“يديعوت احرونوت” الإسرائيلية: رسالة مصر قبل رفح.. وصلت
كتب: أشرف التهامي
نهاية الأسبوع الماضي، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة إلى الأكاديمية العسكرية في البلاد، والتي غطتها وسائل الإعلام المصرية على نطاق واسع.
الرسالة وصلت “مسافة السكة”
وأظهرت صور من الزيارة الطلاب وهم يطلعون على دبابة ميركافا الإسرائيلية. وقد أثار ذلك مناقشات في وسائل الإعلام وقنوات الاتصال العربية، خاصة خلال هذه الأيام المتوترة حيث يدور جدل حول العمل العسكري الإسرائيلي المحتمل في رفح والمفاوضات لوقف إطلاق النار في غزة.
وذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية التابعة لحزب الله نقلاً عن مصدر مصري رفيع المستوى أن “نشر الصور كان يهدف إلى إرسال رسالة واضحة إلى إسرائيل مفادها أن مصر تمتلك قدرات قتالية وتدرس الأسلحة الإسرائيلية”.
ووفقا للتقرير، فإن صور زيارة الرئيس السيسي، التي نشرها المتحدث باسم الرئاسة المصرية، تم مسحها بسرعة من الحسابات الرسمية لتجنب إثارة غضب الإسرائيليين.
وبحسب مصادر تحدثت للصحيفة، فإن عملية الإزالة جاءت بعد مناقشات في القيادة العليا للجيش المصري. وأضاف التقرير أن “الاحتفاظ بالصور اعتبر غير ضروري لأن الرسالة قد تم نقلها بالفعل”.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية الناطقة بالعربية، ومقرها لندن، يوم الأحد أن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ربطوا نشر الصور بتحذيرات مصر لإسرائيل لتجنب التحرك في رفح.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس المصري حذر إسرائيل مرارا وتكرارا من مغبة القيام بعمل عسكري في رفح، مؤكدا “رفض مصر للخطط لما لها من آثار إنسانية على سكان غزة”.
بالإضافة إلى ذلك، حذر رئيس جهاز المخابرات المصرية، ضياء رشوان، من “إعادة احتلال” محور فيلادلفيا على الحدود المصرية، قائلا إن ذلك سيشكل تهديدا خطيرا للعلاقات المصرية الإسرائيلية.
كما أوردت «الشرق الأوسط» أن البعض يرى في هذه الصور إشارة إلى أن مصر تقوم بتحليل نقاط القوة والضعف لدى الدبابة الإسرائيلية وكيفية مواجهتها. ويقولون إن هذا التصور يبعث برسالة مطمئنة حول قدرات الأكاديميات العسكرية المصرية على دراسة ومواجهة مختلف أنواع الأسلحة.
رسائل سياسية وعسكرية في آن واحد
وقال نصر سالم، وهو قيادي سابق في القوات المسلحة المصرية، للصحيفة إن دراسة الأسلحة الإسرائيلية أمر روتيني. وقال سالم “في دراسة تسليح العدو نتعرف على نقاط قوته لمواجهته ونقاط ضعفه لاستغلالها وتدميرها في الصراع المباشر”.
وأضاف أن “الدراسة الأكاديمية العسكرية تشمل كافة معدات وأسلحة العدو وهذا يحدث منذ سنوات في مختلف المعاهد والأكاديميات العسكرية”.
وقال اللواء د. سمير فرج، وهو مسؤول عسكري مصري كبير سابق، لـ«الشرق الأوسط» إن الصور المنشورة تحمل رسائل سياسية وعسكرية في آن واحد. وبحسب قوله، فإن الرسالة من مصر هي أن “الجيش مستعد وجاهز للتعامل مع كل ما يحدث”، والرسالة الثانية إلى إسرائيل هي أن “القوات مستعدة للرد على أي تهديد للأمن القومي”.
وفي الوقت نفسه، أعرب زعماء مصريون آخرون، مثل وزير الخارجية سامح شكري ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، عن معارضتهم للأنشطة الإسرائيلية في رفح في الأيام الأخيرة. وقال مدبولي، خلال منتدى اقتصادي بالرياض، اليوم الاثنين، إن “أي هجوم في رفح سيؤدي إلى كارثة ويتسبب في نزوح الفلسطينيين الباحثين عن مكان آمن”.