أردوغان فى بغداد بعد غياب عقد من الزمن.. ما هدف الزيارة؟

كتب: أشرف التهامي

تمثل زيارة الرئيس التركي أردوغان الأخيرة إلى بغداد خطوة دبلوماسية مهمة، حيث تطأ قدمه العاصمة العراقية لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن.

وجاءت الزيارة وسط تصاعد التوترات بشأن ترحيل اللاجئين السوريين من العراق، وخاصة منطقة كردستان التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، تأتي زيارة أردوغان وسط التوترات الأخيرة بين الجماعات المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني الانفصالي والمتمركزة في سوريا وتلك الموجودة في أربيل.
سلط تقرير حديث لمركز جسور للدراسات الضوء على استغلال قرارات الحكومة من قبل قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني الانفصالي، لتسهيل ترحيل النازحين السوريين المقيمين في شمال شرقي سوريا.

ويكشف تقرير المركز أن ميليشيا قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية تستخدم الإجراءات التي تنفذها حكومتا بغداد وإقليم كردستان العراق الانفصالي ضد اللاجئين السوريين لإخفاء عمليات الترحيل.

ورغم عدم قيام الحكومة العراقية بأي إجراءات ترحيل رسمية، أعلنت قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية عن وصول سوريين مرحلين من العراق، بذريعة ملاحقة الأجانب المخالفين لشروط الإقامة.
علاوة على ذلك، كشف التقرير عن حملات الترحيل السرية التي تنفذها قوات سوريا الديمقراطية الانفصالية، والتي تستهدف الأفراد والعائلات المقيمة في المناطق الخاضعة لسيطرتها دون وثائق صحيحة.

وتم نقل عائلات من مختلف المحافظات السورية قسراً، مما أثار مخاوف بشأن التطبيق التعسفي لقوات سوريا الديمقراطية الانفصالية لإجراءات الطرد. وتؤدي مثل هذه الإجراءات إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل في سوريا.

ضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب

وفي خضم هذه التطورات، تحمل زيارة أردوغان إلى بغداد أهمية إضافية، ومع تسليط أنقرة الضوء على التهديد الذي يشكله حزب العمال الكردستاني الانفصالي وفرعه السوري، وحدات حماية الشعب الإرهابية، أكد أردوغان على ضرورة التعاون في مكافحة الإرهاب.

وقال أردوغان إن وجود حزب العمال الكردستاني الانفصالي في الأراضي العراقية لا يقوض أمن تركيا فحسب، بل يهدد أيضًا استقرار العراق وازدهاره. ويدعو أردوغان إلى “عمل مشترك ضد الإرهاب”، مشيراً إلى المصالح المشتركة لتركيا والعراق في مواجهة “التحديات الأمنية الناجمة عن التنظيمات الإرهابية”.

مصدر خلاف بين أنقرة وبغداد

وتعكس تصريحات أردوغان موقف تركيا طويل الأمد بشأن حزب العمال الكردستاني الانفصالي، الذي تعتبره أنقرة تهديدًا خطيرًا لأمنها القومي. ولطالما كانت أنشطة حزب العمال الكردستاني الانفصالي في العراق، التي تم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل دول متعددة، بما في ذلك تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مصدر خلاف بين أنقرة وبغداد.

طالع المزيد:

 صحيفة تركية: زيارة أردوغان لمصر تُنشئ محوراً جيوسياسياً جديداً في الشرق الأوسط

زر الذهاب إلى الأعلى