إسرائيل اغتالت 7 من متطوعى المنظمة.. حوار مع الشيف أندريس رئيس منظمة المطبخ المركزي العالمي “WCK”
كتب: أشرف التهامي
قال الشيف خوسيه أندريس هو مؤسس المطبخ المركزي الدولي “” World Central Kitchen، “إن الأشخاص السبعة الذين قتلوا أثناء مهمة المطبخ المركزي العالمي في غزة يوم الاثنين كانوا أفضل ما في الإنسانية.. لقد خاطروا بكل شيء من أجل النشاط البشري الأكثر أهمية: مشاركة طعامنا مع الآخرين. ”
وأجرت صحيفة “يديعوت احرونت” الاسرائيلية حوارا مع الشيف خوسيه أندريس، مؤسس المطبخ المركزي الدولي ” World Central Kitchen”، حول مقتل سبعة من متطوعي المطبخ المركزي العالمي في غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي وطالب الأخير فى الحوار من إسرائيل إجراء تحقيق شامل، والقيام بعمل أفضل للمنظمات غير الحكومية، وضمان حمايتها في قطاع غزة.
ميناء مؤقت للمساعدات في غزة، خوسيه أندريس
بدأ الناشط المدنى الشيف أندريس حديثه للصحيفة الإسرائيلية بالقول: “نحن لا نسألك إلى أي دين تنتمي، نحن فقط نسأل كم عدد الوجبات التي تحتاجها.”
ضحايا المطبخ المركزي العالمي
1- زومي فرانككوم.
2- داميان سوبول.
3- جاكوب فليكنجر.
4- سيف الدين عصام عياد أبوطه.
5- جون تشابمان.
6- جيمس كيربي.
7- جيمس هندرسون.
ووصف الشيف خوسيه عملهم بأنه كان مبنيًا على اعتقاد بسيط: أن الغذاء هو حق دولي من حقوق الإنسان.تحت شعار:
“نحن لا نسألك إلى أي دين تنتمي. نحن فقط نسأل كم عدد الوجبات التي تحتاجها.”
تقديم الغذاء للفلسطينيين والاسرائيليين على حد سواء
وتابع الشيف خوسيه قوله “منذ اليوم الأول، قمنا بإطعام الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء. في جميع أنحاء إسرائيل، قدمنا أكثر من 1.75 مليون وجبة ساخنة. وقمنا بإطعام العائلات التي شردتها صواريخ حزب الله في الشمال. لقد أطعمنا العائلات المكلومة من الجنوب. بفعل الجرائم اللاإنسانية لإسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وقمنا بتوصيل وجبات الطعام إلى المستشفيات حيث تم جمع شمل الرهائن مع عائلاتهم. لقد طالبنا باستمرار، مرارا وتكرارا، وبشدة بالإفراج عن جميع الرهائن.
ويتابع “لقد تواصلنا بشكل مكثف مع المسؤولين العسكريين والمدنيين الإسرائيليين. وفي الوقت نفسه، عملنا بشكل وثيق مع قادة المجتمع المحلي في غزة، وكذلك مع الدول العربية في المنطقة.” ويؤكد الشيف ولا سبيل لجلب سفينة إلى غزة مملوءة بالطعام دون القيام بذلك.
وبهذه الطريقة قدمنا أكثر من 43 مليون وجبة في غزة، وقمنا بإعداد الطعام الساخن في 68 مطبخًا مجتمعيًا حيث يقوم الفلسطينيون بإطعام الفلسطينيين.
وناشد الشيف خوسيه الحكومة الإسرائيلية بضرورة فتح الطرق البرية للغذاء والدواء اليوم دون تأجيل أو تسويف وبسرعة ملحة وعاجلة مضيفاً أنه يتعين عليها أن تتوقف عن قتل المدنيين وعمال الإغاثة اليوم. كما يتعين عليها أن تبدأ الرحلة الطويلة نحو السلام اليوم.كما أكد على أنه لا يمكن لأسرائيل إنقاذ الأسرى بقصف كل مبنى في غزة. ولا يمكن لها الانتصار في هذه الحرب بتجويع شعب بأكمله.
كما أردف قائلاً “لقد قمنا بإطعام العائلات التي شردتها صواريخ حزب الله في الشمال. كما أطعمنا العائلات المكلومة من الجنوب بفعل الجرائم اللاإنسانية التي قامت باقترفتها اسرائيل بحق الفلسطينيين بالقطاع. وقمنا أيضاً بتوصيل وجبات الطعام إلى المستشفيات حيث تم جمع شمل الرهائن مع عائلاتهم
نحن نرحب بوعد الجيش الإسرائيلي والحكومة بإجراء تحقيق في كيفية وسبب مقتل عائلة المطبخ المركزي العالمي ويجب أن يبدأ هذا التحقيق من أعلى المستويات المسؤولة بإسرائيل، وليس فقط من الأسفل.
