في قرية نائية، عاش أولريش، صبي يبلغ من العمر 12 عامًا، حياة مختلفة عن أصدقائه، وُلد أولريش بحالة نادرة تُعرف باسم انحناء مفصل الركبة الخلفي، مما جعل ساقيه تنحنيان للخلف بشكل حاد، وواجه أولريش صعوبة في المشي، ناهيك عن ممارسة الأنشطة اليومية.

حاولت والدته جورجيت يائسة العثور على علاج لحالة ابنها، لكن التكلفة الباهظة وشدة الحالة أعاقت آمالها، وواجه أولريش التنمر والسخرية من أصدقائه، لكنه لم يفقد الأمل. تعلم المشي باستخدام عصي خشبية صنعها من أغصان الأشجار، بل وتسلّق الأشجار للحصول على الطعام.

مع مرور الوقت، ازدادت آلام أولريش في يديه ومفاصله، مما هدد حلمه في الحصول على التعليم، لكن القدر ابتسم لأولريش عندما وصلت سفينة “أفريقيا ميرسي” إلى قريته.

أثارت حالة أولريش الفريدة اهتمام الدكتور فرانك هايدون، جراح العظام على متن السفينة، بعد فحص دقيق، قرر الدكتور هايدون إجراء سلسلة من العمليات الجراحية المعقدة لإصلاح ساقي أولريش.

كانت العملية ناجحة، واستيقظ أولريش أخيرًا بساقين مستقيمتين لأول مرة في حياته، “في المرة الأولى التي مشى فيها، ذهب مباشرة إلى حضن والدته”، قالت الممرضة المتطوعة كيرستن ميرفي.

لم يعد أولريش بحاجة إلى عصي المشي الخشبية التي كانت رفيقته لسنوات، قبل مغادرته السفينة، قدم أولريش هدية خاصة للدكتور هايدون: عصي المشي القديمة، قائلاً بابتسامة: “لن أحتاجها بعد الآن، بفضل الرحمة”.