لعبة خلط الأوراق: تقرير إسرائيلى مشبوه يستخدم أزمة سد النهضة لتبرير احتلال غزة

كتب: أشرف التهامى

تقرير إسرائيلى غاية فى الخبث، والمراوغة يبحث عن مبرر لوجود قوات الجيش الإسرائيلى فى غزة قريبة من حدود مصر.
كاتب التقرير هو د. مارتن شيرماند، وخدم لمدة 7 سنوات في القدرات العملياتية في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية، ومدير المعهد الإسرائيلي للدراسات الإستراتيجية، وعضو في فريق البحث في منتدى الدفاع والأمن الإسرائيلي (Habithonist).

ويدعى كاتب التقرير – باختصار – أن أزمة سد النهضة يمكن أن تتصاعد وتشغل مصر عن مكافحة الإرهاب فى سيناء، ويعود الإرهاب لينشط على حدود غزة.
ويمضى الكاتب فى تقريره يفترض أن مصر ستنشغل بصراعها مع إثيوبيا عن تأمين سيناء، وهنا ويخشى الاحتلال الإسرائيلي من عودة الإرهابيين المتأسلمين لسيناء لضعف الميزانية المصرية بما يخص تأمين الحدود المصرية لحساب الحرب مع أثيوبيا بحسب زعمهم وخشية لانتشار قوات حماس في تلك المنطقة.

ويضيف التقرير أنه “وسط تصاعد التوترات مع مصر، نتذكر أن أهم مورد لمصر هو المياه التي تعتقد أنها تتعرض لهجوم السد الإثيوبي”.
يقول كاتب التقرير أيضا إنه: “قد يكون للاشتباك بين القاهرة وأديس أبابا حول مياه النيل الأزرق تأثير غير متوقع على أمن إسرائيل في الجنوب على حدود شبه جزيرة سيناء، وقد تكون للتوترات المتصاعدة، البعيدة عن حدودها، تداعيات أمنية خطيرة على إسرائيل، الأقرب إلى الوطن”.

صراع مصر من أجل مياه النيل

ويواصل التقرير: على مدى أربعة عقود، بدءاً بالرئيس المصري أنور السادات في عام 1969، أعلنت مصر أن “الأمر الوحيد الذي قد يدفع مصر إلى الحرب مرة أخرى هو المياه”. وفي عام 1988، حذر وزير الخارجية المصري آنذاك بطرس بطرس غالي من أن الحرب المقبلة في الشرق الأوسط لن تكون بسبب السياسة، بل بسبب مياه النيل.

قرار إثيوبيا ببناء السد

تصاعد الصراع طويل الأمد على مياه النيل بين مصر وإثيوبيا في عام 2011 مع قرار إثيوبيا البدء في بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD) – والذي من المقرر أن يصبح عند اكتماله أكبر سد في أفريقيا وأكبر محطة للطاقة الكهرومائية في القارة. محطة توليد الكهرباء. وفي فبراير 2022، بدأ تشغيل أول توربينة كهربائية من بين 13 توربينة كهربائية للسد دون التشاور مع أي دول نهرية أخرى.
مصر تدرس الرد العسكري على السد الإثيوبي
وينظر المصريون، الذين يعانون بالفعل من نقص خطير في المياه، بخوف شديد إلى استكمال المشروع الذي قد يعيق تدفق نهر النيل إلى بلادهم. وتريد مصر أن تتعهد إثيوبيا بإطلاق كميات معينة من المياه لملء نهر النيل. لكن إثيوبيا تكره أن تكون مدينة بالمياه لدول المصب أو أن تستنزف خزانها بشكل كبير مما يؤدي إلى تضرر إنتاج الكهرباء.

داعش في مصر

وتحت عنوان “داعش فى مصر” يضيف التقرير أنه في بعض الأحيان كانت الهجمات الإرهابية تندلع خارج سيناء نفسها. ووقعت العديد من الهجمات المميتة عبر الحدود ضد إسرائيل والتي أوقعت العديد من الضحايا، بما في ذلك القتلى بين الجنود والمدنيين. وفي عام 2015.

وبعد أكثر من عقد من الجهود العسكرية المضنية والمتواصلة، أعلن الرئيس السيسي في يناير 2023 النصر على المتمردين، معلنا “لقد هزمنا الإرهاب” في صراع شارك فيه حوالي 15 منظمة إرهابية، وقيل إنه خلف ما يقرب من 3500 من أفراد الأمن المصريين قتلى وجرحى. ما يقرب من 12500 جريح، ومقتل ما يصل إلى 5000 متمرد. ولكي تتمكن مصر من إخضاع التمرد، فإن ذلك يتطلب توظيف موارد عسكرية كبيرة على مدى فترة طويلة، بما يتجاوز المستوى الذي سُمح لمصر بالانتشار في سيناء بموجب اتفاقيات كامب ديفيد عام 1977.

الحدود

وبعد التمهيد للفكرة الخبيثة يفترض التقرير أن العمليات المتعلقة بالسد مع إثيوبيا قد تؤدي إلى ترك الحدود بين إسرائيل وسيناء مكشوفة فالميزانية العسكرية المصرية، التي يقال إنها تبلغ 9.4 مليار دولار، تفوق ميزانية أديس أبابا التي تبلغ أقل بكثير من مليار دولار (888,099,450 دولارًا). لكن التصعيد بشأن سد النهضة سيعني أن مصر ستسحب ميزانيتها العسكرية بعيدًا عن شبه جزيرة سيناء، مما سيعطي حتماً المزيد من السيطرة على المتطرفين المناهضين للنظام – والمناهضين لإسرائيل – الذين بقوا هناك والذين شنوا هجمات ضد إسرائيل وقاموا بتهريب الأسلحة إلى حماس. غزة التي تسيطر عليها.

النتيجة

وينتهى التقرير إلى النتيجة التالية:

“بناء على ذلك، إذا ركزت مصر على عملية ذات صلة بسد النهضة، فيجب على إسرائيل أن تكون في حالة تأهب لسيناريو محتمل على طول حدودها الجنوبية الطويلة وطرق النقل الضعيفة التي تربط وسط البلاد بميناء إيلات على البحر الأحمر – وبالطبع، الحدود بين سيناء وغزة – التي تخضع لتهديدات أصولية متزايدة من أمراء الحرب غير المقيدين في شبه جزيرة سيناء التي ينعدم فيها القانون بشكل متزايد” حسب زعم التقرير الإسرائيلى المشبوه.

طالع المزيد:

مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات العاجلة إلى أهالي غزة

زر الذهاب إلى الأعلى