الشيف خوسيه يؤكد تعمد الاستهداف من قبل اسرائيل!
وقد أكد الشيف خوسيه أن اسرائيل تعمدت استهداف منظمته قائلاً ” وقد قال رئيس الوزراء نتنياهو: “يحدث هذا في زمن الحرب”. لكن الضربات الجوية على قافلتنا لم تكن مجرد خطأ مؤسف في ضباب الحرب. لقد كان هجومًا مباشرًا على مركبات تحمل علامات واضحة وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي على علم بتحركاتها.”
كما يعلل استهداف اسرائيل لمنظمته بسبب فشل سياسات نتنياهو قائلاً “وكان ذلك أيضًا نتيجة مباشرة لسياسة حكومته (يقصد نتنياهو) المتمثلة في الضغط على المساعدات الإنسانية إلى مستويات يائسة. كان فريقنا في طريقه بعد تسليم ما يقرب من 400 طن من المساعدات عن طريق البحر – شحنتنا الثانية، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدعم من قبرص، وبتصريح من جيش الاحتلال الإسرائيلي.”
ويضيف خوسيه أن السبب الذي دفع فريقه إلى تعريض حياتهم للخطر هو على وجه التحديد أن هذه المساعدات الغذائية نادرة جدًا وهناك حاجة ماسة إليها. ولم يكن بإمكانهم القيام بهذه الرحلة لو كان هناك ما يكفي من الغذاء، حيث كانوا يسافرون بالشاحنات عبر الأرض لإطعام سكان غزة.
وأكد الشيف على أن شعوب البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، بغض النظر عن العرق والدين، تتقاسم ثقافة تقدر الطعام باعتباره بيانًا قويًا للإنسانية وكرم الضيافة -ولأملهم المشترك في غد أفضل.”
وأنهى الشيف خوسيه حديثه قائلاً:
“إن إطعام الغرباء ليس علامة ضعف؛ إنها علامة القوة. يحتاج شعب إسرائيل أن يتذكر، في هذه الساعة المظلمة، كيف تبدو القوة حقًا.”
منظمة المطبخ المركزي العالمي (World Central Kitchen)
هي منظمة خيرية مدنية غير ربحية وغير حكومية مقرها الولايات المتحدة الأميركية، وتعمل على توزيع الطعام والمساعدات الغذائية على المنكوبين حول العالم. أسسها الطباخ الإسباني الأميركي الشيف خوسي أندريس في عام 2010 بعد زلزال هايتي المدمر برفقة زوجته باتريشيا، وقامت المنظمة بفريق متخصص بالاستجابة بتقديم المعونات للمساعدات حول العالم في المناطق التي تتعرض لكوارث طبيعية أو مناطق نزاعات وحروب.
النشاط
عملت المنظمة في الاستجابة الطارئة وتقديم الغذاء في في المناطق الأوكرانية خلال الحرب الروسية على أكرانيا عام 2022، وكذلك في عملت خلال وباء كورونا على توفير وجبات في المشافي الأمريكية، وكذلك نشطت بإطعام الناجين من الكوارث والطبيعية مثل حرائق غرب الولايات المتحدة والأعاصير في هيوستن وبورتريكو، وكذلك في مناطق من الكونغو وزامبيا وكمبوديا وغيرها، وكذلك تعمل على توفير وجبات للمهاجرين من المكسيك إلى الولايات المتحدة.
نشاط المنظمة في غزة 2023
منذ اندلاع الحرب في غزة قامت المنظمة بافتتاح أكثر من 60 مطبخًا مجتمعيًا في قطاع غزة ويتراوح عدد الوجبات الذي تقدمه ما بين 10 إلى 20 الف وجبة يوميًا، وقدمت أكثر من 37 مليون وجبة، وقامت بالتعاون مع مؤسسة أوبن آرمز (-Open Arms) بتسيير سفينة من قبرص نحو الشواطئ الغزية وأيضا شاركت برفقة الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي برصف ميناء بحري جديد في منطقة البيدر بغزة لاستقبال هذه السفن التي تحمل معونات ومساعدات غذائية للقطاع، وصلت السفينة الأولى والتي تحمل 200 طن من المواد الغذائية في شهر مارس 2024 وهناك سفينة ثانية تنطلق من قبرص في شهر أبريل 2024.
اغتيال سبعة من فريقها في غزة
اغتال طيران الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الثاني من أبريل 2024 سبعة عمال إغاثة دوليين من فريق المنظمة وهم أجانب من جنسيات مختلفة؛ كندية، أمريكية، بريطانية، إيرلندية، أسترالية، بولندية إضافة لسائقهم الغزي، استشهدوا حين كانوا يتنقلون بقافلة سيارتهم المصفحة التي حملت شعار المنظمة، وبتنسيق مسبق مع جيش الاحتلال الإسرائيلي لتحركاتهم. وعليه أعلنت المنظمة تعليق عملها في غزة.
