د. عصام المغربي يكتب: للمؤسسات الدينية دور في بناء المجتمع
بيان
لا شك أن الدين منظم عام لحياة الناس الخاصة والاجتماعية، وذلك لأنه قانون إلهي يقدم حوايا تفصيلاً لما هو حلال وحرام، ولما هو صواب وخطأ، ولما هو شرعي، وما هو غير شرعي بالنسبة لكل مجالات سلوك الفرد والجماعة.
كما يقوم الخطاب الديني بدور مهم في حياة الأفراد، وفي تغيير سلوكهم، ويجب أن تتوفر فيه عدة خصائص لكي يقوم بوظيفته الاجتماعية المنوط بها، من خلال المؤسسات الدينية.
وتتمثل هذه الخصائص في الاعتماد على القراءة السليمة للمصادر الأساسية للتشريع. ويجب أن يكون قائمًا على الاعتدال والتوسط، مع مراعاة الجمهور المخاطب والالتزام بالحوار مع الديانات الأخرى. تلك هي خصائص الخطاب الديني التي يجب أن تلتزم بها المؤسسات الدينية لكي تستطيع أن تقوم بدورها في التنشئة الاجتماعية لأفرادها.
حيث أجمع العلماء على أهمية الدين في حياة الأفراد لتحقيق أهداف وغايات سامية تعمل على دعم المعايير والقيم والمعتقدات الدينية المؤثرة في توجيهات وسلوكيات الأفراد.
ويتلخص دور المؤسسات الدينية في توحيد السلوك الاجتماعي والتقريب بين الناس من خلال تعليم الفرد والجماعة القيم الدينية والمعايير السماوية التي تحكم سلوك الأفراد، حتى يتسنى للفرد التفاعل مع الآخرين ضمن إطار سلوكي يحدد علاقته مع الآخر، لما له من دور إيجابي في حياة المجتمع.
ولا يقتصر دور المؤسسات الدينية على إقامة الشعائر الدينية، بل تمتد أدوارها في كثير من المجالات، وخصوصًا المجال الخاص بتدعيم القيم الإيجابية والدينية، والتي من شأنها تقويض المعتقدات الخاطئة البعيدة كل البعد عن الدين. ويتم ذلك من خلال الاهتمام بالخطاب الديني السليم القائم على أسس دينية وعلمية واضحة من شأنها أن تسهم في نشر الوعي الديني وتوعية أفرادها، بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات، مع تصحيح مسار العلاقات المختلفة بين الأفراد.
………………………………………………………………………………………………………
كاتب المقال: أستاذ علم النفس السلوكي والاجتماعي.. خبير التنمية البشرية.