عاطف عبد الغني يكتب: مصر وتركيا والإخوان المحظورة وإسرا ئيل
بيان
ما أن غادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القاهرة، بعد زيارته، التي جرت يوم 14 فبراير الجاري، حتي ظهرت إشارات جادة من أنقرة تعكس تبدل المواقف فيما يخص مسألة احتضان وإيواء تركيا لعناصر هاربة، مطلوبة قضائيًا من جماعة الإخوان الإرهابية.
علي سبيل التوضيح أصدرت السلطات التركية قرارًا بسحب الجنسية من محمود حسين القائم بأعمال مرشد الجماعة، وعدد غير قليل من كوادرها المقيمين في تركيا، وكان لابد من الإفصاح عن أسباب إقدام السلطات التركية علي هذه الخطوة، وقيل في هذه الأسباب إن عصابة داخل الجماعة كانت تعمل علي بيع الجنسيات للراغبين من عناصرها وغيرهم بأسعار كبيرة وصلت إلي 60 ألف دولار للشخص الواحد، وأن هذه العصابة “المافيا” كانت تضم نجل مسئول بارز في الجماعة فر إلي تركيا عقب ثورة 2013 بعد إدانته في قضية عنف وإرهاب بمحافظة الدقهلية شمال مصر.
ليس هذا فقط ولكن “مافيا” الجماعة تقوم أيضا بتقديم خدمات تزوير الوثائق الرسمية وإصدار جوازات سفر مزورة لتمكين عناصرها من السفر بحرية.
وقيل أيضا: إن الجماعة تقوم بإعادة تدوير أموال التبرعات، التي تتلقاها من الخارج، لغسلها من خلال شراء عقارات وأصول أخري لإخفاء مصدرها، ثم تستغلها في تمويل أنشطتها غير القانونية، الإرهابية.
“العقار الدوار” أيضا من أساليب الجماعة في التحايل علي قوانين التجنيس في تركيا، فتشتري الجماعة عقارًا ويتم تدويره بين الأفراد ليحصل من يملك صك شرائه علي الجنسية.
باحث متخصص في شئون الجماعة المحظورة، أكد في تصريحات إعلامية أن الخروقات الأمنية لأعضاء الجماعة في تركيا موضوع أقدم من زيارة الرئيس أردوغان لمصر، وأنه تمت إثارة مسألة “التجنيس الاستثنائي” لأعضاء الجماعة وبيع الجنسية التركية ، خلال الانتخابات الرئاسية، التي فاز فيها أردوغان بولايته الحالية.
وقال الباحث أيضا: إن وزير الداخلية التركي بحث المسألة مع السوريين، خاصة بعد اكتشاف أن هناك أفرادًا خارج تركيا قد اشتروا الجنسية بمبالغ كبيرة كما أسلفنا.
وسواء أكان ما سبق (اكتشاف تركيا لخروقات الجماعة الأمنية) أقدم من زيارة أردوغان أو قريب منها، فمن الواضح أن تركيا تمضي قدما بهدوء؛ لتتخلص من عبء الجماعة الثقيل، الذي يعطل مصالحها في هذه المرحلة علي الأقل في المنطقة.
وعلي رأس هذه المصالح بناء تحالف قوي يضمها إلي جانب مصر، ومعهما السعودية والإمارات وقطر، لمواجهة التحديات الصعبة، التي تمر بها المنطقة الآن وعلي رأسها أطماع إسرائيل الصهيونية، التي توحشت وتغولت، وبات جليًا معها أن هناك جغرافيًا سياسية جديدة ترتسم الآن في منطقة الشرق الأوسط، ولابد أن يكون للحلف المصري – العربي – التركي ، رأي فيها.