طبقاً للذهنية الصهيونية: تحليل إسرائيلي يفند عملية رفح
كتب: أشرف التهامي
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت الإسرائيلية” اليوم بعد اقتحام جيش الاحتلال الاسرائيلي تحليلاًحمل عنوان: “سيطرة إسرائيل على معبر رفح الحدودي يشكل ضربة لحكم حماس المدني والعسكري لغزة”.
وأضاف التقرير الذى كتبه المراسل الحربي الإسرائيلي، رون بن يشاي الذي غطى العديد من النزاعات العسكرية في عدة مناطق مختلفة: ” ومن أجل الحفاظ على انتصارها العسكري، يجب على إسرائيل أن تشجع قيادة بديلة وتوضح أن إطلاق سراح الأسرى يمنع المزيد من تدمير القوة العسكرية لحماس”.
ويضيف المراسل الحربي الاسرائيلي “إن سيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح الحدودي إلى مصر وطريق صلاح الدين الرئيسي في القطاع تشكل ضربة قوية لسيطرة حماس على غزة، وهو ما كان هدف الهجوم الذي بدأ يوم الاثنين. وكان الأمل هو ممارسة الضغط على حماس للتنازل عن مطالبها في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى.
ويتابع بن يشاي ويقول “ولكن بالإضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه العملية، يتعين على إسرائيل أيضاً أن تبدأ في الترويج لزعامة بديلة لحماس ـ وإلا فقد تخسر كل المكاسب التي حصلت عليها قواتها.
ويواصل: يجب على إسرائيل أيضًا أن تقدم لحماس وزعيمها يحيى السنوار إنذارًا نهائيًا: “استسلموا، أطلقوا سراح الأسرى وسنمنحكم ممرًا آمنًا إلى أي مكان ترغبون في الذهاب إليه أو حيث سيتم استقبالكم مع أي سجناء فلسطينيين محررين يريدون الانضمام إليكم”، وهذا من شأنه أن يغير المعادلة القائمة ويجدد الشرعية الدولية.
ويوضح بن يشاي أهمية معبر رفح بالنسبة لحماس قائلاً “يعد معبر رفح الحدودي أحد أهم أصول حكم حماس المدني والعسكري لغزة، لأنه السبيل الوحيد للخروج من القطاع عبر مصر إلى بقية العالم.
لا تزال هناك أنفاق أسفل طريق فيلادلفيا، لكنها تحت تصرف حفنة من مسؤولي حماس والمهربين الذين يقومون بتشغيلها كعمل تجاري مربح، لذلك بالنسبة لـ 99٪ من سكان غزة، يعد المعبر الحدودي ضرورة حيوية.”
ويتابع قائلاً: “وتعد الحدود أيضًا مصدر الدخل الرئيسي لحركة حماس، التي تتقاضى 5000 دولار عن كل بالغ من سكان غزة يسعى للعبور إلى مصر، و2500 دولار عن كل طفل.
وتمر البضائع أيضًا إلى طريق صلاح الدين محملة بالواردات المصرية والمساعدات الإنسانية. وبهذه الطريقة تلقت حماس معظم الواردات ذات الغرض المزدوج التي استخدمتها لإنتاج الأسلحة والمعدات اللازمة لحفر نظام الأنفاق تحت الأرض.”
ويستفيض بن يشاي في توضيح أهمية الحدود بالنسبة لقادة حماس فيقول: ” كما أصبحت الحدود ذات أهمية متزايدة بالنسبة لقادة حماس في حالة بقاء الجيش الإسرائيلي في غزة لبعض الوقت.
وقد أقاموا هم وعائلاتهم مخيماً مؤقتاً بالقرب من المعبر حتى يتمكنوا من المغادرة بسرعة إذا لزم الأمر.
لكنهم الآن اضطروا إلى الفرار إلى المناطق الإنسانية بالقرب من خان يونس أو التوجه شمالًا نحو مخيم المغازي للاجئين، مع بقية المدنيين في غزة الذين لجأوا إلى القطاعات الشرقية من مدينة رفح.”
ومن وجهة نظر بن يشاي ترجع أهمية معبر رفح الحدودي بعد قبول حماس الاتفاق أمس الاثنين قائلاً: ” وتجلت أهمية معبر رفح الحدودي بالنسبة لحماس في “قبول” الاثنين الاتفاق المقترح الذي يتضمن السماح لخمسين من أعضائها بالمغادرة إلى مصر لتلقي العلاج الطبي هناك.. وإذا ظلت الحدود مغلقة، فسوف يضطرون إلى الانتظار.”
ويردف قائلاً “وتؤدي سيطرة إسرائيل على الجزء الجنوبي من طريق صلاح الدين إلى توقف حركة المرور على طول القطاع. تعتبر الطرق حيوية في غزة ولهذا السبب، حتى لو بقيت قوات الجيش الإسرائيلي خارج المناطق في الشمال، فإن سيطرتها على الطريق الرئيسي تمنحها سيطرة شبه كاملة على الجيب.”
لماذا لا توجد مقاومة؟
ويتساءل المراسل الاسرائيلي: ” لماذا لا توجد مقاومة في عملية اقتحام رفع من قبل حماس وسؤاله ليس من باب الجهل ولكن ليجيب على تساؤله وعلى كل ما يتعلق بعملية الاقتحام من حيث الأهداف والمعوقات لجيش الاحتلال الإسرائيلي من وجهة نظره كنموذج للذهنية الاسرائيلية العسكرية فيقول:
الهدف الأول للجيش الإسرائيلي هو السيطرة على ممر فيلادلفيا، ووقف التهريب إلى غزة ومنع قادة حماس من الهروب من القطاع.
الهدف الثاني هو تفكيك كتائب حماس الثلاث المتبقية التي لا تزال تعمل.
ولكن هناك عقبات وفقاً للمراسل الاسرائيلي وهي:
العقبة الاولى هي المدنيون النازحون بالفعل والذين يحتمون هناك.
العقبة الثانية هي الغضب الدولي إزاء ما يقال إنه أزمة إنسانية محتملة وجريمة حرب.
العقبة الثالثة هي المخاوف المصرية من أن يقوم آلاف من سكان غزة، معظمهم من أعضاء حماس، باختراق السياج الحدودي إلى الجزء المصري من رفح وإلى صحراء سيناء، أثناء فرارهم من القوات الإسرائيلية.
ويخمن بن يشاي قائلاً “من المرجح أن مصر عززت انتشارها بعد أن تم إبلاغها بأن الهجوم وشيك وأن الجيش الإسرائيلي حصر عملياته في القطاع الشرقي من مدينة رفح، حيث لا يأوي أكثر من 100 ألف شخص، وذلك لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
ويتوقع بن يشاي قائلاً: “ويبدو أن حماس لم تنتشر لمحاربة الهجوم وتم الاستيلاء على المنطقة في غضون ساعات قليلة. أحد التفسيرات يمكن أن يكون أن حماس أدركت أن القوات كانت متجهة نحو ممر فيلادلفيا وبعد تكبدها خسائر أثناء قتال الجيش الإسرائيلي في خان يونس، اختارت الاختباء بين حشود المدنيين في الأجزاء الشمالية من المدينة.”
وينهي المراسل الاسرائيلي تحليله قائلاً “وإذا تنازلت حماس عن بعض المطالب الأخيرة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، فإن كتائبها المقاتلة في رفح سوف تظل سليمة.
وبدون تحقيق انفراجه في المحادثات، سيواصل الجيش الإسرائيلي هجومه ويلاحق تلك الكتائب والكتيبتين الأخريين المتبقيتين في الجزء الأوسط من القطاع”.