د. عصام المغربي يكتب: كيف نتعامل مع الأبوين بتقدم العمر؟

بيان

يتغير نمط الأشخاص بعد تقدمهم بالعمر ممايوثر في صحتهم النفسية، منها التغييرات الوظيفية وفقدان الأحبة ومن التغيرات التي تؤثر على الصحة النفسية.

الخرف الاكتئاب والقلق من أكثر المشاكل النفسية المؤثرة في مرحلة الشيخوخة وهي ليست جزءا طبيعيا من التقدم في العمر،اذ تأتي أهمية الصحة النفسية في مرحلة الشيخوخة فتعتبر هذه مرحلة حساسة جدا من المراحل العمرية للإنسان، لما يطرأ فيها من تغييرات في حياة المسنين جراء الضعف والوهن الذي غالباً ما يكون ما يكون سبباً في خلق العديد من المشكلات النفسية الوحدة الفلق الاكتئاب.

وكذلك المشكلات الاجتماعية التقصير في المعاملة، سوء المعاملة ومن هنا تكمن أهمية العناية بتلك الفئة من أجل تلبية احتياجاتهم النفسية والاجتماعية وذلك بتقديم الدعم الكافي لهم؛ حتي تكون لهم القدرة على التكيف مع تلك المرحلة وتجاوز المعاناة والمخاطر التي تعرقل المسار الطبيعي لحياتهم.

ويمكن أن نشجع هؤلاء الناس بكثير من الأعمال اليومية التي اعتاد على القيام بفعلها لذا فرعايتهم صحيا ونفسيا من أهم الأمور التي يجب أن نعمل عليهما وقد أكدت جميع الكتب السماوية على العناية بالإنسان، وقد ذكرت الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي توصي بالعناية بالإنسان، من بداية الطفولة وحتى مرحلة الشيخوخة بل وحتى بعد الممات؛ قال الله تعالى“ولقد كرمنا بني آدم”.

فالإنسان مكرم لقيمته الذاتية وقال صل الله عليه وسلم: “ ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر”.وأن أكثر مراحل الإنسان تحتاج إلى القيام بالرعاية، هي مرحلة الشيخوخة اذ يعود الإنسان ضعيفا فيحتاج إلي من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والغذائية والصحية.

ولكي نتمكن برعاية المسنين صحياً و نفسيا بصورة صحيحة، لابد من التعرف من التغيير ات آلتي تحدث له في هذه المرحلة؛ وهذه التغييرات الجسدية كلما زاد الإنسان بالعمر يظهر عليه تغييرات فسيولوجية تصل في مراحلها الأخيرة إلي الضعف الجسدي، فتلين عضلات جسده وكذلك أعصابه فهنا المسن يحتاج إلى مساعدته في إنجاز متطلباته اليومية.

وتعتبر التغيير ات النفسية والاجتماعية عاملاً مؤثراً للمسنين بسبب إحساسه بالضعف، ويحتاج إلى المساعدة والعون، لذا يجب عليه رعاية المسنين بشكل صحيح، والتعامل معه على أساس الواجب وليس الإحسان، وإقناعه بأنها هي سنة الحياة، وأن كل صغير سوف يقوم بالوصول لهذه المرحلة ويصبح بحاجة إلى المساعدة.

ورعاية المسنين تتطلب الكثير من الاهتمام والرعاية نظرا لإحساسهم بالعزلة وفقدان الأقارب والأصدقاء، إما بسبب الوفاة والسفر وزواج الأبناء واستقلالهم عن الوالدين مادياً ومعنويا، ما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب ونقص القدرات الجسمية.

ومن أجل تفادي هذه المشاكل والتقليل منها: ابقاء المسنين في الحياة الأسرية وعدم نزعه منها، ومحاولة إبقاء الأبناء بيت العائلة مع اعطائهم الاستقلال في حياتهم الشخصية.

كذلك ممارستهم الرياضة باستمرار وتشجيعه على صداقات جديدة، كبديل عن أصدقاء الطفولة.

محاولة إيجاد عمل بسيط يعينه على قضاء وقت الفراغ وبما يتناسب مع سنه وقدراته الجسمية.

استشارته في بعض الأمور، والأخذ برأيه فهذا يخفف من إحساسه بالوحدة.

ومن الأمور المهمة الضرورية للغاية في هذه المرحلة هي رعاية المسنين صحيًّا؛ لذا ننصح كل ابن أو مسئول عن هذه الرعاية أن يقوم بالتعامل الصحي السليم من خلال تقديم العلاج المناسب لكل حالة على حدى.

اقرأ أيضا للكاتب:

د. عصام المغربي يكتب: الذاكرة الانفعالية للفرد وتأثيرها على المجتمع

د. عصام المغربي يكتب: للمؤسسات الدينية دور في بناء المجتمع

زر الذهاب إلى الأعلى