روسيا تلقي اللوم على أوكرانيا في هجوم موسكو الإرهابي
كتب: إسلام فليفل
حاولت السلطات الروسية إلقاء اللوم على أوكرانيا في الهجوم المميت الذي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه في قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو الذي أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 130 شخصًا وإصابة 150 آخرين، كثير منهم في حالة حرجة.
وأثارت هذه الإدعاءات ردا حادا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ، الذي اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمحاولة “استغلال المزيد من هذه المواقف لتحقيق السلطة الشخصية”.
ومما زاد من حدة التوتر بين البلدين سقوط وابل من الصواريخ والطائرات دون طيار الروسية على كييف يوم الأحد وانتهكت المجال الجوي البولندي أيضًا.
وقد حاول الروس الربط بين هذه الهجمات على أوكرانيا، التي تصاعدت في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وبين عمليات القتل الذي وقعت في قاعة الحفلات الموسيقية.
وكتب رئيس وكالة الفضاء الروسية ديمتري روجوزين في تغريده عبر حسابة الرسمي على موقع X : “من أجل ضحايا إطلاق النار الجماعي في موسكو، أطلق رفاقنا النار على العدو”.
وتأتي هذه المزاعم الروسية مع أنّ إعلان فرع تنظيم داعش في أفغانستان أنه نفذ الهجوم على قاعة مدينة كروكوس الواقعة في كراسنوجورسك شمال غرب العاصمة الروسية، في إطار “الحرب المستعرة” مع “الدول التي تحارب الإسلام”.
وأعلنت الجماعة، التي تعمل بشكل رئيسي في سوريَا والعراق وفي أفغانستان وأفريقيا، مسؤوليتها عن عدة هجمات في منطقة القوقاز المضطربة في روسيا ومناطق أخرى في السنوات الماضية. وتجند مقاتلين من روسيا وأجزاء أخرى من الاتحاد السوفييتي السابق.
وكانت السِّفَارة الأمريكية في روسيا قد حذرت، في 7 مارس الماضي، من احتمال قيام تنظيم داعش باستهداف قاعات الحفلات الموسيقية في روسيا. ورفض بوتين هذا التحذير في وقت سابق من هذا الأسبوع ووصفه بأنه “ابتزاز صريح”.
وقالت الولايات المتحدة إنها لم تر أي علامة على تورط أوكرانيا في الهجوم.
“مأساة غير إنسانية”
تحتفل روسيا بيوم حداد وطني بعد الهجوم الأكثر دموية التي أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنه على الأراضي الأوروبية. وأسفرت هجمات باريس عام 2015 عن مقتل 90 شخصًا في قاعة باتاكلان للحفلات الموسيقية و40 شخصًا في مواقع أخرى بالعاصمة الفرنسية.
وقالت قناة روسيا 24 التلفزيونية العامة يوم الأحد إن “البلاد كُلَّها في حالة حداد على أولئك الذين فقدوا أحباءهم في هذه المأساة غير الإنسانية”.
وفي أول تعليق علني له على الهجوم بعد أكثر من 18 ساعة من وقوعه، لم يشر بوتين إلى تنظيم داعش.
وأضاف أن “جميع مرتكبي هذه الجريمة ومنظميها ومن أمروا بهذه الجريمة سينالون عقابهم العادل ولا محالة”.
وقالت لجنة التحقيق الروسية، التي تحقق في الجرائم الكبرى، إن العديد من الضحايا لقوا حتفهم متأثرين بأعيرة نارية واستنشاق الدُّخَان بعد حريق اجتاح الملعب الذي يتسع لستة آلاف مَقْعَد.
وأكدت لجنة التحقيق أن “الإرهابيين استخدموا سائلا قابلا للاشتعال لإشعال النار في قاعة الحفلات الموسيقية التي يوجد فيها المتفرجون، ومن بينهم جرحى”.
ونشرت وزارة حالات الطوارئ في منطقة موسكو مقطع فيديو يوم الأحد يظهر مُعَدَّات تفكيك مكان الموسيقى المتضرر للسماح لرجال الإنقاذ بالوصول.
وفي موسكو، اصطف السكان في طوابير طويلة تحت المطر للتبرع بالدم للمستشفيات، كما جاء المشيعون لوضع الزهور خارج قاعة الحفلات الموسيقية.
حلت الملصقات التذكارية التي تحتوي على شمعة واحدة محل بعض اللوحات الإعلانية في العاصمة وتم إلغاء الأحداث الكبرى في جميع أنحاء البلاد.
وأعلنت المتاحف والمسارح ودور السينما إغلاقها خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ونشر تنظيم داعش لقطات للهجمات التي وقعت يوم الجمعة، التي يظهر فيها أفراد بوجوه غير واضحة وأصوات مشوهة، مسلحين ببنادق هجومية وسكاكين، وهم موجودون في بهو قاعة الحفلات الموسيقية في كروكوس سيتي هول.
وظهر الفيديو على حساب على تطبيق تيليجرام يُعتقد أنه ينتمي إلى أعماق، الذراع الإخبارية لتنظيم داعش ، وفقًا لمجموعة سايت الاستخبارية.
هجوم “من أجل المال”
وأظهر التلفزيون الروسي أجهزة الأمن وهي تستجوب أربع رجال ملطخين بالدماء ويتحدثون الروسية بلكنة على طريق في منطقة بريانسك الغربية المتاخمة لكل من أوكرانيا وبيلاروسيا.
وقال بوتين: “لقد حاولوا الهرب وكانوا متجهين نحو أوكرانيا، حيث، وفقا للبيانات الأولية، تم إعداد نافذة لهم على الجانب الأوكراني لعبور حدود الدولة”.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن العديد من الهجمات على المصالح الروسية في الماضي، بما في ذلك تفجير طائرة متروجيت رَقْم 9268 عام 2015، الذي أسفر عن مقتل 224 شخصًا كانوا في طريقهم إلى سان بطرسبرج من منتجع شرم الشيخ المصري.