أمل أمين تكتب: نظافة الأيدي تمنع الموت
بيان
فرض الله الصلاة منذ أكثر من 1447 عاما ومع الصلاة كان لزاما الوضوء والاغتسال وفي الوقت الحاضر وبعد آلاف الأعوام خصص العالم يوما عالميا لنظافة الأيدي، فسبحان الله على عظمة ديننا الحنيف الذي فرض علينا أن نغسل أيدينا خمس مرات ونحن نتوضأ فكان الإسلام أول من حرص على الأرواح من الموت.
تذكرت هذه الحقيقة خلال حضوري الأسبوع الماضي دورة تدريبية عقدتها منظمة الصحة العالمية للإعلاميين بمقرها بالقاهرة حول تطوير التغطية الإعلامية للموضوعات المتعلقة بالوقاية من العدوى ومكافحتها، وأهمية نظافة وغسل الأيدي، تزامنا مع اليوم العالمي لنظافة الأيدي الموافق يوم 5 مايو من كل عام.
وكُنت ضمن حضور هذه الدورة والمستفيدين من أعمالها على الرغم من ان مدة الدورة بضع ساعات إلا أنها كانت غنية بمحتواها العلمي والإعلامي.
على سبيل المثال ذُكرت في الدروة بعض الاحصائيات التي صدمتني ومنها أن في عام 2019 كانت نسبة حالات التسمم الدموى بالمستشفيات في اقليم شرق المتوسط مليون و100 ألف حالة وفاة، وكل هذه الوفيات كان من الممكن منعها من خلال غسل اليدين والاهتمام بالنظافة الشخصية.
ولمن لا يعرف فتسمم الدم يؤدى إلى فشل بالأعضاء نتيجة حدوث عدوى شديدة بالجسم وحدوث التهاب شديد وفشل في أعضاء الجسم، فالوقاية من العدوى ومكافحتها تبدأ من غسل الأيدى والاهتمام بالنظافة في البيوت والمستشفيات والمرافق الصحية ومراكز الرعاية الأولية على اختلافها وصولا إلى أصغر وحدة صحية وهي سيارة الأسعاف
ومن اللافت أن مكافحة العدوى لا تقلل من أعداد الوفيات وحسب بل أوضح الخبراء المتحدثون في الدورة أن أن هناك عائد اقتصادي بقيمة 24.6 دولار أمريكي مقابل كل دولار يتم صرفه على مكافحة العدوى.
كما أوضحت الدورة الجهود التي تقوم بها الدول في إطار مكافحة العدوى وأن هناك 18 دولة من إجمالي 22 دولة بإقليم شرق المتوسط لديها الحد الأدنى من متطلبات الوقاية من العدوى ومكافحتها وذلك في الفترة من 2019 إلى 2023، وإن كانت أن دول إقليم شرق المتوسط من أعلى الدول استهلاكا للمضادات الحيوية.
أيضا كان من المثير للأهتمام أن آثار حرب العراق مازالت مستمرة وشرحت مستشارة التقنية المعنية بمقاومة مضادات الميكروبات بمكتب منظمة الصحة العالمية القطرى بالسودان الدكتورة إنجي حماد، أن هناك أنواع من البكتيريا الشرسة تظهر نتيجة الصراعات والحروب، وأن هناك نوعا من البكتيريا الشرسة ظهر في العراق بعد الغزو الأمريكي، وانتقلت هذه البكتيريا التي كانت مقاومة لجميع أنواع المضادات الحيوية إلى أوروبا وأمريكا ووصلت إلى الجنود الأمريكان الذين كانوا موجودين في العراق وقتها ومازالت هذه البكتيريا موجودة حتى الآن.
وفي العموم كانت الدورة ثرية بالخبراء حيث تحدث بها الدكتورة هالة عامر المستشارة الإقليمية لمقاومة مضادات الميكروبات والوقاية من العدوى ومكافحتها بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتورة إيمان هريدي مسئولة تقنية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والدكتورة رولا المعلم مسئولة الوقاية من العدوى ومكافحتها في منظمة أطباء بلا حدود.
وفي نفس الوقت تحدث الإعلاميون عن همومهم في نقل المعلومات والتعليمات إلى الجمهور وضرورة استخدام مختلف وسائل الإعلام وخاصة وسائل الإعلام الاجتماعي لخدمة الرسالة الاعلامية كما قدم بعضهم مقترحات تطوير الرسالة وتبسيطها حتى تصل للمتلقي بنجاح.
كما اقترح البعض التعاون مع المؤثرين والمشاهير لنقل معلومة مهمة كأهمية غسل الأيدي ومخاطر تجاهلها على الحياة إلى درجة أن هذه الخطوة البسيطة قد تؤدي إلى وفاة مريض غالي جدا علينا دون أن نلاحظ.