صفوت سليم يكتُب: قلبي في غزة.. وعقلي بالسودان!
245 يومًا وغزة ترزح أسفل قصف قوات الاحتلال الصهيوني الهمجي النازي المجرم، أيام ثقيلة تمر علينا والقلوب تعتصر ألمًا وحزنًا على التدمير الممنهج لكل معالم الحياة في فلسطين، ولا عزاء لجوقة المجتمع الدولي البغيض.
فقد كشفت الحرب في غزة سوءات الجميع، ورأينا كيف ينظر للدماء الفلسطينية، وكيف تسفك الأرواح ويباد الأطفال على المشاع، ومع ذلك يخرج علينا قادة ما يسمى بالعالم المتحضر، ويتباكون مثل الأرامل على حال الكيان، وماذا فعلت بهم المقاومة!.. أين حمرة الخجل!، الكيل بمكيالين ليس جديدًا على هؤلاء، فماذا ننتظر منهم!، هل نتوقع أن يقولوا كلمة عدل على سبيل المثال، وأن يعطوا الحقوق لأصحابها الحقيقيين، ويتفهمون الفارق بين مواطن يدافع عن الأرض والعرض.. وبين محتل غاصب مصيره إلى زوال.
اقرأ أيضا.. صفوت سليم يكتب: الفيتو .. رسالة الأمريكان لـالعرب
مؤكدًا أن المقاومة في غزة، لن تحيد عن طريق النصر، وماضية في لجم تلك الحفنة من شذاذ الأرض والتي عاثت في البلاد خرابًا ودمارًا منذ عقود دون رادع .. حتى جاء طوفان الأقصى ليكتب تاريخًا جديدًا في حلقات الصراع، ورغم كل رغم لن ينجح أحد في التقليل من دور المقاومة البطولي والذي دونه التاريخ بحروف من نور، وبات الشمعة المضيئة في الظلام الدامس، وأحرقت المهرولين وصبيان التطبيع مع الكيان الصهيوني، والذين يشاهدون ماذا فعل عدونا التاريخي في الداخل الفلسطيني، وكم الخراب الذي حل على رؤوس أشراف الأرض، والدماء المدفوعة على طريق التحرير من قبضة الكيان الصهيوني، بغية كَنسه خارج البلاد، وعندها يتم الإعلان عن دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وهو اليوم الآتي على حين غرة ليسلج صدور المعنيين بالقضية المركزية، ويعطي درسًا قاسيًا للمفرطين والمهادنين للعدو.
ورغم ارتفاع حصيلة الحرب الصهيونية المتواصلة على قطاع إلى 36654 شهيدًا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 83309 جرحى، فضلًا عن آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، إلا أن حالة الضبابية والسجال السياسي حول خارطة طريق الحرب والجدوى من استكمالها، بين النخب في الداخل الصيهوني يعطي دلالات واضحة أن التضحيات سالفة الذكر لن تضيع سدى، وهناك بادرة أمل في حسم الصراع لصالح الأشقاء في فلسطين، لأسباب من بينها التأكد داخل مراكز القرار أنها حرب عبثية لن يكون آخرها الانتصار، بل يومًا بعد يومٍ نطالع الخسائر التي يتعرض لها جنود الاحتلال في الكثير من المحاور، ناهيك عن ضغط عائلات الأسرى على المسؤولين الذين غرقوا في رمال غزة، برفقة جنودهم.
ومن فلسطين إلى السودان الشقيق، حيث انقسام الألم والأسى مناصفة، ولما لا والعقل مشغول، باستمرار الحرب الضارية بين أجنحة الحكم، والخروج لساحات القتال، لهلك الزرع والضرع، وإخراج السودان من دوائر الدول المستقرة، حيث الخراب والدمار الذي استنزف قدرات الدولة، وجعلها على المحك، عقب حدوث مجزرة ود النورة بولاية الجزيرة والتي راح ضحيتها أكثر من 180 مواطنًا، نتيجة شن الهجوم من قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي، وهو ما يكشف خطورة صمت المجتمع الدولي على تلك الميليشيات، ويرمي إلى أن وراء الصمت المخزي أهداف من بينها تقسيم السودان، وقد ذكرت في وقت سابقٍ أن الحرب في غزة انشغل بها صناع القرار في العالم، حتى وصلنا لتلك النقطة، اليوم سقوط ضحايا بشكل لافت، وغدًا دمار شامل ونزوح وفرار في الشوارع من ويلات الحرب.
السودان من الدول التي تشهد عملية نزوح كبيرة، فقد وصل عدد النازحين داخليًا، إلى قرابة 10 ملايين، مواطن، جراء الحرب المنسية والتي أدار لها قادة العالم ظهورهم، ورسالتي إليهم أفيقوا السودان يغرق، تدخلوا قبل فوات الآوان، احقنوا دماء الأبرياء، فيكفينا الحرب في غزة، لماذا الصمت على المجازر، فأين حقوق الإنسان من اقتحام الدعم السريع للقرية، وفتح للنيران بكثافة على العائلات، بالأسلحة المختلفة، كفاكم صمت، وتحملوا مسؤوليتكم، لأن الحروب كشفت عوراتكم، وصمتكم مريب.