د. إيمان عبد الله تحلل شخصية المغتصب القاتل للرضيعة جانيت

كتب: محمد أنور

تنزعج الإنسانية وتقشعر الأبدان لمجرد السماع، عن تفاصيل الجرائم غير الإنسانية، مثل تلك التى تم فيها اغتصاب شاب للطفلة السودانية الرضيعة “جانيت” التى لا يتجاوز عمرها العشرة أشهر، ثم قتلها، ثم اغتصاب جثتها.

ما هو تفسير علماء النفس، والاجتماع لمثل هذه الجريمة؟!.. هل الجانى الذى اعترف بجريمته أمام جهات التحقيق، كامل الأهلية، أم مريض بمرض عقلى أو نفسى؟.. وهل للمجتمع الذى نشأ وكبر فيه نصيب من الإدانة ممثلة فى إنتاج مثل هذا الشخص المجرم ؟!.. ثم لماذا الأطفال الأكثر عرضة للاغتصاب؟!

ما سبق وأسئلة أخرى توجه بها “موقع بيان” للدكتورة إيمان عبد الله استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، وأجابت بالتالى:

جريمتان وليست واحدة

توصّف الدكتورة إيمان الجريمة المشار إليها بأنها جريمتان، فى جريمة، الأولى جريمة الاغتصاب، والثانية، جريمة القتل، وشق ثالث وهو الاغتصاب بعد القتل، وتالأخيرة جريمة اغتصاب جثة هامدة وميتة، ويسمى هذا النوع من الشذوذ الجنسي بنوع خارج عن المألوف وغير الطبيعي.
وأضافت أن علم النفس يفسر سلوك هذا الشخص بعدة تفاسير، خاصة أن لديه شذوذ جنسي غير مألوف وخارج عن طبيعة البشر، فمن الممكن أن يمارس الجنس مع الحيوانات ومع أى شخص كبير أو صغير مع الاطفال، ويفعل ذلك دون تمييز أو تفكير في تصرفاته.
ووفقا لتفسير منظمة الصحة العالمية لمثل هذا الشخص بأنه غير مرض نفسي، وانما هو اضطراب في السلوك يخرج عن نطاقه مرض نفسي.
كما يفسر علم النفس أيضا بأن هذا الشخص، قد يكون سيكوباتى أى بمعنى أن لديه سلبية كبيرة ولا مبالاه في عواقب تصرفاته وأفعاله، وكل ما يهمه هو الاندفاع وراء شهوته ورغبته ولا يدرك نتائج أفعاله وتصرفاته وعواقبها.

مصاب عضويا

وقد يكون هذا الشخص مصابا بتورم في المخ، في أى جانب من المخ، وهذا يؤثر على تصرفات وأفعال المريض، ويتم تشخيص المريض عن طريق وضع المريض تحت الرنين المغناطيسي لمعرفة وتشخيص الحالة.

سادى

وقد يكون حسب تفسير علم النفس بأن هذا الشخص شخصا ساديا، وقد انتشرت السادية في الوقت الحالي بشكل كبير جدا.

ومعنى الشخص السادى هو الشخص الذي يتلذذ ويستمتع بألم الناس بهدف وميول إلى معرفة ما وراء الاشياء التي لا يتقبلها ولا يألفها العقل البشري، ويستمتع هذا الإنسان بألم الآخرين سواء كان حيوانا أو انسانا أو طفلا، ويكون لدي هذا الشخص اندفاعيه شديدة وانجذاب للتلذذ بألم شديد للآخرين.

تعرض لتربية قهرية

وقد يكون هذا الشخص غير مريض ولكن لديه اضطراب جنسي، ومع غياب الأخلاق والضمير الإنساني وغياب الدين، وتعرضه للتربية العنيفة وتكرار مشاهدة العنف، أو التربية السيئة التي تعرض لها بالضرب المبرح والربط والحبس والعقاب بالنار، كل هذه الأمور تخلق المجرم المغتصب، وليس مغتصبا فقط بل تتطور لديه الاضطراب الجنسية ويزداد لديه الهوس الجنسي في مرحلة المراهقة.

ومن الممكن أن يكون هذا الشخص الذي تعرض لمثل هذه التربية السيئة والتربية القهرية والتعرض للعنف متواجد بكثرة في مجتمعاتنا، ويكون لديه المتعة بالتحرش الجنسي بالتلامس او التحرش بالكلمات الغير أخلاقية، ليس لديه أى تحكمات أو كنترول على تصرفاته وأفعاله وغرائزه.

ليس شرطا

ليس شرطا أن يكون كل شخص تعرض للاغتصاب وهو صغير أن يكون مغتصبا وهو كبير، ولكن التربية السيئة والقهر والضرب والعنف المتكرر يكون لدى الشخص ثقب اسود أو حفرة سواء في ذاكرته.

سيكوباتى

وقد يكون هذا الشخص سيكوباتى، لأن ما فعله من محاولة التخلص من الجثة في مكان عام مثل الحديقة، تشير ردود أفعاله بأنه شخص سيكوباتى، لديه أكثر من اضطراب جنسي، فلديه اضطراب جنسي في ممارسة الجنس مع الاطفال، ولديه اضطراب جنسي لممارسة الجنس مع الموتى.

قضية متعددة الأوجه لا يستوعبها العقل البشري، الاغتصاب ثم القتل ثم الاغتصاب بعد القتل ومحاولة التخلص من الجثة في مكان عام.

لماذا الأطفال؟

ويتساءل الناس لماذا الأطفال الأكثر عرضة للاغتصاب؟!.. تجيب دكتورة إيمان:

أولا: الأطفال لا يملكون أى رد فعل على ممارسة أى انتهاكات ضدهم، فلا يستطيع أن يصرخ أو أن يتكلم ليقول ما تعرض له، وأيضا لايستطيع احد أن يكشف جريمة الجانى.
وتواصل: بكل شفافية وموضوعية أن هذا الطفل تعرض للعنف بكل أشكاله وأنواعه، وهذا العنف الذى يكون الحفرة السوداء يتعلمه الإنسان و يكتسبه من أسرته مثل تعلم الهدوء وتعلم الطيبة، وطبيعة الإنسان تعلم الإيجابيات مثل السلبيات، وطبيعى أن يصبح العنف انتقالى ويطبق الشخص ما شاهده قديما، بأن يكون لديه رغبة شديدة في ممارسة ما شاهده، غير مبالى ولا يكون لديه القدرة على تملك نفسه لتفريغ طاقة العنف والنشوة بالقوة،ومن هنا تزداد نسبة الاغتصاب والقتل لكل من تعرض لمثل هذه التربية.

وتنتهى استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، بالقول: إن مثل هذه الجرائم والقضايا متواجدة ومتكررة في جميع أنحاء العالم ليست مقتصرة على مصر فقط، وأن مثل هذه الحالات موجودة ولها تفسيرها النفسى والعلمى.

طالع المزيد:

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى