في ذكرى تحرير إيطاليا من الفاشية.. توترات واعتداءات على متظاهرين مؤيدين للقضية الفلسطينية
رسالة إيطاليا: إكرامى هاشم
تحتفل الجمهورية الإيطالية بذكرى التحرير من الحكم الفاشي، الذي يوافق اليوم الخامس والعشرين من أبريل، ويتم إحياء هذه الذكرى كل عام بمسيرات مناهضة للفاشية في معظم المدن الإيطالية، كما يقوم المسؤولون المحليون بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكارية للجندي المجهول وزيارة مقابر ضحايا الفاشية.
لكن ذكرى هذا العام جاءت مختلفة نسبيًا عن السنوات السابقة، حيث تصدرت الحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة واجهة الأحداث.
وشهدت صباح اليوم أغلب المدن الإيطالية مسيرات مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بالممارسات الإسرائيلية ضد أهل غزة العزل، وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين ولافتات مناهضة للمجازر التي يقوم بها الكيان الصهيوني ضد الأطفال والنساء في القطاع.
وتم الإعلان عن هذه المسيرات، مسبقًا من قبل عدد من الجمعيات والحركات في إيطاليا، وعلى رأسها حركة الطلاب الفلسطينيين في إيطاليا، التى أعلنت عن نيتها التظاهر سلميًا في يوم ذكرى التحرير، كرمزية لتحرر الشعوب من الاضطهاد وكوسيلة لتذكير المجتمع الإيطالي والدولي بما يعانيه أبناء الشعب الفلسطيني من وطأة الاحتلال والقمع والإبادة الجماعية التي تمارسها الحركة الصهيونية ضده.
وشهدت الدعوة للتظاهر جدلًا كبيرًا خلال الأيام الماضية، وخاصة من قبل الجالية اليهودية في إيطاليا، التى تعذر عليها قبول هذه المسيرات، متعللة بأن ذلك اليوم هو رمز من رموز النضال اليهودي ضد الفاشية، بل اتهموا الداعين للتظاهر لصالح فلسطين بمحاولة تشويه صورة اليهود وتغيير الحقائق، وهذا ما عبر عنه رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في إيطاليا.
وعلى الرغم من كل التحديات والجدل المثار، خرجت المسيرات الداعمة لفلسطين في عدد من المدن الإيطالية صباح اليوم. وجاءت أبرز تلك المسيرات فى مدينتي روما وميلانو، حيث شهدت ساحة الدومو بميلانو تجمع الآلاف من المتظاهرين العرب والإيطاليين حاملين أعلام فلسطين ولافتات معبرة عن تضامنهم مع أبناء غزة، واصفين ما تقوم به إسرائيل في القطاع بحرب الإبادة والتطهير العرقي.
وشهدت تلك المسيرة عدة توترات بين المتظاهرين من ناحية وقوات الشرطة الإيطالية من ناحية أخرى، والتي طوقت المكان لمنع المسيرة من التمدد خارج ساحة الدومو.
وجاء المشهد الأكثر سخونة في الأحداث التي شهدتها العاصمة روما، حين تجمع الآلاف من المتظاهرين، أغلبهم من الشباب، في ساحة أوستينزي حاملين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها “إسرائيل فاشية، فلسطين حرة، إسرائيل قاتلة”.
وفي ذات الوقت، وعلى بعد أمتار، كانت هناك مسيرة نظمتها الجالية اليهودية في روما حاملة الأعلام الإسرائيلية، مرددين هتافات ضد الفلسطينيين، متهمين إياهم بأنهم هم القتلة.
وعلى الرغم من التواجد الأمني المكثف لقوات الشرطة الإيطالية، وفرضها حاجزًا بين المسيرتين، إلا أن المتظاهرين اليهود تعمدوا استفزاز المتظاهرين المؤيدين لفلسطين، ونجحوا في الاقتراب منهم متجاوزين الحاجز الأمني، وقاموا برشقهم بالحجارة وبعض المعلبات التي كانت، على ما يبدو، معبأة ببعض المفرقعات، وهو ما يؤكد وجود نية مبيتة من جانبهم لإيذاء المتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
وأسفر الاحتكاك عن حدوث بعض الإصابات بين المؤيدين لفلسطين، كما تسببت مفرقعة في اشتعال حقيبة ظهر لأحد الشباب المشارك في تظاهرة فلسطين، وهنا تدخلت قوات مكافحة الشغب في محاولة لفض الاشتباك بين الجانبين، وتطويق المتظاهرين المؤيدين لفلسطين ومنعهم من تمدد المسيرة.
ومع حماس المتظاهرين المؤيدين لحقوق الفلسطنيين، وتدافعهم وإصرارهم على استكمال التظاهرة، فشلت محاولة منعها أو إجهاضها، واتجه المؤيدون للفلسطنيين نحو ساحة شيركا ماكسمو، حيث مقر منظمة الفاو، مروراً بمبنى الكولوسيوم التاريخي.
وفرضت قوات الشرطة طوقًا أمنيًا كثيفًا على مبنى الكولوسيوم، وعلى مبنى “الفاو”، حيث يرفع عليه علم الكيان الإسرائيلي بين أعلام الدول الأعضاء، خشية من تمزيقه من قبل المتظاهرين كما حدث سابقًا في إحدى التظاهرات.
وجدير بالذكر أن التظاهرة الأخيرة قد شهدت مشاركة كبيرة من قبل الشباب من أبناء الجالية العربية في روما، وشباب الجامعات الإيطالية والمدارس الثانوية.
وكما هو الحال في كل التظاهرات المؤيدة لفلسطين في روما، كانت المرأة في المقدمة، حيث شهدت التظاهرة مشاركة غير مسبوقة من قبل السيدات العربيات، قادتهن الناشطة، زينب محمد، رئيس مسجد الهدى بروما.