تصور الحرب بين حزب الله وإسرائيل.. تكتيكيًا

كتب: أشرف التهامي

“Middle East Think Tank METT project” حساب متخصص في متابعة الشؤون العسكرية و الامنية من مصادر مفتوحة ويركز على جبهات الشرق الأوسط/غرب آسيا، نشر على حسابه في منصة “X” تصوراً لشكل الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” في حال وقوعها، من الجانب التكتيكي فقط.

نستعرض شكل الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” في حال وقوعها، من الجانب التكتيكي فقط، مع الإشارة إلى أن احتمالية وقوع الحرب بحسب المعطيات الحالية ضعيفة نسبياً بالرغم من كلّ التهديدات من طرفي الصراع بالتصعيد “بحسب المركز”
أولاً يجب الإشارة إلى النقاط التالية:

في ظل الجهورية العالية والجهد الاستخباري المفعّل بأقصى طاقته للطرفين، لا يمكن تحقيق مفاجأة استراتيجية بفتح الحرب، المفاجأة يمكن أن تتحقق بشكل تكتيكي موضعي وبالتوقيت الضيق فقط، قد تكون الحرب بدايةً نارية واسعة وتتطور إلى شاملة مفتوحة.

الأسلوب العام لعمل جيش الكيان الإسرائيلي:

العمليات الاستخبارية:
تبدأ من المرحلة التمهيدية للقتال وتستمر وتترافق مع كل الأعمال الحربية، وتشتمل على نظام المعلومات المشتركة والشبكة المركزية (c4i/cyber defense)، بالإضافة إلى السيطرة الجوية الدائمة والاستطلاع الجوي بالمستوى العملياتي.

ويرتبط بالسيطرة الجوية أيضا ضرب الأهداف المستحدثة (مسيرات مسلحة) يليها الاستطلاع الجوي التكتيكي بمستوى سرية(…skylark)، أضافة إلى ذلك تعتمد العمليات على الرصد البري الثابت والمتحرك ( تسلل قوات خاصة إلى نقاط ذات سيطرة بالرؤية) وبالاستفادة أيضا من العملاء والمصادر الأرضية المختلفة.

2-الجهد الناري:
يهدف إلى تحقيق أمرين، التأمين من خلال إسكات مصادر النيران المحققة أو المشبوهة، شلّ وإعماء الدفاع، وتثبيت القوات المدافعة والحد من حرية حركتها، كل ذلك بهدف حماية وتهيئة الميدان لعمل القوات البرية؛ كذلك تحقيق التدمير العام للقدرات وتعطيل قدرة القصف على المستوطنات.

كذلك يضمن الجهد الناري الضغط المستمر على الميدان من خلال ضرب الطرقات والجسور لقطع خطوط الإمداد وضرب المراكز والمستودعات، فضلاً عن الاستهداف المنظم للعمران بهدف التدمير البحت، ويتم كل ذلك من خلال القصف المدفعي والغارات الجوية والقصف البحري والدبابات والصواريخ الموجهة والمروحيات.

3-العمليات الديناميكية:
هي جزء من الجهد ألعملياتي العام لتعزيز نقاط التفوق الميداني وتتم من خلال تنفيذ أعمال خاصة، هدفها اغتيال كوادر وقادة واستهداف مجموعات تنفيذية، وتنفيذ مهام استخبارية محدودة وتعيين ليزري لصالح سلاح الجو، بالإضافة إلى التسلل لتأمين تقدم الوحدات البرية.

4-التقدم البري:
وهو عماد الأعمال الحربية والنقطة المفصلية التي تحدد النتائج النهائية للحرب. وتجدر الإشارة هنا إلى أن التقدم البري متلازم قطعاً مع شكل الميدان وطبيعته، وفي جنوب لبنان فإن التضاريس تعطي محدودية للحركة وكل المحاور العام إلزامية وهي ميزة حاكمة لأي فكرة مناورة برية.

 

سابقاً ولاحقاً سيكون المسار العام للتقدم البري في جنوب لبنان واحداً، مع ضرورة الاختلاف في المسالك التفصيلية لحركة القوات وذلك بحسب تقديرات الكيان الإسرائيلي ومعلوماته عن الأسلحة المستخدمة من قبل حزب الله، فمحور التقدم له معايير تكتيكية ثابتة ولكنها متفاوتة من حيث القيمة، حسب المخاطر المتوقعة.

وكمثال على التفاوت المعياري لمحور التقدم، نذكر من وقائع حرب تموز ٢٠٠٦ أن العدو الإسرائيلي فضّل معيار الاختفاء لتجنّب صواريخ الكورنيت، على حساب معيار قابلية المناورة وسرعة الوصول، فتحركت المدرعات من وادي الحجير، لكن التقدم فشل بسبب استخدام المقاومة لتكتيك قطاعات الرمي الضيقة.

وبحسب العقيدة التكتيكية المتبعة من قبل العدو الإسرائيلي، فإن اسلوب التقدم البري محكوم بإطار ممنهج ومنظم يعتمد فكرة القتال المشترك بين مختلف صنوف الأسلحة، ويُختصر بعنوان المناورة والنار حيث تتقدم القوات البرية إلى أهدافها تحت تأمين ناري منضبط ومتحرك، يتحوّل جانبا أو في العمق.

كذلك تقوم القوات الخاصة بالتسلل إلى نقاط مشرفة لتأمين التقدم. يسبق ذلك نيران تمهيدية كثيفة وفعالة لتهشيم وسائط الدفاع والمواضع المشبوهة بتأثيرها على الحركة، واعتماد الوثبات الهجومية المتوالية، بالإضافة إلى التأمين ألاستخباري المتلازم مع التحرّك بحسب مدى أسلحة المدافع المتوقعة.

ويكون التصوّر العام لفكرة مناورة العدو كما يلي:
1-يكون التصوّر العام لفكرة مناورة العدو كما يلي: (الهدف، الوصول إلى نهر الليطاني)
2-محور وسطي بسعة فرقة يمتد من عيتا الشعب إلى الشرق بعرض ٨-١٠ كلم وبعمق ١٨ كلم إلى نهر الليطاني.

3-محور شرقي يمتد من موقع المالكية باتجاه الشمال بعرض ١٠ كلم وبعمق ٢٠ كلم من الشرق إلى الغرب وصولا إلى نهر الليطاني
4-محور شرقي٢ من منطقة المطلة-الوزاني بعرض ١٠ كلم يتجه شمالا بعمق ١٣ كلم وصولا إلى مرتفع بلاط فوق نهر الليطاني.

من المهم جداً القول أن كل ما ذُكر أعلاه يبقى فكرة نظرية غير قابلة للنجاح المضمون مقابل الجهد الدفاعي للمقاومة والتي لديها القدرة على القراءة التفصيلية أكثر والتقدير حتى مستوى سرية وكتيبة وبناء إجراءات الدفاع على أخطر السيناريوهات المتوقعة.

وهذا سيكون موضع بحثنا في الايام القادمة جزء من مجموعة أجزاء لمتابعة الاحداث الساخنة على الساحة اللبنانية الاسرائيلية وصراع محور المقاومة مع الكيان الصهيوني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى