مراقبون يتوقعون اشتعال جبهة إدلب.. ما هى العصائب الحمراء التى تحارب الجيش السورى؟
كتب: أشرف التهامي
تشير توقعات مراقبين إلى اشتعال جبهة إدلب حيث تسعى غرفة “الفتح المبين الارهابية” والتي تضم فصائل متطرفة من هيئة تحرير الشام والجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة لإرهابية إلى تفجير الأوضاع.
فعلى وقع هتافات المتظاهرين في إدلب بإسقاط سلطة “الأمر الواقع” والمتمثلة في هيئة تحرير الشام، النصرة سابقاً، تعالت على جبهات القتال أصوات أزيز الرصاص في ريفي إدلب وحلب، وبدا واضحاً الازدياد الملحوظ بهجمات الهيئة التي يتزعمها الإرهابي الملقب أبو محمد الجولاني، والمصنفة عالمياً على لوائح الإرهاب الدولي.
تجدد الهجمات
وتدفع غرفة عمليات مشتركة لفصائل المعارضة الإرهابية المتشددة التي أطلقت على نفسها “الفتح المبين” بطواقم من أفراد المجموعة الانغماسية لتنفيذ عمليات خاطفة، بالتوازي مع هجمات وقصف صاروخي بشكل شبه يومي، إذ تستخدم الفصائل المتطرفة صواريخ مصنعة تحمل اسم “الزؤام” يرد عليها الجيش العربي السوري بإطلاق رشقات صاروخية مستهدفاً مواقع شمال غربي سوريا.
وتدور التكهنات عن ارتفاع سخونة الجبهة القتالية كونها ناتجة من عملية محدودة وخاطفة، بينما يذهب خبراء بتوقعاتهم إلى امتدادها وتطورها لعملية واسعة النطاق، ترى فيها الدولة السورية فرصة لاستعادة إدلب من الفصائل الإرهابية المتشددة، ولا سيما ما تمر به الهيئة الإرهابية من انتقادات وحراك شعبي.
وفي المقابل فمن اللافت عودة وتيرة العمليات الانغماسية الإرهابية منذ مطلع مارس 2024 الجاري بشكل أوسع، إذ خاضت “تحرير الشام” بالاشتراك مع المجموعة الانغماسية “العصائب الحمر” ولواء “المدرعات” اشتباكات عنيفة في ريف حلب الغربي في الـ 17 من مارس الجاري أسفرت عن استيلاء الهيئة على دبابة “تي-72″، “بحسب مراصد المعارضة “وفي مقابل ذلك ردت القوات الروسية والسورية بتنفيذ عمليات واسعة النطاق في ريفي حلب وإدلب استهدفت تحصينات لأفراد التنظيم المتطرف، وأودت إحدى الهجمات في ريف حلب الغربي إلى مصرع ثمانية عسكريين بعد التفاف خلف مواقعهم.
وأطلّ قائد المدرعات في غرفة “الفتح المبين” الإرهابي سليمان الحموي في تسجيل صوتي ليشرح عملية الحصول على المدرعة بعد سلسلة من عمليات الرصد وطبيعة المنطقة قبل تنفيذ الهجوم، والحصول على الآلية التي تحوي جهاز تشويش، مضيفاً “أن القادم أعظم”.
وأشار مصدر ميداني إلى تمكن الجيش العربي السوري من القضاء على خمسة انغماسيين من جنسيات مختلفة وأغلبهم من الـ “إيغور” الصينيين حين حاولوا التسلل نحو إحدى النقاط العسكرية في ريف اللاذقية الشمالي، وتشير المعلومات أن وحدة الاستطلاع في قوات الجيش العربي السوري اكتشفت تحركات للحزب التركستاني الإسلامي وتنظيم تحرير الشام الإرهابيين على هذا المحور لخلق ثغرة من قبل غرفة عمليات تسمى “الفتح المبين”، والتي تُقاد من قبل هيئة تحرير الشام.
جبهات التماس الباردة
في غضون ذلك تشير توقعات مراقبين إلى اشتعال جبهة إدلب حيث تسعى غرفة “الفتح المبين” التي تضم كلاً من فصائل “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة” إلى تفجير الأوضاع.
ويرى بدر حموي، وهو ناشط ميداني في شمال غربي سوريا، أن الأمور تتجه لتطور محتمل قد يؤدي لانفجار ما، وأضاف “يريد الجولاني تحريك نشاط الانغماسين عبر ’العصائب الحمراء‘ ليقتنص نصراً أمام الجمهور الغاضب ويطالب بإسقاطه، ومن جهة ثانية يعطي رسالة فحواها لن نترك خطوط التماس باردة”، في إشارة إلى ثبات خطوط التماس منذ عام 2019، حيث بسط الجيش العربي السوري نفوذه بدعم روسي وإيراني على مناطق في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي، وتمكن من فتح الطريق الدولي الواصل بين دمشق و حلب، والذي ظل مغلقاً طوال سنوات الحرب.
وتابع حموي، “ليس من المستبعد أن ازدياد نشاط المجموعات الانغماسية مرده مسعى الجولاني إلى تشتيت الانتباه حول الجموع الشعبية والحراك المتواصل في الآونة الأخيرة، فقبل شهر رفعت شعارات مطالبة بعزله وإسقاط الجهاز الأمني للهيئة، وما عاناه أهالي إدلب من حملة اعتقالات واسعة، إضافة إلى فرض قوانين وأحكام عامة فيها كثير من التشدد وتتفق مع تعاليم وأيدلوجية كل من ” القاعدة‘و’ داعش‘”.
اقتناص النصر المؤجل
وكانت القبضة الأمنية الإرهابية اشتدت في مدينة إدلب وعدد من القرى المحيطة التي تمسكت بها “تحرير الشام” على خلفية اتهامات طالت “أبو ماريا القحطاني”، أحد الشخصيات البارزة واليد اليمنى للجولاني، وأشارت التحقيقات بحقه إلى اتهامه بالتخطيط لانقلاب، مما دفع الجهاز الأمني إلى سلسلة اعتقالات لما لا يقل عن 10 شخص.
وإثر الضغط الشعبي رضخت الهيئة إلى الإفراج عن القحطاني في السابع من مارس الجاري بعد ثمانية أشهر من سجنه، وبعد ثبوت أنها وشاية.
وتفيد المعلومات الواردة أن الافراج أخيراً عن القحطاني من جهة وتحريك المجموعات الانغماسية من جانب ثان هي عملية مدروسة لضبط حال الانقسام والفوضى التي دبت في الجسد العسكري لـ “هيئة تحرير الشام” التي تأسست في الـ 28 من يناير عام 2017، بعد اندماج فصيل جبهة فتح الشام المعروفة بجبهة النصرة مع جبهة “أنصار الدين” و”لواء الحق” و”جيش السنة” و”حركة نور الدين الزنكي”، وكذلك تراجع دعم القاعدة الشعبية التي طالبت أخيراً بتغييرات عاجلة، ولا سيما استخدام أسلوب متشدد في الحكم، وأن سلطة الأمر الواقع تعتبر تنظيم “القاعدة” الإرهابي مصدر تشريعها.
انتحاريون وقوة السيف
وفي هذا السياق برز اسم “الانغماسيين” عام 2014 مع بداية ظهور الجماعات المتطرفة، ولاسيما الأكثر تشدداً مثل “داعش”، إذ اعتمدت على تدريب عسكريين لتنفيذ هجمات على النقاط الأمامية في الصفوف الأولى والالتفاف من خلف القوات بهدف خلق ثغرات لتتمكن القوات المهاجمة من التقدم، في حين يشكل تعداد الانغماسيين من جنسيات أجنبية مختلفة قوام هذا النوع من المجموعات المدربة على التصرف السريع والمهمات الخطرة، في وقت ذاعت شهرتهم بصورة سوداء ودامية إثر تنفيذهم عمليات ذبح وقتل وجز رؤوس المقاتلين ممن يقعون بأيديهم أسرى، أو بقطع وصلب المدنيين المعروفين بالمعارضة لهم، وتصويرها وبثها على وسائل التواصل، وهذا ما أشاع عنهم الوحشية في القتال، وهو ما ركزت عليها وحاولت نشره دولة الخلافة، إذ كانت التحصينات التي يهاجمونها تتهاوى فور سماع وصول “الانغماسيين” الذين لا يملكون أية شفقة أو رحمة بحق من يقع في قبضتهم.
ويعتمد هؤلاء المقاتلون على أسلحة خفيفة، لكن معظمهم يحملون أحزمة ناسفة لتنفيذ مهمات انتحارية شديدة التأثير في خطوط التماس، أو يفجرون أنفسهم حين وقوعهم بالأسر، كما عرفت قيادتهم لمركبات مفخخة والانطلاق بها بسرعة شديدة لأهداف محددة وتفجيرها.
وكان الجيش الوطني الإرهابي التابع للمعارضة المسلحة حصل على صيد ثمين منتصف عام 2022 باعتقاله ما يوصف بـ “أمير الانغماسيين”، واعترف قاسم محمد حسين الملقب بأبي عواد التدمري، المنحدر من مدينة تدمر في الريف الشرقي لمحافظة حمص وسط سوريا، عن عمله مع تنظيم “داعش” ما بين عامي 2014 و2019، وبات بعد سقوط التنظيم المكلف بتسليم الكفالات المالية على النساء إلى أن ألقي القبض عليه في مدينة الباب بريف حلب.
وظهر في وقت سابق زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني في شريط مصور يرتدي عصبة حمراء مع مجموعة مدججة بالسلاح تسمى “العصائب الحمر”، وهي مجموعة من الانغماسيين الذين تلقوا تدريبات عالية على يد خبراء أجانب، وخاضت حروبها في حماة وإدلب وحلب منذ تأسيسها عام 2014، ويعد أبرز هجوم لها على موقع مشترك للقوات السورية – الروسية في قرية الترابيع بريف حماة الشمالي، أسفر عن مصرع سبعة جنود من القوات الروسية.
ومع عودة “العصائب الحمر” إلى نشاطها بات من المرجح شن قوات الجيش العربي السوري حملة عسكرية برية أمراً وارداً في مساع إلى السيطرة على إدلب، بالتوازي مع الواقع الداخلي للمدينة التي يحكمها الجولاني علاوة على الإمساك بالمدينة التي تتاخم الحدود التركية، قبل أن تضع أنقرة الخطوط الأخيرة لعملية تحاول بها استكمال منطقتها الآمنة العازلة، حيث إدلب جزء مهم في المعادلة.
العصائب الحمراء
تمثّل قوات العصائب الحمراء أقوى تشكيل عسكري داخل هيئة تحرير الشام الإرهابية وإحدى أهم قوات النخبة الإرهابية فيها، إذ تسند إليها المهام العسكرية الصعبة والأكثر خطورة، تتلقى العصائب الحمراء تدريبات عالية المستوى وتزوّد بأسلحة نوعية عند دخول المعارك، وحرصت مؤسسة أمجاد للإنتاج المرئي والتي تعد الذراع الإعلامي لـ هيئة تحرير الشام الإرهابية على إظهار قوة العصائب الحمراء وجهوزيتها، وقد ظهر فيديو لعناصر منها تبايع على الموت في معارك حلب قبيل شن هجوم على جمعية الزهراء بحضور القائد العام للهيئة أبو محمد الجولاني، الذي ظهر معها واضعًا على رأسه شارتها الحمراء.
ليس في سجل “العصائب الحمراء” الكثير من الإنجازات العسكرية، وبرغم التحسينات التي طرأت على الكتائب في نواحي التنظيم والإدارة والتدريب والتوسع فإن الماضي الأسود ما يزال عالقاً في الأذهان بإدلب وغربي حلب.
وترتبط “العصائب” باسم أحد مؤسسيها الجهادي المصري أبو اليقظان الارهابي صاحب مقولة “اضرب بالرأس” التي أطلقها في أثناء قتال “تحرير الشام” لفصائل المعارضة الإرهابية بريف حلب الغربي وعلى رأسها حركة نور الدين الزنكي الإرهابية.
كما يتغنى الإعلام الإرهابي الرديف والرسمي بمنجزات عسكرية مفترضة للعصائب التي ينسبون إليها عملية الثأر لقتلى جيش العزة الإرهابي أواخر العام 2018، وذلك بعد تعرضها لخسارة كبيرة في هجوم لقوات الجيش العربي السوري على ريف حماة الشمالي الغربي.
ردا على هجوم الجيش العربي السوري نفذت “العصائب” الإرهابية عملية نوعية استهدفت مجموعات الجيش العربي السوري والقوات الروسية في قرية الترابيع بريف حماة، أسفرت عن مقتل أكثر من 20 عنصراً من قوات الجيش العربي السوري والقوات الروسية بينهم ضباط.
وتزعم تحرير الشام الإرهابية أن ابن معرة النعمان المقاتل الارهابي أحمد الحصري الذي بقي في المدينة في أثناء تقدم قوات الجيش العربي السوري مطلع العام 2020 واستشهد فيها لم يكن وحيداً، إنما كان هناك داخل معرة النعمان مجموعة تتبع للعصائب الحمراء.
وتضيف، أن جميع أفراد المجموعة الإرهابية الذين توزعوا بتكتيك “الذئاب المنفردة” قتلوا خلال المواجهات مع قوات الجيش العربي السوري ومعظمهم فجر نفسه في وسط عناصر الجيش العربي السوري بعد نفاد ذخيرته.
طالع المزيد:
– خلال 48 ساعة: داعش تعلن عن قتل 8 جنود من الجيش السوري
هذا ويسرد أنصار تحرير الشام الإرهابية تفاصيل حكاية المجموعة داخل المعرة بشكل ملحمي.
من المتوقع أن تسهم العصائب الحمراء الإرهابية بعد زيادة أعدادها، والاهتمام بتدريب عناصرها وتسليحهم في العمليات الأمنية التي ينفذها الجهاز الأمني الإرهابي والذي لطالما احتاج إلى مساعدتهم في ملاحقة الجهاديين من التنظيمات المناهضة لتحرير الشام، ومثالها “حراس الدين”، أو في العمليات الأمنية التي تستهدف خلايا “تنظيم الدولة”. الارهابي.
وكان للعصائب الحمراء دور كبير أواخر العام 2021 في العملية العسكرية التي استهدفت تنظيم “جند الله” الإرهابي في منطقة جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي، والتي تمكنت تحرير الشام على إثرها أيضاً من طرد جماعة “جنود الشام” الإرهابية التي يتزعمها الجهادي أبو مسلم الشيشاني الارهابي، ومنذ ذلك الحين باتت منطقة التركمان والأكراد في ريف اللاذقية تحت هيمنة تحرير الشام الإرهابية بالكامل.
ويقول الباحث في الشأن السوري محمد السكري إن “هيئة تحرير الشام تسعى لتعزيز قوة ونفوذ قطاع النخبة العسكرية والأمنية في إدلب، وتبدو زيادة أعداد مقاتلي العصائب الحمراء بكل وضوح”.
ويضيف السكري، وتأتي هذه المساعي لتطوير عمل المجموعات المختصة بالعمل خلف خطوط العدو، وتنفيذ العمليات المحدودة وهو التكتيك السائد في الجبهات المتوقفة بموجب التفاهمات الروسية التركية.
وبحسب الباحث، فإن مهمة هذه المجموعات العمل على استنزاف العدو والرد على هجماته بالطرق ذاتها التي يشن فيها هجماته على مناطق سيطرة المعارضة.
وحول الأسباب، يقول السكري في حديثه لموقع “تلفزيون سوريا” المعارض للدولة السورية ، إن وجود القوات المدربة يساعد ويعزز قدرة تحرير الشام في فرض ثقل أكبر في المنطقة والحفاظ عليها في إطار تجهيزات تقوم بها من جراء تخوفات من مستقبل مبهم.
ويضيف، ومن الأسباب الاستعداد لمواجهة المنافسين، المعارضة المعتدلة، التي تطور بدورها كوادرها، إضافة إلى صد أي تمرد داخلي أو ولادة جبهة جهادية مناهضة لتحرير الشام.
وبحسب السكري، تبقى تحرير الشام متخوفة بشكل مستمر من تغييرات معينة في معادلة النفوذ على الأقل مع المعارضة المعتدلة والفصائل فضلًا عن الجيش العربي السوري.
ويعد تشكيل “العصائب الحمراء” القوة الهجومية الضاربة والأقوى في “هيئة تحرير الشام” الارهابية، ورأس الهرم من بين التقسيمات الإدارية العسكرية في الهيئة، وفق ما رصده خبراء.
وتسند إليها المهمات القتالية الأشد صعوبة والأكثر خطورة، حيث ظهرت هذه القوات في إصدارات إعلامية كثيرة تتكلم فيها عن مهامها وتدريبها العسكري من خلال تخريج معسكرات تابعة لها.
والعصبة الحمراء في القتال مأخوذة من فعل أحد صحابة النبي يلقب بـ”أبي دجانة”. وهي المجموعات الرئيسية التي شاركت في الاقتتال ضد حركة نور الدين الزنكي بريف حلب الغربي، في الثلث الأول من العام 2018، والتي كان أبو اليقظان (قائد العصائب الحمراء وقتها) فيها خصماً مباشراً وبارزاً للفصائل المتقاتلة مع هيئة تحرير الشام،
وعن أهمية “العصائب الحمراء” في “تحرير الشام” الإرهابية، يقول الصحفي المختص بالجماعات الجهادية عمر قيس: “تحرير الشام تقسم عسكريا إلى مجموعات مثل القواطع، التي تعد أقل تلك التقسيمات تدريبا وتجهيزا، فيما تعد الجيوش، كجيش على وعمر وعثمان وأبي بكر ذات تدريب أعلى وتجهيز أفضل، أما العصائب الحمراء فتعد نخبة النخبة من بين عناصر الجيوش في الهيئة”.
وأوضح أنه “يتم تدريب عناصر العصائب بشكل مكثف كما يتم تزويدهم بأسلحة نوعية بعض الأحيان، وتعمل هذه المجموعات على القيام بالعمليات الأكثر دقة في الهجوم، وعادة ما يرتبط اسم العصائب مع إحراز تقدم ميداني على الأرض”.
وأكد أن ما قام به الجولاني من خلال الظهور مع “العصائب”، من باب التحريض لعناصره بشكل أساسي، ومن جهة أخرى فهو يريد أن يخبر الجميع أن أوراقا عسكرية عدة لا زالت بيده، ولم يحركها في معارك إدلب ومنها ورقة العصائب الحمراء.
ويضيف الصحفي، أن “ما قام به الجولاني هو رد واضح على الاتهامات التي وجهها البعض للهيئة، إذ اتهمت بأنها مقصرة في عمليات الصد ضد قوات الجيش العربي السوري، والأخير يريد من هذه البيعة استنفار عناصره، وإيصال رسالة بأن جنود الهيئة يبذلون ما بوسعهم، وهم مستعدون للموت في سبيل كسر حملة الجيش العربي السوري وروسيا”.
أماكن نشاطها
“تحرير الشام” موجودة على أغلب المحاور في ريف حلب الجنوبي والغربي، وريفي إدلب الشرقي و الجنوبي، لكن ثقلها حسب ما يبدو متركز في منطقة ريف حلب الجنوبي أكثر من غيره.
يؤكد القيادي الميداني في “العصائب الحمراء”، الملقب بـ”أبو سليمان الشامي”، أن “مهمة العصائب الحمراء هي مهمة أي عنصر بتحرير الشام، الدفاع عن ثورة أهل الشام ومدنهم، وقد تم الإنفاق عليها ماليا من أجل إعدادها، لكي تقوم بمهمة الانغماس ووقف زحف العدو”، وفق قوله.
وقال القيادي في الهيئة: “العصائب الحمراء مهمتها في الأساس الهجوم على النظام، لذا هي تملك إمكانيات الهجوم، وعندها خبرة في ذلك، لاسيما قتال الشوارع وحرب العصابات، ولكن بسبب زحف النظام تقوم الآن بالدفاع والهجوم معا”.
كما لفت إلى أن العصائب “لم تدخل في قتال داخلي، وليس لها علاقة بالأمور الإدارية، فهي مدربة لقتال النظام فقط، وستدخل كل كتائبها المعركة في الأيام المقبلة”.
العصائب الحمراء بالأرقام
من جهته، رأى الإعلامي محمد الأحمد، أن “العصائب الحمراء” هي إحدى أهم قوات النخبة لدى “تحرير الشام”، حيث أنها ومنذ تشكيلها في شهر آب/ أغسطس 2018، اعتمدت عليها الهيئة في أصعب العمليات والمهام، وتعد رأس الحربة لديها في عمليات الانغماس والاقتحام وعمليات خلف خطوط العدو، يخضع عناصرها لإعداد بدني وشرعي قاسي جدا، وتقدر أعداد عناصرها ب 2000 مقاتل.
وكان مصدر عسكري من العصائب الحمراء، التابعة لهيئة تحرير الشام الإرهابية، قال لنورث برس في تقرير سابق، إن صفوفه تضم “ما بين 900
هذا وتنتمي قوات النخبة والعصائب الحمراء إلى فصائل “غرفة عمليات الفتح المبين”، المكونة من حركة أحرار الشام، وجيش العزة، وجيش النصر، وهيئة تحرير الشام التي تتزعم الغرفة وتشارك فيها بقوات “العصائب الحمراء”، التي تتميز عموماً بقوتها وسرعة مناوراتها وعملياتها الخاطفة وتحقيقها إصابات مباشرةً في صفوف قوات الجيش العربي السوري، بعد التسلل إلى عمق نقاطهم والاشتباك معهم ثم الانسحاب من دون أي خسائر، وتكون هذه العمليات النوعية على فترات غير متتالية.
كما تتمتع العصائب بقوة ضاربة وهجومية وحس أمني عالٍ، ولياقة بدنية عالية لعناصرها تمكّن المقاتل من الانغماس والتخفي والاستمرار في القتال والمناورة أطول فترة ممكنة، فكيف يتم تدريبها؟
التدريب
باتت “العصائب الحمراء” التي يقودها الجهادي أبو الحسن الحموي، تمثل اليوم عماد قوات تحرير الشام في حرب الشوارع وحرب العصابات، وتُعدّ رأس حربة في عمليات الانغماس والاقتحام وخلق ثغرات في صفوف النظام تمهيداً لعمليات الاقتحام، وعمليات خلف خطوط االجيش العربي السوري وروسيا والكمائن والعمليات الأمنية الدقيقة، إذ تُسند إليها المهمات القتالية الأكثر صعوبةً وخطورةً وتعقيداً. فضلاً عن اعتناء تحرير الشام بهذه القوات من حيث نوعية الأسلحة المقدمة إليها، وتأهيلها نفسياً وعقائدياً.
يقول حذيفة الأنصاري، وهو قيادي في تنظيم العصائب الحمراء، إن “العصائب أُسست في العام 2018، عبر مهاجر من بيلاروسيا، فيما كان أول عمل لها في الشهر الثامن من التاريخ المذكور، في ريف حماه، إذ تمكنت حينها من قتل سبعة عناصر من الجنود الروس”، مضيفاً أن “العصائب الحمراء اليوم هي القوة الضاربة لتحرير الشام وتتميز عن بقية التشكيلات ضمن الهيئة بشكل خاص بالتدريب والتأهيل والدعم اللوجستي، بالإضافة إلى طرق خاصة لعمليات انغماسيه تؤديها، وترمز العصائب الحمراء الموضوعة على رأس المقاتلين إلى استعدادهم للموت عند أي عمل يُكلَّفون به”.
المهام والأهداف
كما يروي حذيفة الأنصاري، أن مهام العصائب تتركز “في تنفيذ ضربات مهمة على نقاط العدو التي تدربت لأجلها.
أما أهدافها فهي الإثخان بالعدو بالدرجة الأولى وتدمير الهدف بالكامل، إلى درجة أن بعض المقاتلين قد يضطرون أحياناً إلى تنفيذ عملية استشهادية إذا شعروا بعدم القدرة على الانسحاب”.
العصائب الحمراء وفتح باب الانتساب
تحت اسم “سنشد عضدك بأخيك” أعلن الجناح العسكري في فصيل هيئة تحرير الشام عن فتح باب الانتساب، لتجنيد مقاتلين جدد ضمن قوات العصائب الحمراء العاملة في مناطق سيطرة الهيئة في محافظة إدلب، والتي تعتبر من أقوى المجموعات العسكرية التابعة لتحرير الشام.
الإعلان عن فتح باب الانتساب، أطلقته تحرير الشام، 27-12-2021، عبر معرفاتها الرسمية في موقع تلغرام، فضلاً عن نشر لافتات طرقية، وزعت في عموم محافظة إدلب، لحث الشبان على الانتساب واكتساب مهارات القتال، عبر الخضوع لدورات قتالية وعسكرية.
ويظهر مقطع فيديو نشرته الهيئة عبر معرفاتها الرسمية، عناصر “العصائب الحمراء” وهم يتدربون على استخدام مختلف أنواع الأسلحة، منها الفردية مثل المسدس وقذائف “آر بي جي”؛ وكذلك على استخدام التكتيكات العسكرية المختلفة في الهجوم والمباغتة، بالإضافة إلى الانغماس في المعارك واقتحام المناطق.
