذا الغرض، وكان ذلك قبل اختراع الطائرات النفاثة.
وبدأ استخدام الهيدروجين في شكل الوقود، مع انطلاق وكالة ناسا الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي.
وقامت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا باستخدامه وقودًا من خلال استغلاله في رحلات مركباتها إلى الفضاء، بسبب طبيعته منخفضة الوزن وعالية الطاقة، والوكالة كانت مهتمة بالوزن، فهي لا تريد استخدام أوزان كبيرة من الوقود في بعثاتها الخارجية.
ويتم إنتاج نحو 120 مليون طن من الهيدروجين سنويا على مستوى العالم، وتعتمد الجهات المصنعة على الغاز والفحم الأحفوري لإنتاج 95% من الكميات المتاحة عالميا من الهيدروجين.
ودعت الوكالة الدولية للطاقة في تقرير أصدرته عام 2019، إلى الاستثمار في الهيدروجين باعتباره وسيلة مرنة متعددة الاستخدامات، و يمكن استخدامه وقودا نظيفا عندما نحصل عليه من مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتوفير الطاقة الخضراء الخالية من الكربون لسنوات طويلة، وتخزين الكهرباء.
………………………………………………………………………………………
كاتب المقال: باحث فى مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الاخضر والتحول الرقمى ومحاضر معتمد من مركز الدراسات الاستراتيجية جامعة عين ومدير عام سابق بشركة صان مصر إحدى شركات قطاع البترول المصرى