د. ناجح إبراهيم يكتب: شريعة الحب عند المسيح سلام الله عليه
بيان
– الحب هو الركن الأساسي والأصيل في دعوة المسيح, وشعاره الأكثر شهرة بين الناس في كل الأجيال والبلاد “الله محبة” وعلي قدر محبتك لله سيتسع قلبك وفؤادك لتسع الناس جميعاً, من وافقك أو خالفك, من اقترب منك أو ابتعد, من أحسن أو أساء, فالله هو المحبوب الأعظم الذي سيفيض حبك له وحبه لك ليسع الدنيا كلها.
– وبشريعة الحب أكمل المسيح عليه السلام ناموس الأنبياء الذين سبقوه بإحياء الضمير, وتطهير القلوب.
– قال المسيح عليه السلام” ما جئت لأنقض الناموس جئت لأكمل”.
– الناموس” أي الشريعة” يقضي بالواجب أما الحب فيأمر بما هو أعلي من الواجب, الناموس يأمر بالعدل والحب يأمر بالإحسان, الحب يجعلك تعمل دون انتظار الأمر ودون انتظار الجزاء والمقابل, تعطي بغير حساب حباً في الله وفي رسوله, “الحب لا يحاسب بالحروف والشروط والحب لا يعامل الناس بالصكوك والشهود ولكنه يفعل ما يطلب منه ويزيد عليه وهو مستريح إلي العطاء غير متطلع إلي الجزاء” بحسب رأي العقاد .
– عطاء الحب أشبه بعطاء الرب لخلقه سبحانه ولله المثلي الأعلى وأشبه بعطاء الأم لأولادها.
– بالحب تولد حیاۃ جديدة ,بالحب یتحول الألم إلي أفراح ومجد ,بالحب یتحول الاتضاع إلي كرامه ,بالحب یأتی امتلاك قلوب الناس ,ویتسع القلب لیسع الناس جمیعا ,الله محبة ,الله محبة ,الله محبة.
– ويبدع العقاد في قوله “وبشريعة الحب نقض المسيح كل حرف في شريعة الأشكال والظواهر الخالية من المعني والضمير, وبهذه الشريعة رفع للناموس صرحاً يطاول السماء وثبت له أساساً يستقر في الأعماق”.
– ويرى العقاد أن شخصية المسيح عليه السلام لم تثبت وجودها التاريخي وجلالها الأدبي كما أثبتتها بشريعة الحب والضمير”.
– لقد جاء المسيح عليه السلام إلي واقع رأي فيه أن الفضل بين الأمم “امتياز رسمي” محتكر لبني إسرائيل لأنهم أبناء إبراهيم عليهم السلام,والفضل بين الإسرائيليين “امتياز رسمي”محتكر لأبناء هارون وأبناء لاوي أصحاب الكهانة بحق النسب والميراث والفضل في الدين ,والعلم حرمة يحتكرها الكتبة والفريسين أو فقهاء ذلك الزمان.
– ولذا كان المسيح يهتف بهم دوماً مصححاً هذه المراسم المقدسة “فلا لأنكم أكثر الشعوب لازمكم الرب وإن هبطت به دون سائر الشعوب, بل هي محبته وحفظه القسم الذي عاهد آباءكم “وهذا أشبه بنداء الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم “لأقاربه”, “لا يأتي الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم”, “من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه”.
– فليس الخير والبر حكراً علي النسب والسلالة ولكن كما يقول المسيح طبقاً لشريعة الضمير والحب “بل الذي يعمل بمشيئة الله هو أخي وأختي وأمي”.
– شريعة الحب التي جاء بها المسيح قضت علي التعالي علي الناس “لماذا تنظر إلي القذي في عين أخيك ولا تنظر إلي الخشبة في عينك”.
– وقضت علي شريعة الفرح بعقاب الآخرين أو السعي وراء عيوبهم والتجسس علي عوراتهم”من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر”.