د. عصام المغربي يكتب: الذاكرة الانفعالية للفرد وتأثيرها على المجتمع
بيان
الذاكرة الانفعالية للفرد، هي الذاكرة التي تحتفظ بالمواقف العاطفية للفرد وتخزنها لحين استدعائها في الموقف المناسب. في هذا النوع من الذاكرة، يسترجع الفرد المادة التذكُّرية مصحوبة بالعواطف التي كانت مصاحبة لعملية التخزين، والتي تتعلق بالذكريات العاطفية المختلفة للإنسان طوال حياته الماضية.
وبما أن العواطف الإنسانية جزءٌ من حياته اليومية، وأن الإنسان لا يستطيع الحياة دون التعبير بشكل متواصل، فإنه يخزن العواطف التي تمر عليه في المواقف الحياتية المختلفة، سواء أكانت المعلومات في مواقف مفرحة أو محزنة، على شكل خبرات سابقة في أماكن خزن المعلومات في الدماغ.
فالمخاوف التي مرت عليه في حياته السابقة، تكون قد دخلت إلي جهاز الذاكرة، وتم الاحتفاظ بها في مخازن الذاكرة، وهكذا العواطف الأخرى مثل القلق والغيرة والغضب والحب والكره، وكلما كان العاطفة أشد وقعا على الإنسان، احتُفظت ذاكرته بمحتواها بشكلٍ أكبر وأدقّ. أما إذا كانت العواطف غير شديدة أو لم تُؤثّر بشكلٍ كبير وفعّال على حياته اليومية، حينها فليست لها آثارٌ فعّالة وجوهرية مستقبليّةً فيما بعد.
وتعمل الذاكرة التي تحتفظ بالمواقف العاطفية للفرد وتخزنها لحين استدعائها في الموقف المناسب. في هذا النوع من الذاكرة، يسترجع الفرد المادة التذكّرية مصحوبة بالعواطف التي كانت مُصاحبةً لعملية التخزين.
وتوجد أنظمة أساسية للذاكرة العاطفية، وهي:
نظام التخزين الحسيّ: وظيفته استقبال صورة العالم الخارجي بدرجة كبيرة من الدقة والكمال كما تستقبلها حواسّ الفرد وتستقبل أجهزة حواسّ المعلومات الواردة إليها من المثيّرات في فترة زمنية قصيرة.
ذاكرة الأحداث التي تتمّ في اللحظة: وهي نظام للذاكرة المباشرة يعمل على دعم الأنشطة المعرفية المعقدة، مثل التعلّم والفهم والتفكير. ولذلك فهي ذاكرة مباشرة وفورية وتبقى حاضرةً في العقل في حالة وعي ولو لفترة محدودة.
اقرأ أيضا للكاتب:
– د. عصام المغربي يكتب: للمؤسسات الدينية دور في بناء المجتمع
– د. عصام المغربي يكتب: حقوق الطفل الإنسان