في علم المعارف والصفات الإلهية (1) الله.. الرحمن
حلقات يكتبها محمد أنور
الله
إن من أفضل العلوم الإنسانية معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته الكاملة، ويدل لفظ الجلالة والاسم الأعظم على صفات المولى سبحانه وتعالى، ويجمع بكل صفات الجمال والكمال والجلال الإلهية، وقد تفرد بها الخالق سبحانه وتعالى واختص بها نفسه وقدمه على سائر اسمائه الحسنى.
تأتى أسماء الله الحسنى كلها مضافه إلى اسم الله جل جلاله، اسمه الأعظم ومعنى هذا الإسم؛ أنه لا معبود بحق سواه، فهو وحده المستحق للعبادة والواحدانية.
يبدأ كل مسلم أعماله باسم الله، فقد جرب ذلك المجربون وايقنوا أن كل عمل لا يبدأ باسم الله فهو عمل ناقص منزوع منه البركه.
يقوم الإسلام كله على هذه الكلمة السهلة والبسيطة على كل لسان يوحد الله، لا إله إلا الله مضافا إليها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورد اسم الله تعالى في القرآن الكريم نحو حوالي ألفين وسبعمائة مرة؛ مما يدل على أنه أكثر الاسماء ورودا في القرآن الكريم، ورأس الأدب مع الله البدء باسم الله.
على كل مسلم أن يستغرق بقلبه وإلهامه بالله عز وجل، لا يرى غيره، ولا يلتفت إلى سواه، ولا يرجوا ولا يخاف إلا إياه، وكيف لا يكون كذلك وقد فهم من هذا الاسم أنه الموجود الحقيقي، وكل ما سواه فان وباطل وهالك؟.
ولا دخول إلى محراب القرآن إلا باسم الله، اى بإذن الله وحول الله.
الرحمن
لايتصف بصفة “الرحمن” سوى الرحمن الله عزّ وجل وهى تعنى أن رحمة الله تعالى لا مثيل لها ولا وجود مثلها على الاطلاق، فرحمت الرحمن وسعت كل شيء، ولا ينال هذه الرحمة إلا المتقين والمؤمنون بكتاب الله.
رحمة الله
تشمل رحمة الله كل الخلق، وتزداد رحمته خاصة لعباده المتقين. والرحمن صيغة تعظيم من الرحمة تدل على رحمة الله تعالى المتجددة التي لا تنقطع في أي لحظة من لحظات الحياة.
فالقرآن هو أعظم رحمة أنزلها الله تعالى على الإنسان، فقد قص الله تعالى فيه كل شيء، وحدث الإنسان عن مصيره في الدنيا والآخرة، وقص فيه من أنبياء الأمم السابقة، وذلك حتى تستقيم حياتنا، وتقوية إيماننا بالله عز وجل.
ولولا هذه الرحمة المتجددة والمستمرة من الله تعالى التي يرحم بها عباده لشاع اليأس وفسدت الأرض وعم الفناء الكون. ويأتي اسم الله تعالى الرحمن مرادفاً لاسمه الأعظم الله.
قال تعالى: ﴿ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ﴾ [ الإسراء: 110].
يقول العلماء إن هذه الرحمة التي نراها ما هي إلا جزء واحد من مائة جزء، أنزل الله تعالى على عباده فيها جزء واحد لكي يتراحمون ويتوادون ويتعاطفون، واحتفظ الله سبحانه وتعالى بتسعة وتسعين جزء يرحم بها عباده يوم القيامة.
يرحم الله عباده الغافلين، فيصرفهم عن طريق الغفلة إلى الله عز وجل بالوعظ والنصح، بطريق اللطف دون العنف. والرحمة هي الصفة العظمى التي تدخل ضمنها تقريباً جميع الصفات الأخرى.